السلطات الفرنسية تمنع تجمعاً للجالية الجزائرية في باريس لـ"تحية شهداء الثورة"

18 فبراير 2024
قوات أمن نشرتها السلطات الفرنسية في ساحة الجمهورية لمنع تنظيم التجمع (إكس)
+ الخط -

منعت السلطات الفرنسية الجالية الجزائرية من تنظيم تجمع شعبي كان مقرراً اليوم الأحد، وسط العاصمة باريس، بمناسبة اليوم الوطني للشهيد في الجزائر.

وبررت السلطات الفرنسية قرارها بـ"وجود مخاوف من انزلاق خطير ومحاذير من إضرار بالأمن العام"، ما دفعها لمنع كل التجمعات المقررة اليوم، بما فيها تجمع ثان لنشطاء الحراك الشعبي المعارض للسلطة الجزائرية.

ونشرت السلطات الفرنسية، صباح اليوم الأحد، أعداداً من قوات الأمن ومكافحة الشغب في ساحة الجمهورية والساحات المقرر التجمع فيها من قبل الجزائريين.

وجاء الحظر الفرنسي بعد توجيه مجموعة من النشطاء والشخصيات الجزائرية، بينهم الفنان الشاب خالد والمغني الشاب مامي، دعوة للتجمع في ساحة الأمة وسط باريس لإحياء ذكرى شهداء ثورة الجزائر، وكان مقرراً أن تُرفع الأعلام الفلسطينية دعماً للشعب الفلسطيني.

وكان مقرراً أن تُوضع باقة ورد وتُقرأ الفاتحة على أرواح الشهداء ويُستمع إلى شهادات مناضلين جزائريين قاوموا الاستعمار، ويُتلى بيان يؤكد "وحدة الجزائر ويستنكر وجود حركات متشددة تقيم في فرنسا تحاول زرع الفتنة في الجزائر".

وعبّر الجانب الجزائري عن الاستياء بشأن منع السلطات الفرنسية الجالية الجزائرية من الاحتفاء بيوم الشهيد.

واعتبر تقرير نشرته وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية أن موقف فرنسا تجاه ملف الذاكرة لم يتطور: "للأسف، لن يتم هذا الموعد (الاحتفال). وكان ذلك متوقعاً، إذ إن تجمعاً غير مسبوق للجزائريين في باريس يوم إحياء اليوم الوطني للشهيد، للتعبير بقوة عن تمسّكهم بتاريخ بلدهم، لا يمكن إلا أن تمنعه السلطات الفرنسية التي لم يتطور قيد أنملة موقفها حيال مسألة الذاكرة، حيث ما زالت ماضية في الخلط بين المعتدي والمعتدى عليه والمستعمِر والمستعمَر".

وأكدت الوكالة أنه "على الرغم من هذا المنع، فإن الرضا جد كبير والشعور بتأدية الواجب قوي، إذ إن الكثير من المثقفين والفنانين والرياضيين ورجال الإعلام والمؤثرين والمواطنين أسقطوا كل التوقعات، مثبتين مرة أخرى تمسّكهم بالوطن الأم، وبرهنوا أن الجزائر واحدة موحدة".

وكانت شخصيات من اليمين الفرنسي قد شنّت حملة منذ الإعلان عن الدعوة إلى تجمع الجالية الجزائرية، واعتبرته "استفزازاً لفرنسا"، فيما نشرت السياسية الفرنسية، ماريون مارشال، تغريدة طالبت فيه وزير الداخلية الفرنسي جيرالد درامانان بمنع التجمع.

يوم الشهيد في الجزائر

ويحتفل الجزائريون في 18 فبراير/ شباط من كل عام بيوم الشهيد، الذي أُقرّ عيداً رسمياً عام 1991، احتفاءً بانعقاد أول تجمع وطني لأبناء شهداء ثورة التحرير، للمطالبة بحقوقهم المادية والاعتبارية.

واجتمع الآلاف من أبناء الشهداء في مؤتمر عام في 18 فبراير 1988، لتأسيس "المنظمة الوطنية لأبناء الشهداء"، حين كانت الجزائر تعيش ظروفاً سياسية مهمة وتحولات حاسمة، بعد إقرار التعددية السياسية والنقابية، وحق تأسيس الجمعيات والمنظمات والصحف في الجزائر، عقب انتفاضة أكتوبر/ تشرين الأول 1988.

ويحيي الجزائريون الذكرى، بإقامة احتفالات رسمية وندوات وزيارات إلى مقابر الشهداء لوضع أكاليل من الورود، وتنظيم استعراضات فرق الكشافة.

وأراد "أبناء الشهداء" تخليد الذكرى أسوة بـ"يوم المجاهد" الذي يصادف يوم 20 أغسطس/ آب من كل عام، خصوصاً أن جانبا من الحساسية شهدتها الجزائر بين فئة المجاهدين- الثوار- وأبناء الشهداء، على خلفية شعور الفئة الأخيرة باستئثار الثوار بالمكاسب والامتيازات المادية في العقود التي تلت الاستقلال.