السودان: البرهان يقيل حميدتي ويجري تغييرات في قيادة الجيش

19 مايو 2023
عقار ودقلو خلال مؤتمر صحافي بشهر يوليو 2019 في جوبا (فرانس برس)
+ الخط -

بعد أكثر من شهر على اندلاع الحرب في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع، أعلن قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، الجمعة، إقالة نائبه، الذي أصبح عدوه اللدود، محمد حمدان دقلو (حميدتي)، وأحاط نفسه بمقربين إليه على رأس الجيش والدولة.

ولليوم الـ35 على التوالي، تدور معارك عنيفة في الخرطوم وفي إقليم دارفور، عند الحدود مع تشاد، حيث يشارك مقاتلون قبليون ومدنيون مسلحون في المعارك. وأوقعت الاشتباكات في نيالا، عاصمة ولاية شمال دارفور، 18 قتيلاً الخميس. كذلك، قال شهود لوكالة فرانس برس إن القتال استمر الجمعة.

في أم درمان الضاحية الغربية للخرطوم، أفاد سكان بوقوع قصف بالطيران، إضافة إلى اشتباكات. وفيما يبدو أن المفاوضات من أجل هدنة إنسانية لا تحقق أي نتائج، جرت تغييرات على رأس الدولة والجيش.

وأعلن الفريق أول البرهان أنه أصدر "مرسوماً دستورياً بإعفاء" قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) من منصبه نائباً لرئيس مجلس السيادة" (أعلى سلطة سياسية حالياً في البلاد)، وقرر تعيين مالك عقار في ذلك المنصب.

كذلك، أعلنت قيادة أركان الجيش السوداني من جهتها تعيين الفريق أول شمس الدين كباشي في منصب القائد العام للقوات المسلحة، والفريق أول ركن عبد الرحمن حسن العطا والفريق إبراهيم جابر إبراهيم كريمة مساعدين للقائد العام للجيش.

وشُكل مجلس السيادة من مدنيين وعسكريين في آب/أغسطس 2019 عقب إطاحة عمر البشير، وأوكلت إليه مهمة قيادة البلاد خلال مرحلة انتقالية، تقود إلى تحول ديموقراطي وتسليم الحكم لسلطة مدنية منتخبة.

غير أن البرهان الذي ترأسه، ودقلو نائبه في المجلس، قاما معاً بانقلاب لإزاحة المدنيين من السلطة.

بعد أقل من عام واحد، وصف دقلو الانقلاب بأنه "فاشل"، وبدأ التوتر في التصاعد بين الرجلين.

ومالك عقار، الذي يحل محل دقلو نائباً لمجلس السيادة، هو رئيس لحركة تحرير السودان-الشمال، ويتحدر من ولاية النيل الأزرق، عند الحدود مع إثيوبيا، التي كان حاكماً لها. في عام 2020، وقع عقار، وقادة حركات تمرد، اتفاق سلام مع الخرطوم، وهو عضو في مجلس السيادة منذ فبراير/شباط 2021.

شكلت حركة تحرير السودان-الشمال في عام 2011 من أعضاء حركة التمرد الدنوبية الذين فضلوا البقاء في السودان بعد انفصال الجنوب، إلا أنها انقسمت إلى جناحين في عام 2017، أحدهما يدعو إلى دولة علمانية قبل توقيع اتفاق السلام، والآخر بقيادة عقار وافق على التوقيع.

ويرى مراقبون أن صعوده إلى هذا المنصب لن يؤثر على الوضع العسكري للجنرالين المتحاربين.

"القوات المسلحة قادرة على هزيمة التمرد"

وأكد موفد الفريق أول البرهان إلى القمة العربية في جدة دفع الله الحاج الجمعة أن "القوات المسلحة قادرة على هزيمة التمرد، فلا مجال للتشكيك فيها".

ويرى الخبراء أن كلاً من الجنرالين يعتقد أنه قادر على حسم المعركة عسكرياً، ولكنهما الآن متعادلان، ويراهن كلاهما على حرب طويلة، وليس على تسوية عبر طاولة المفاوضات.

وفيما تخشى الدول المجاورة عدوى الاقتتال، أعلنت الولايات المتحدة الجمعة مساعدة قيمتها 103 ملايين دولار للسودان ودول الجوار، لمواجهة الأزمة الإنسانية.

منذ اندلاع الحرب في 15 إبريل/نيسان، أوقعت المعارك قرابة ألف قتيل، وأدت إلى نزوح ولجوء مليون سوداني، وبات أكثر من نصف السكان، بحاجة إلى مساعدة إنسانية، وفق الأمم المتحدة.

(فرانس برس)

المساهمون