- خبراء يحذرون من أن رداً قوياً على إيران قد يؤدي لحرب إقليمية، مؤكدين على أهمية التركيز على الجبهات مع غزة وحزب الله وتأجيل التعامل مع التهديد الإيراني.
- السياسة الإسرائيلية تجاه الرد تتأثر بالموقف الأمريكي والضغوط الدولية، مع التأكيد على أهمية التحالفات الإقليمية والتعامل مع مستقبل غزة، مما يعكس التعقيدات السياسية والاستراتيجية.
فُوض نتنياهو وغانتس وغالانت باتخاذ القرار بشأن الرد
تجنبت المستويات الرسمية التطرق إلى طابع الرد المحتمل على الهجوم
يحذر محللون من أن يفضي الرد الإسرائيلي إلى اندلاع حرب إقليمية
فوض مجلس الحرب الإسرائيلي، في جلسته فجر اليوم الأحد، كلاً من رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير الأمن يوآف غالانت والوزير بني غانتس باتخاذ القرار بشأن الرد على الهجوم الإيراني الذي استهدف إسرائيل. وعلى الرغم من أن المستويات الرسمية الإسرائيلية تجنبت التطرق إلى طابع الرد الإسرائيلي المحتمل على الهجوم الإيراني، إلا أن تداعيات هذا الرد ستتأثر بثلاثة عوامل رئيسة، وهي البقعة الجغرافية التي سينفذ عليها، وطابع الأهداف التي سيطاولها، ومستوى تنسيق تنفيذه مع الولايات المتحدة والقوى الدولية والدول الإقليمية التي شاركت في التصدي للهجوم على إسرائيل.
وجزم مدير "مركز أبحاث الأمن القومي" الإسرائيلي الجنرال تامير هايمان، في تعليق نشره موقع المركز اليوم الأحد، بأن الرد الإسرائيلي سيكون داخل الأراضي الإيرانية، فيما لم يتطرق أحد في تل أبيب إلى طابع الأهداف الإيرانية التي سيطاولها. وعلى الرغم من أن وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس قد قال، في حديث مع إذاعة جيش الاحتلال اليوم الأحد، إن رد تل أبيب يجب أن يضمن استعادة إسرائيل قوة ردعها، إلا أنه في الوقت ذاته رفض التطرق إلى ما إذا كان الرد سيشمل مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية.
من ناحيته، يقول كبير المعلقين العسكريين في صحيفة يديعوت أحرنوت رون بن يشاي، في تحليل نشره موقع الصحيفة اليوم، إن الرد الإسرائيلي سيتأثر بعاملين متناقضين، وهما الحاجة إلى ردع إيران، وفي الوقت ذاته وجوب مراعاة مطالبة كل من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وكندا بألا يكون الرد غير متناسب بحيث يفضي إلى زعزعة الاستقرار الإقليمي.
وحذر بن يشاي من أن يفضي الرد الإسرائيلي إلى اندلاع حرب إقليمية تخدم مصالح وأهداف حركة حماس وزعيمها في قطاع غزة يحيى السنوار، على حد زعمه، مشددا على أنه يجب على صناع القرار في تل أبيب أن يستجيبوا لمطالب القوى الغربية ومواصلة التركيز على الحرب في غزة والمواجهة ضد حزب الله. وحسب بن يشاي، فإنه يجب على إسرائيل أن تؤجل "معالجة التهديد الإيراني بشكل جذري إلى مناسبة أخرى".
إلى ذلك، لم يستبعد المعلق العسكري لصحيفة هآرتس عاموس هارئيل أن يصمم نتنياهو على الرد في قلب الأراضي الإيرانية، بحيث يستدرج الولايات المتحدة في النهاية إلى عمل عسكري يستهدف المنشآت النووية الإيرانية، على اعتبار أن القضاء على المشروع النووي لطهران يعدّ الحُلم الذي يراود رئيس الوزراء الإسرائيلي منذ عشرات السنين. وفي تحليل نشره موقع الصحيفة اليوم الأحد، لفت هارئيل إلى أن هجوما إسرائيليا واسعا في عمق الأراضي الإيرانية يمكن أن يفضي إلى اندلاع مواجهة شاملة مع حزب الله، زاعما أن تحقق هذا السيناريو يخدم مصالح حركة حماس. وأعاد إلى الأذهان أن المواجهة المحدودة بين إسرائيل وحزب الله أفضت إلى نزوح عشرات الآلاف من المستوطنين من المناطق المتاخمة للحدود مع لبنان.
أما المراسل السياسي لهيئة البث الإسرائيلية موشيه شتايمن فيرى أن إسرائيل، قبل اتخاذها قرارا بالرد على الهجوم الإيراني، مطالبة بمراعاة الموقف الأميركي، وتحديدا في أعقاب الدور الذي لعبته الولايات المتحدة وحلفاؤها في التصدي للهجوم الإيراني. وفي تعليق بثته قناة كان التابعة لهيئة البث، لفت شتايمن إلى أن الرئيس جون بايدن يطالب إسرائيل بعدم الرد على الهجوم الإيراني، مقابل تعهده بالعمل دبلوماسيا ضد طهران في المحافل الدولية.
في المقابل، يحذر المعلق في صحيفة "معاريف" بن كاسبيت من خطورة الاعتبارات الشخصية لنتنياهو التي يمكن أن تؤثر في تحديد الرد على الهجوم الإيراني. وفي تعليق نشره موقع الصحيفة اليوم الأحد، يرى كاسبيت أن لنتنياهو مصلحة سياسية شخصية في إطالة أمد الحرب الدائرة حالية، ما قد يدفعه إلى إصدار أوامره بشن رد كبير ضد إيران، سيجعل إسرائيل وحلفاءها يتكبدون أضرارا استراتيجية ثقيلة. وتوقع أن يتعرض نتنياهو لضغوط سيمارسها ممثلو التيار الديني القومي المتشدد في حكومته، وتحديدا وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش، لتوجيه ضربة قوية ضد طهران. ويرى أن نتنياهو مُطالب بأن يدرك قيمة وأهمية التحالفات الإقليمية مع الدول العربية، بحيث يصل إلى قناعة مفادها أنه يجب ألا يؤجل البت في تحديد مستقبل في قطاع غزة بعد الحرب لمجرد رفضه أي وجود للسلطة الفلسطينية.