شهدت العاصمة السودانية الخرطوم، اليوم الأربعاء، هدوءاً نسبياً في عدد من جبهات القتال، فيما قصف الجيش السوداني مواقع للدعم السريع على حدود الخرطوم.
وأفاد شهود عيان من أنحاء متفرقة من الخرطوم، لـ"العربي الجديد"، بأن شدة القتال قد خفت خلال اليوم، كما هو الحال في الأيام الأخيرة الماضية. واستدرك الشهود بأن بعض المناطق مثل بري، شرق الخرطوم، والكلاكلة جنوب الخرطوم، شهدت اشتباكات لم تستمر طويلاً.
كما كشفت مصادر لـ"العربي الجديد" أن الجيش السوداني صدّ هجوماً على سلاح الذخيرة، جنوب الخرطوم، مشيرة إلى أن اشتباكات دارت مع قوات الدعم السريع، سقط خلالها عدد من القتلى من الطرفين.
وقصف طيران الجيش السوداني، مساء الأربعاء، تمركزات وتجمعات للدعم السريع بمناطق الباقير وجياد بولاية الجزيرة، على الحدود مع الخرطوم.
وقال الجيش السوداني، الأربعاء، إن 14 مدنياً لقوا حتفهم وأصيب 15 آخرين، استهدفوا من قبل "قوات الدعم السريع" أثناء تجمع شعبي لتحية الجيش في مناطق العزوزاب وود عجيب، جنوب الخرطوم.
وأضاف الجيش، في بيان له، أن الدعم السريع استخدم طائرة مسيرة لاستهداف المدنيين، وأشار إلى أنه أجرى عمليات "تمشيط لبؤر وتمركزات المليشيا المتمردة بمنطقة العاصمة المركزية"، مكبداً إياها "العشرة عدد من القتلى والجرحى وتدمير 4 عربات قتالية".
توازياً، دعت بعثة الأمم المتحدة بالسودان (يونتاميس) جميع الأطراف العسكرية في جنوب كردفان (جنوب) إلى "وقف العمليات العسكرية فوراً".
وأعربت بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم المرحلة الانتقالية في السودان (يونتاميس)، في بيان أوردته وكالة "الأناضول"، "عن قلقها إزاء التطورات الجديدة في جنوب كردفان". وأضافت: "نحث جميع القوات المعنية على وقف العمليات العسكرية على الفور من أجل تهدئة الوضع ومنع توسع الصراع، وندعوها إلى استئناف المفاوضات".
وأشارت البعثة الأممية، وفق البيان، إلى أنها "تذكّر جميع الأطراف بالتزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان، بضمان سلامة جميع المدنيين". وأكدت التزامها بدعم الجهود الرامية إلى التوصل إلى "حل سلمي للنزاع في جميع أنحاء السودان".
والاثنين، نقلت وسائل إعلام، بينها "راديو دبنقا" و"راديو سوا"، في موقعيهما على الإنترنت، أن الاشتباكات متواصلة بين الجيش و"الحركة الشعبية/ شمال" بقيادة عبد العزيز الحلو في جنوب شرق مدينة كادوقلي بولاية جنوب كردفان لليوم الخامس على التوالي.
وذكرت أن الاشتباكات أدت إلى نزوح كبير لمواطني الأحياء المجاورة للمواقع العسكرية إلى الأحياء الشمالية، وإلى خارج المدينة.
وفي 22 يونيو/ حزيران الماضي، اتهم الجيش السوداني قوات "الحركة الشعبية" (التي تقاتل الخرطوم منذ 2011 في جنوب كردفان والنيل الأزرق)، بمهاجمة قواته في مدينة كادوقلي رغم الهدنة.
وخلال الأعوام الأربعة الأخيرة، مددت حكومة الخرطوم والحركة الشعبية قطاع الشمال، اتفاق وقف إطلاق النار بينهما في المناطق الخاضعة لسيطرة كل منهما.
وتأتي الاشتباكات بين الجيش السوداني والحركة الشعبية/ شمال بالتزامن مع قتال تشهده الخرطوم بين الجيش والدعم السريع منذ منتصف إبريل/ نيسان الماضي.