جمعت وساطة دولة جنوب السودان، اليوم الخميس، بين كل من نائب رئيس مجلس السيادة السوداني، محمد حمدان دقلو "حميدتي"، ورئيس الحركة الشعبية-قطاع الشمال القائد عبد العزيز الحلو، في لقاء هو الأول بينهما منذ بدء محادثات السلام.
وكانت المفاوضات بين الحكومة والحركة، قد تعثرت خلال الأشهر الماضية نتيجة الخلاف حول موضوع علاقة الدين بالدولة، واشترطت الحركة لمواصلة التفاوض إبعاد حميدتي عن رئاسة وفد الحكومة، لدور قوات الدعم السريع التي يقودها في الانتهاكات ضد المدنيين في أرياف السودان المختلفة.
وهدف اللقاء، الذي حصل في مدينة جوبا، عاصمة جنوب السودان، إلى الاتفاق على استئناف التفاوض بين الطرفين وتحريك الجمود في الموضوعات المختلف حولها.
وعبّر حميدتي، عقب اللقاء في تصريحات صحافية مشتركة، عن سعادته بلقاء عبد العزيز الحلو، مؤكداً أن ما حصل هو بمثابة خطوة إلى الأمام في طريق إكمال مسيرة السلام في البلاد. وأشار إلى أن التغيير الذي حدث هدفه تحقيق شعار الحرية والسلام والعدالة، منوهاً إلى أن كل ما وقع من سوء تفاهم في الفترة السابقة مجرد "سحابة صيف وعدت".
ولفت إلى أن الاجتماع أكد بياناً مشتركاً وقعه الحلو مع رئيس الوزراء عبد الله حمدوك الشهر الماضي، بشأن استئناف التفاوض، وذلك بتنظيم ورش عمل حول موضوعات التفاوض، على أن ترفع نتائجها لطاولة التفاوض المباشر، داعياً إلى وحدة جميع السودانيين حتى لا يتمزق السودان.
وتقاتل الحركة الشعبية منذ 2011 في منطقتي جبال النوبة والنيل الأزرق من أجل وضع خاص للمنطقتين ومشاركة أوسع في السلطة القومية وعدالة في توزيع الموارد.
من جهته، عبّر الحلو عن استعداد الحركة لاستئناف التفاوض وتجاوز كل العقبات التي حالت في الأشهر الماضية دون التوصل إلى اتفاق سلام ينهي الحرب ويفتح الطريق لبناء سودان جديد.
وأكد رئيس فريق الوساطة توت قلواك، أن جنوب السودان مصمم على إكمال عملية السلام في السودان، بعد التوقيع على اتفاق السلام الشامل قبل أيام، مشيراً إلى أن اللقاء بين الحلو وحميدتي يُعدّ مؤشراً إيجابياً لخطوة جنوب السودان تجاه توقيع اتفاق سلام مماثل بين الحكومة السودانية والحركة الشعبية.
وكانت الحركة الشعبية قد حددت في وقت سابق الأسبوع الثالث من الشهر الجاري موعداً لاستئناف التفاوض بين الطرفين.
ووقعت الحكومة السودانية والجبهة الثورية، التي تضم عدداً من الحركات المسلحة اتفاق سلام نهائي السبت الماضي، يُنهي سنوات الحرب في كل من دارفور والنيل الأزرق وكردفان، وهو الاتفاق الذي غابت عنه الحركة الشعبية-قطاع الشمال بقيادة عبد العزيز الحلو.
ومنذ أغسطس/ آب من العام الماضي، دخل السودان في فترة انتقالية مدتها 39 شهراً تعقبها انتخابات عامة، ووضعت الوثيقة الدستورية تحقيق السلام كواحدة من أهم أولويات الانتقال في البلاد.