قالت لجان المقاومة السودانية إن السلطات الانقلابية حاولت بالقوة، اليوم الأربعاء، إزالة متاريس في الطريق الرابط بين السودان ومصر شمال البلاد.
وذكرت تنسيقية لجان مقاومة الولاية الشمالية في بيان أن قوة مشتركة من الجيش والشرطة حضرت للمرة الثالثة وفضت تجمعاً شبابياً أغلق الطريق عند منطقة الحفير على طريق "أرقين دنقلا"، وذلك بغرض فتح الطريق أمام الشاحنات القادمة من مصر، مشيرة إلى أن الثوار مصرون على العودة لإغلاق الطريق بالمتاريس من جديد.
ومنذ الانقلاب العسكري في 25 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي والموقف المصري داعم للانقلاب. ودرجت لجان المقاومة على إغلاق الطريق الرابط بين السودان ومصر في عدد من النقاط، لمنع تصدير وتهريب المواد الخام السودانية إلى مصر، بإقامة متاريس على طول الطريق، ما أدى إلى تكدس مئات الشاحنات المصرية المحملة باللحوم الحية والقطن والسمسم وغيرها من المنتجات السودانية.
ومع إعادة فتح بعض النقاط بواسطة السلطات الأمنية، أعلنت لجان المقاومة بمحلية مروي الرد بإقامة نقطة إغلاق أخرى بهدف إسقاط الانقلابيين، ومنع نهب خيرات البلاد وتهريبها إلى مصر.
في الخرطوم، قالت لجان مقاومة منطقة جنوب الحزام إن السلطة الانقلابية الدموية واصلت نهج القمع والترهيب والتنكيل بالثوار في جميع أنحاء الوطن، إذ دهمت مساء أمس مقر تنسيقيتها، وقالت اللجان في بيان إن ما حدث "تعدٍ واضح على الحريات التي تحاول السلطة الانقلابية تضييقها يوماً بعد يوم"، مؤكدة مضيها نحو إسقاط الانقلاب.
وكانت نيابة أمن الدولة قد استدعت اليوم الأربعاء وجدي صالح عضو لجنة إزالة تمكين نظام الثلاثين من يونيو، عطفاً على بلاغ سابق قيده ضد رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان في الأيام الأولى من الانقلاب.
تم إستدعائي من قبل نيابة أمن الدولة قبل قليل
— وجدي صالح Wagdi Salih (@wagdi_salih) February 9, 2022
وأنا في الطريق إليهم #الشعب_اقوى_والردة_مستحيلة
وكشفت مصادر من داخل النيابة العامة أمس عن صدور أوامر قبض بحق عدد من أعضاء لجنة إزالة تمكين نظام الثلاثين من يونيو، بزعم وجود تجاوزات في اللجنة التي جُمدت أعمالها منذ أول يوم من الانقلاب.
دعوات للمشاركة في مواكب جديدة يوم غد رفضاً للانقلاب
إلى ذلك، دعت لجان المقاومة بالخرطوم إلى المشاركة في مواكب جديدة غداً الخميس، وذلك في إطار التصعيد المستمر ضد الانقلاب. واختارت اللجان عدداً من نقاط التجمع في مدن الولاية ومناطقها، لتكون بعيدة هذه المرة عن محيط القصر الرئاسي بالخرطوم، على أن يكون يوم الإثنين المقبل موعداً لمليونية بوسط الخرطوم.
السودان ينفي دعمه تمرد جبهة تحرير تيغراي في إثيوبيا
نفي السودان، اليوم الأربعاء، دعمه لتمرد جبهة تحرير تيغراي الإثيوبية، فيما أكد السفير الإثيوبي بالخرطوم، يبتال أميرو، حدوث تطورات إيجابية بين البلدين فيما يتعلق بالقضايا الخلافية مثل سد النهضة وقضية الحدود.
وأوضح السفير الإثيوبي، خلال لقاء جمعه بوزير الخارجية السودانية المكلف علي الصادق، اليوم الأربعاء، أن التطور الإيجابي جاء عقب زيارة نهاية يناير/ كانون الأول لنائب رئيس مجلس السيادة إلى أديس أبابا، ولقائه بعدد من المسؤولين الإثيوبيين.
