السودان يصعد لهجته ضد الإمارات بعد اتهامها جيشه بقصف مقر سفير أبو ظبي

30 سبتمبر 2024
استعراض عسكري للجيش السوداني في بورتسودان، 14 أغسطس 2024 (فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تصاعد التوتر بين السودان والإمارات: اتهم الجيش السوداني بقصف مقر سفير أبو ظبي في الخرطوم، ونفت القوات المسلحة السودانية هذه الاتهامات، مؤكدة التزامها بالقانون الدولي.
- اتهامات متبادلة ودور الإمارات: اتهمت الخارجية السودانية الإمارات بدعم مليشيا الجنجويد الإرهابية، مما يساهم في استمرار الحرب والمعاناة الإنسانية، واعتبرت تصريحات الإمارات حول رفض الإرهاب مثيرة للسخرية.
- ردود الفعل الإماراتية والدبلوماسية: أدانت الإمارات الاعتداء على مقر سفيرها وهددت بتقديم مذكرة احتجاج للمنظمات الدولية، مما زاد من توتر العلاقات بين البلدين.

صعّدت الحكومة السودانية لهجتها ضد دولة الإمارات بعد اتهامها للجيش السوداني بقصف مقر سفير أبو ظبي بالخرطوم. وبعد نفي واستنكار من جانب الجيش السوداني جاء الدور على وزارة الخارجية السودانية التي أصدرت بياناً، اليوم الاثنين، استهجنت فيه ما عدته مزاعم باطلة من وزارة خارجية دولة الإمارات حول تعرض مقر سفيرها بالخرطوم لقصف من القوات المسلحة السودانية، مشيرة إلى أهمية التذكير بالحق الذي تتيحه كل الشرائع والقوانين للجيش الوطني للقيام بواجبه في حماية البلاد وشعبها وسيادتها ضد كل اعتداء والتصدي للمرتزقة والإرهابيين أينما كانوا، مع التزام القوات المسلحة التام بالقانون الدولي، على حد ما جاء في البيان.

وأضاف البيان السوداني، أن تلك المزاعم "الكاذبة" محاولة بائسة للتغطية على التقارير الدولية الموثقة التي تفضح دور الإمارات "الشرير" في استمرار وتسعير الحرب في السودان، و"مسؤوليتها المباشرة عن الفظائع التي ترتكبها صنيعتها مليشيا الجنجويد الإرهابية من جرائم ضد الإنسانية وتطهير عرقي وإبادة جماعية وعنف جنسي واسترقاق النساء والأطفال".

وأبانت الخارجية السودانية أن الصحافة الاستقصائية الدولية وثقت مؤخراً بالتفاصيل والأرقام أن إمدادات السلاح الإماراتي لـ"المليشيا" ومئات الآلاف من المرتزقة الذين تمولهم الإمارات هي السبب الأول لاستمرار الحرب في السودان وما يصاحبها من فظائع ومعاناة إنسانية، مضيفة أنه من المثير للسخرية أن تتحدث وزارة الخارجية الإماراتية عن رفض الإرهاب والالتزام بالقانون الدولي في الوقت الذي ترعى فيه "مليشيا" تجسد أسوأ ما عرف عن المجموعات الإرهابية، وتتمادى هي والمليشيا التي ترعاها في انتهاك القواعد الأساسية للقانون الدولي.

وكان الجيش السوداني قد استنكر اتهامه بقصف مقر سفير دولة الإمارات العربية المتحدة في الخرطوم نافياً صحة تلك الاتهامات، وأوضح في بيان صادر عن مكتب الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة السودانية، اليوم الاثنين، أنه لا يستهدف مقار البعثات الدبلوماسية أو مقار ومنشآت المنظمات الأممية أو الطوعية ولا يتخذها قواعد عسكرية ولا ينهب محتوياتها، متهماً قوات الدعم السريع بتنفيذ مثل هذه الاعتداءات، وقال في بيانه إن من يقوم "بتلك الأفعال المشينة والجبانة مليشيا متمردي آل دقلو الإرهابية التي تدعمها لارتكاب تلك الأفعال دول معلومة للعالم، وتستمر في ارتكابها على مرأى ومسمع من الدول والمنظمات الدولية". 

وأشار الجيش السوداني في بيانه إلى أنه لا يقوم بتلك "الأعمال الجبانة" ولا يخالف القانون الدولي وإنما يستهدف في عملياته العسكرية أماكن وجود ما سمّاه "مليشيا آل دقلو الإرهابية". وأكد أن ما يقوم به هو حقه في الدفاع عن كيان الدولة السودانية. ومنذ بدء الحرب في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع، العام الماضي، أجلت كل البعثات الدبلوماسية طواقمها من الخرطوم وانتقل بعضها للعاصمة الإدارية المؤقتة في بورتسودان، شرقي البلاد.

وكانت دولة الإمارات قد أفادت، أمس الأحد، بأن مقر سفيرها بالخرطوم تعرض للاعتداء من قبل الجيش السوداني، وقالت وزارة الخارجية الإماراتية في بيان إنها تدين "الاعتداء الغاشم الذي استهدف مقر رئيس بعثة الدولة في الخرطوم، من خلال طائرة تابعة للجيش السوداني، موضحة أن الاعتداء "أدى إلى وقوع أضرار جسيمة في المبنى" وطالب البيان "الجيش بتحمل المسؤولية كاملة".

وهددت الخارجية الإماراتية في بيانها بتقديم مذكرة احتجاج لكل من جامعة الدول العربية والاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة، على ما عدّته اعتداء من قبل القوات المسلحة السودانية وانتهاكاً صارخاً للمبدأ الأساسي المتمثل في حرمة المباني الدبلوماسية، بحسب الأعراف والمواثيق التي تحكم وتنظم العمل الدبلوماسي. 

وتشهد العلاقات السودانية الإماراتية، منذ أشهر طويلة، توتراً بعد اتهامات سودانية للإمارات بدعم وتسليح قوات الدعم السريع، وتقدمت الخرطوم بشكوى رسمية لمجلس الأمن في هذا الصدد كما رفض الجيش المشاركة في مفاوضات في أغسطس/آب الماضي بجنيف، دعت إليها الولايات المتحدة، بسبب مشاركة الإمارات بصفة مراقب في المفاوضات.

وكان الجيش قد بدأ فجر الخميس الماضي بشنّ هجوم من محاور عدة على مواقع قوات الدعم السريع في مدينة الخرطوم انطلاقاً من معسكراته في مدينة أم درمان، ويسعى الجيش في عملياته الحالية إلى إعادة السيطرة على أجزاء من العاصمة وربط قواته بعضها ببعض، لا سيما الواقعة تحت حصار قوات الدعم السريع منذ العام الماضي.

المساهمون