بدأت في الخرطوم، اليوم الثلاثاء، أعمال مؤتمر "اتفاق جوبا واستكمال السلام"، الذي دعت له وتسيّره الآلية الثلاثية المكونة من الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والهيئة الحكومية للتنمية.
والمؤتمر هو خطوة من خطوات المرحلة النهائية للعملية السياسية بين المدنيين والعسكر لإنهاء الأزمة السياسية في البلاد، ويهدف لتوسيع قاعدة المناقشة الوطنية حول كيفية تعزيز سبل تنفيذ اتفاق جوبا لسلام السودان 2020، عبر إزالة العوائق السياسية والعملياتية التي تواجه تنفيذه.
وسيبحث المؤتمر أسباب تعثر استكمال السلام مع الحركات المسلحة التي لم توقع على اتفاق جوبا، ويخرج بتوصيات تشكل أساس النصوص التي سترد في الاتفاق السياسي النهائي، وفي خريطة طريق تُعين الحكومة المدنية الانتقالية على تنفيذ السلام واستكماله.
وطبقا للمنظمين، فإن أكثر من 450 شخصا سيشاركون في المؤتمر، منهم 350 من خارج العاصمة وصلوا من ولايات السودان المختلفة، خاصةً تلك المتأثرة بالنزاعات المسلحة. كما أكد المنظمون أن المشاركين والمشاركات يمثلون طيفاً واسعاً من المجتمع، و60 بالمائة منهم خارج القوى الموقعة على الاتفاق السياسي الإطاري، ويمثلون فئات عديدة مثل النازحين، والمجتمع المدني، والشباب، والنساء، والإدارات الأهلية، والمجموعات الدينية، والقوى السياسية، والمختصين في القضايا ذات الصلة، مع التشديد على أن لا تقل نسبة النساء عن 40 بالمائة من إجمالي المشاركين في المؤتمر.
وقال رئيس تجمع قوى التحرير، عضو مجلس السيادة الطاهر حجر، في كلمة له بالجلسة الافتتاحية، نيابة عن الموقعين على اتفاق جوبا، إن التوقيع على الاتفاق الإطاري، الشهر الماضي، يعد مدخلا صحيحا لحل الأزمة السياسية وتكوين الدولة المدنية، مؤكدا وجود تفاهمات متقدمة بين الحركات الرافضة للعملية السياسية، وأن تلك التفاهمات ستقود إلى أن ينضم الرافضون للاتفاق الإطاري.
وحث حجر جميع الأحزاب السياسية على دعم العملية السياسية، كما حث حركة تحرير السودان فصيل عبد الواحد محمد نور، والحركة الشعبية لتحرير السودان، بقيادة عبد العزيز الحلو، على الانضمام لعملية السلام.
وأوضح أن اتفاق السلام واجه جملة تحديات؛ أهمها "انقسام شركاء السلام، وصلت مرحلة ما حدث في 25 أكتوبر/تشرين الأول 2021 (انقلاب قائد الجيش عبد الفتاح البرهان) وما تلاه من فراغ إداري، وتراجع الاهتمام بالسلام"، مشددا على أهمية تشكيل حكومة مدنية تعيد الاهتمام بالسلام.
وأضاف أن التحدي الاقتصادي أيضا "أعاق تنفيذ الاتفاق، فضلا عن إحجام المجتمع الدولي عن تقديم المساعدات"، واتهم من أسماهم بـ"بقايا النظام القديم في الأجهزة الأمنية بالعمل على إجهاض الاتفاق والتحول الديمقراطي"، وحذر من استمرار تعدد الجيوش، وعدم دمجها في الجيش الوطني حتى يتشكل جيش وطني موحد.
من جهته، عبّر رئيس بعثة الأمم المتحدة في السودان، فولكر بيرتيس، عن أسفه لغياب حركات مسلحة عن المشاركة في مؤتمر السلام، متعهدا بعمل الآلية الثلاثية على إلحاقهم بالعملية السياسية.
وفي حديث لـ"العربي الجديد" مع المشاركين، أكد نائب الأمين السياسي لحزب المؤتمر الشعبي محمد بدر الدين أن "مؤتمر السلام من المؤمل أن يقدم نموذجا للممانعين، من خلال توصياته، ليركبوا قطار السلام، ويدفعوا بالقضية لنهاياتها"، فيما تقول عازة التوم من جنوب كردفان، وهى واحدة من المناطق المتأثرة بالحرب، إن السلام لم يتحقق مطلقا في منطقتها ولو بالجزء اليسير؛ مشددة على "خروج توصيات قوية من المؤتمر ليشعر المواطن بالسلام بحق وحقيقة".