السودان: واشنطن تحذر من قمع المظاهرات ومبعوثها يلتقي حمدوك والبرهان

29 أكتوبر 2021
متظاهرون ضد الانقلاب في أم درمان الجمعة (Getty)
+ الخط -

أكد مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية، اليوم الجمعة، أن المظاهرات المقررة غداً السبت ضد انقلاب العسكر ستكون "اختباراً لنوايا الجيش من الآن فصاعداً"، وحث القوات المسلحة على "الإحجام عن أي شكل من أشكال العنف ضد المحتجين"، وهو الموقف الذي أكده لاحقًا المبعوث الأميركي إلى السودان، جيفري فيلتمان، عقب لقاء عقده مع قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو (حميدتي).

وأضاف المسؤول، الذي تحدث للصحافيين وطلب عدم نشر اسمه، أن "واشنطن تشعر بالارتياح للسماح لرئيس الوزراء عبد الله حمدوك بالعودة إلى منزله، لكنه لا يزال رهن الإقامة الجبرية ولا يمكنه مواصلة عمله".

وتابع المسؤول أن "واشنطن تطالب قائد القوات المسلحة السودانية الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان باتخاذ خطوات لإعادة الحكومة"، مشيراً إلى أن "سعي السودان للحصول على عشرات المليارات من الدولارات من أجل تخفيف عبء الدين لن يتحقق إذا واصل الجيش محاولات قيادة البلاد منفرداً".

وأبدى المسؤول ذاته "تفهّم" بلاده تشكيك المدنيين في التعامل مع قائد الانقلاب عبد الفتاح البرهان مستقبلًا، مشيرًا إلى أن الأخير "يحاول إعادة عقارب الساعة إلى الوراء" في السودان.

وأكد أن وفدًا أميركيًّا التقى بالبرهان ونائبه محمد حمدان دقلو (حميدتي) وحمدوك قبيل الانقلاب، لكنه "لم يتلقّ أي إشارات من العسكر بخصوص نيتهم الاستيلاء على السلطة".

وأعرب أيضاً عن خشيته من أن "استيلاء الجيش على السلطة في السودان قد يدفع إثيوبيا لمحاولة استغلال الموقف في ما يتعلق بالنزاعات الحدودية".

فيلتمان يلتقي حميدتي

وفي وقت لاحق، التقى المبعوث الأميركي للسودان فيلتمان بقائد قوات الدعم السريع حميدتي، وقال إنه يقول إنه بعث برسالة واضحة مفادها ضرورة السماح للشعب السوداني بالاحتجاج السلمي وإن الولايات المتحدة تراقب الوضع عن كثب.

وأكد المبعوث الأميركي للسودان كذلك أنه تحدث إلى رئيس الوزراء حمدوك وقائد الجيش البرهان ووزيرة الخارجية مريم الصادق المهدي.

"قوى الحرية والتغيير" يواصل الحشد

ونشر ائتلاف "قوى الحرية والتغيير" بيانًا جديدًا قبيل التظاهرات "المليونية" المرتقبة غدًا، وأثنى على توحّد المتظاهرين "لليوم الخامس على التوالي ضد آلة القتل، سداً ضد النكوص عن مدنية الدولة وضد الانجرار لمصيدة العنف التي يحاول الانقلابيون جرّنا إليها".

وخاطب المتظاهرين بالقول: "كنداكات وشفاتة الثورة، نساء ورجال وشباب وشيوخ السودان، إن المعركة الحالية هي معركة أخرى ضد الظلم والطغيان وحكم الفرد؛ نعلم إصراركم على أن تكون الأخيرة لنلقي بالطغاة إلى مزبلة التاريخ مرةً وإلى الأبد".

وأكد أن "الأدوات والآليات التي سوف تحسم هذا الصراع هي الشارع وقواه الحية الباسلة أولاً؛ ومؤسسات الدولة الشرعية ثانياً، والتي تستمد شرعيتها في الأصل من الشارع الذي أتى بثورة ديسمبر التي لم تطح طاغية لتستبدله بآخر".

وأوضح أن "مطلب الشارع السوداني ومطلبنا وقوى الثورة الحية، هو إطلاق سراح كافة المعتقلين وعلى رأسهم الدكتور عبد الله حمدوك رئيس الوزراء الشرعي، وإعادة العمل بالوثيقة الدستورية واسترداد كل هياكل السلطة الانتقالية المدنية".

إيران تعلّق

وعلى صعيد آخر، علق المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زادة على انقلاب الجيش السوداني على الحكم والإطاحة بالحكومة، متجنباً استخدام كلمة "الانقلاب"، واصفاً ما حدث "بالأحداث المشكوك في أمرها"، قائلاً إنها "لن تساعد عملية النقل الديمقراطي في هذا البلد.".

وأضاف المتحدث الإيراني أن "الإلغاء غير الديمقراطي لجزء من مؤسسة السلطة يتجاهل إرادة الشعب السوداني، ولن يحقق أهدافاً يسعى إليها هذا الشعب"، مشيراً إلى "وجود مؤشرات على تدخلات خارجية مؤثرة في هذه الأحداث، حيث لم تخف التيارات الصهيونية فرحها لها"، داعياً الأطراف السودانية إلى حوار داخلي شامل.

(رويترز، العربي الجديد)

المساهمون