استمع إلى الملخص
- حجم التجارة بين تركيا ومصر يبلغ 10 مليارات دولار، ويهدف البلدان إلى رفعه إلى 15 مليار دولار، مع التركيز على التعاون في مجالات الصحة والسياحة والدفاع والطاقة.
- زيارة السيسي تأتي بعد جهود دبلوماسية لتصحيح العلاقات بين البلدين، بدأت بحوار استخباراتي ووصلت إلى القنوات الدبلوماسية، مع التركيز على ثروات شرق المتوسط والملف الليبي.
قالت صحيفة صباح التركية المقربة من الحكومة، يوم الخميس، إن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يعتزم زيارة تركيا في 4 سبتمبر/أيلول المقبل، ويلتقي الرئيس رجب طيب أردوغان. وهذه الزيارة مرتقبة منذ فترة وتم الإعداد لها من قبل بزيارة وزير الخارجية التركي هاكان فيدان لمصر أخيراً، وستكون هي الأولى للرئيس المصري منذ توليه منصبه في البلاد عام 2014.
وأوضحت الصحيفة أن تطورات الهجوم الإسرائيلي على غزة والمجازر المرتكبة بحق الفلسطينيين ستكون على رأس جدول أعمال الرئيسين، والخطوات المتبعة من أجل محاكمة حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بتهمة ارتكاب جرائم حرب. وأكملت أن من بين الملفات التي سيناقشها الزعيمان التطورات في ليبيا والسودان والصومال والمسائل الإقليمية المرتبطة بالاستقرار الدائم والسلام والخطوات اللازمة في هذا الصدد.
ويبلغ حجم التجارة بين تركيا ومصر 10 مليارات دولار، ويهدف البلدان إلى رفع المستوى إلى 15 مليون دولار، وبحسب الصحيفة فإن الجانب الاقتصادي سيكون مهماً وسيكون هناك وفد من رجال الأعمال المصريين يرافقون الرئيس السيسي. وأضافت أن التعاون في مجالات الصحة والسياحة والدفاع سيكون على جدول الأعمال، بالإضافة إلى الطاقة، وبخاصة الغاز الطبيعي المسال، والطاقة المتجددة والتعدين، وستُناقَش جهود زيادة التعاون بين الجامعات في البلدين والدراسات في مجال الإعلام والاتصال. وفي السياق نفسه، أفادت الصحيفة بأن أردوغان والسيسي سيترأسان اجتماع المجلس الرفيع للتعاون الاستراتيجي بين البلدين، وسيتم التوقيع على العديد من الاتفاقيات.
وكان الرئيس أردوغان قد زار مصر للمرة الأولى منذ 12 عاماً في 14 فبراير/شباط الماضي، والتقى الرئيس السيسي ليفتح البلدان صفحة جديدة منذ قطيعة كانت مستمرة من عام 2013، على خلفية الانقلاب في 3 يوليو/تموز من العام ذاته على الرئيس الراحل محمد مرسي. وجاءت زيارة أردوغان بعد 6 أشهر من استئناف العلاقات الدبلوماسية وإعادة العلاقات على مستوى السفراء بين القاهرة وأنقرة العام الماضي. وسبق أن حدد أردوغان موعد زيارته للقاهرة عدة مرات، وحالت الانتخابات الرئاسية في تركيا دون إتمامها وجاءت الحرب الإسرائيلية على غزة لتؤجلها لتأتي زيارة الرئيس السيسي استجابة لدعوة الرئيس أردوغان.
وجاءت زيارة أردوغان تتويجاً لجهود دبلوماسية بذلت لتصحيح مسار العلاقات بين البلدين، بدأت بحوار بين الأجهزة الاستخبارية ووصلت إلى القنوات الدبلوماسية، وعبر جولات استكشافية للوصول إلى تسوية لمشكلات عديدة قائمة بين البلدين، في مقدمتها الخلافات حول ثروات شرق المتوسط من الغاز، والملف الليبي، وتعيين الحدود البحرية بين البلدين.
وشهدت السنوات منذ آخر زيارة قام بها أردوغان لمصر، بصفته رئيساً للوزراء في عام 2012، موجات شدّ وجذب بين البلدين، ومحطات توتر بدأت منذ إطاحة الجيش مرسي، بانقلاب عسكري دفع تركيا إلى معارضة هذا النهج، ثم وصول الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى السلطة، وكادت أن تصل إلى حد المواجهة العسكرية في ليبيا، إثر تصدي القوى المنتشرة في طرابلس، والمدعومة من أنقرة، لمحاولات اقتحام الجنرال الليبي المتقاعد خليفة حفتر للعاصمة طرابلس، بدعم من القاهرة وأبوظبي.