من جهة أخرى، كشف الزهار أن العلاقة بين الحركة وجهاز المخابرات العامة المصرية "كانت ولا زالت جيدة"، وكانت مبنية على التفاهم والترتيب والتنسيق المشترك من أيام الوزير عمر سليمان، رغم بقاء الاتصالات عند حدودها الدنيا حالياً.
وندد الزهار بغياب مهنية وزارة الداخلية المصرية في التعامل مع ملف اغتيال المدعي العام، داعياً إلى ترميم ما تم إفساده "حتى تسترد مصر دورها راعيةً لكثير من الملفات التي تخص القضية الفلسطينية".
النظام المصري وشيطنة "حماس": خدمة مجانية لإسرائيل
كما أكد الزهار وجود حراك محلي وإقليمي يسعى الى إصلاح العلاقات بين الحركة والقاهرة، آملاً في تفهم مصري لعدم صحة الادعاءات، يفضي إلى رفع الحصار وفتح المعبر.
وفي موضوع جماعة الإخوان المسلمين، أكد القيادي في "حماس" عدم وجود أي ارتباطات تنظيمية للحركة من أي جهة كانت. فالحركة حسب تعبيره هي حركة مقاومة هدفها الأساسي تحرير فلسطين. كما ندد بدعوة حركة "فتح" لـ"حماس" بالتدخل في الشأن المصري متهماً إياها بالكذب.
وقال محمود الزهار إن المفاوضات التي تجري بين حركة "فتح" و"حماس" للمصالحة هي على أساس قبول نتائج الانتخابات. واتهم فتح بعدم احترام هذا الخيار، قائلاً إنها "تعمل على تعطيل الجهود الرامية الى المصالحة".
وأوضح القيادي في "حماس" أن المفاوضات الأخيرة بين الجانبين في قطر لم تحقق نتيجة مثل سابقاتها، محملاً حركة "فتح" مسؤولية الانقسام القائم بين الفلسطينيين.
واتهم الزهار حركة "فتح" بالمحاولة لإخراج "حماس" من المشهد السياسي "عن طريق الحصار والتجويع ومنع إعمار غزة".
الحكومة المصرية تتهم "حماس" و"الإخوان" باغتيال بركات... و"الحركة" تنفي
واعتبر أن الشعب الفلسطيني يدرك من هو المسؤول عن تعطيل المصالحة، مضيفاً أن "حركة فتح لم تقبل بنتائج الانتخابات التشريعية".
وحول العلاقة مع إيران، قال الزهار إن الحركة تعمل لتحسين علاقتها معها، لكن العملية تحتاج إلى إعادة ترميم و"لا بد من القيام بحراك وتنسيقات مع العالم الإسلامي".
وأضاف أن الفلسطينيين "ليسوا في حالة رفاهية بل هنالك احتلال ينتظر أي لحظة لينقض عليهم".
وأعرب عن أسفه للانقسام القائم في العالم الإسلامي بسبب الصراعات في الشرق الأوسط قائلاً: "العالم الإسلامي بدأ يدمر نفسه بنفسه".
وأضاف: "نحن نطمح لتحسين علاقتنا مع إيران والسعودية والعرب والمسلمين وكل مكونات العالم الإسلامي حيث تمارس إسرائيل القتل ضدنا".
وأوضح الزهار أن المشكلة السورية هي التي أدت إلى ما آلت إليه الأمور بشأن العلاقة مع "حماس"، مضيفاً أن فترة تواجد الحركة على الأراضي السورية تبعتها توقعات بانخراط "حماس" مع النظام أو مع المعارضة.
خشية من توظيف الاتهام المصري لـ"حماس" في عدوان إسرائيلي
وقال إن "حماس" اتخذت خياراً صعباً "لأنها لا تريد أن تضع نفسها في لعبة المحاور حيث ستخسر، وسيخسر الفلسطينيون في نهاية المطاف".
وبشأن العلاقة مع السعودية، قال القيادي في "حماس" إن الحركة كان لها لقاء بعد وصول الملك سلمان إلى الحكم لكن لم تتطور العلاقة، مضيفاً أن الحركة حريصة على تطوير علاقتها مع السعودية.
وأعرب عن أمله بأن يخرج وفد من كافة مكونات الشعب الفلسطيني للقاء المسؤولين السعوديين وتطوير العلاقة بما يخدم القضية الفلسطينية.
وبشأن تصنيف دول مجلس التعاون الخليجي حزب الله اللبناني تنظيماً إرهابياً، قال الزهار إن مصطلح الإرهاب لا يوجد عليه اتفاق، موضحاً أن التصنيف الأخير "هو موقف سياسي" وأن حركة "حماس لا تدخل في لعبة المحاور، وأنها ليس مع هذا أو مع ذاك، وتنأى بنفسها من هذا التطور لأن لديها هم كبير اسمه إسرائيل".