وكانت العلاقات السودانية الإثيوبية قد شهدت توترات مستمرة منذ نوفمبر/ تشرين الثاني 2020، نتيجة العمليات العسكرية التي نفذها الجيش السوداني لتحرير منطقة الفشقة من السيطرة الإثيوبية، عدا عن الخلافات المستمرة في ملف سد النهضة.
وشدد السفير الإثيوبي على ضرورة تعزيز التعاون من أجل مصلحة الشعبين، مؤكداً أن العلاقات مع السودان تظل استراتيجية واستثنائية ، فيما أكد جاهزية بلاده لمناقشة كل القضايا بعيداً عن التصعيد الإعلامي وذلك عبر الحوار والتواصل الإيجابي.
من جهته، دعا وزير الخارجية السوداني، الجانب الإثيوبي لمواصلة الحوار، مؤكداً ضرورة عدم توقف قنوات التواصل المباشر بين البلدين بالرغم من كل الاختلافات، كما فند الوزير بحسب بيان للخارجية السودانية، المزاعم الإثيوبية بدعم السودان لجبهة تحرير تيغراي، موضحاً أن السودان لم يدعم أي طرف ضد آخر.
اعتقال قيادات بارزة في "الحرية والتغيير" ولجنة تصفية نظام البشير
اعتقلت السلطات الأمنية السودانية، اليوم الأربعاء، خالد عمر يوسف، الوزير السابق لشؤون مجلس الوزراء في حكومة عبد الله حمدوك والقيادي بقوى "الحرية والتغيير" وجدي صالح عضو لجنة تصفية نظام الرئيس المعزول عمر البشير، والأمين العام للجنة ذاتها الطيب عثمان.
وداهمت السلطات اجتماعاً بمقر "حزب المؤتمر السوداني" وألقت القبض على خالد عمر يوسف، الذي شغل منصب مقرر لجنة إزالة تمكين نظام الثلاثين من يونيو، وهي لجنة معنية بتصفية سيطرة نظام البشير على مفاصل الدولة.
وذكر وجدي صالح في تغريدة له عبر "تويتر"، أنه جرى تحويله وزميله الطيب عثمان إلى سجن أم درمان، في انتظار البدء في إجراءات التحقيق في البلاغ المفتوح ضدهما بتهمة خيانة الأمانة.
وطبقاً لمتابعات "العربي الجديد"، فإن الاعتقالات شملت حتى الآن مجموعة أخرى من أعضاء لجنة إزالة التمكين، وسط توقعات بوصول عدد المعتقلين إلى أكثر من 200 شخص خلال الساعات المقبلة.
إلى ذلك، قال القيادي بقوى "إعلان الحرية والتغيير"، ياسر عرمان، إن حملة الاعتقالات الحالية ستؤثر على مساعي بعثة الأمم المتحدة لإيجاد حلول سياسية للأزمة الراهنة.
وطالب خلال مؤتمر صحافي، اليوم الأربعاء، البعثة الأممية والمجتمع الدولي رفع صوته ضد ما يحدث من انتهاكات من قبل الانقلاب، بما في ذلك جرائم القتل ضد المتظاهرين السلميين.
بدوره، أكد القيادي بـ"إعلان الحرية والتغيير" الواثق البرير أن "الاعتقالات لن تثني الحرية والتغيير في مواصلة كفاحها لإسقاط الانقلاب وإيجاد مخرج آمن للبلاد".
أما رئيس حزب "المؤتمر السوداني" عمر الدقير فأكد من جهته أن "الانقلاب ليس لديه ما يقدمه باستثناء تفعيل أدوات القمع والقوانين الاستثنائية، وتنفيذ حملة الاعتقالات السياسية بغطاء قانوني"، مشدداً على أن "الإجراءات القمعية لن تخيف الشعب السوداني وتدفعه للتراجع عن ثورته التي لن تنتهي إلا بسقوط الانقلاب".
كذلك لفت إلى أهمية وحدة قوى الثورة وتوحيد مركز قرارها الميداني والسياسي.