الرئيس الجزائري ينفي وجود أي وساطة مع المغرب

23 ديسمبر 2022
أعلن تبون تأجيل مؤتمر منظمة التحرير (Getty)
+ الخط -

نفى الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون بشكل قطعي وجود أية وساطة عربية أو غير عربية لحل الأزمة القائمة بين الجزائر والمغرب، وأعلن تأجيل اجتماع لمنظمة التحرير الفلسطينية كان مقررا عقده نهاية الشهر الجاري في الجزائر، وحث الطبقة السياسية في تونس على تنازلات لمنع انهيار البلاد، وكشف عن قيامه قريبا بزيارة إلى روسيا والصين، وعن زيارة مرتقبة لولي العهد السعودي إلى الجزائر.

وقال الرئيس تبون، في حوار تلفزيوني بث مساء الخميس، إن "التقارير والتأويلات التي تحدثت عن وساطة الملك الأردني  (بشأن الأزمة مع المغرب) ظلمته؛ الملك لم يذكر لي أي دولة، ولم يتحدث لي عن أية وساطة لا هو ولا غيره من المسؤولين الذين التقيتهم". وأكد التزامه بأن يكون الرأي العام الجزائري هو أول مطلع في حال وجود أي تطور في هذا الملف، دون الحاجة إلى أي شكل من أشكال التسريبات أو التقارير التي قد تتحدث عن وساطات أو تفاهمات غير معلنة في العلاقة بين الجزائر والمغرب. وقال: "ليعلم الجميع أنه في حال كان هناك أي تطور فإن الشعب الجزائري هو الأَوْلى بالمعلومة".

وكان الرئيس تبون يرد بصورة غير مباشرة على تقارير نشرتها وسائل إعلام إسبانية ومغربية، خلال اليومين الماضيين، ربطت زيارة العاهل الأردني إلى الجزائر، بوجود وساطة أردنية لترميم العلاقات بين الجزائر والرباط، وأعلنت عن تحقيق نجاح أردني في هذه الأزمة المتفاقمة منذ قطع العلاقات بين البلدين في أغسطس 2021. ويفهم من تصريحات الرئيس تبون أن الأزمة بين البلدين ما زالت متجمدة وعصية على أي اختراق، خاصة مع تبعات غياب الملك محمد الخامس عن القمة العربية الأخيرة التي احتضنتها الجزائر، والمواقف التي عبر عنها وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة خلال القمة، إضافة إلى تشدد تبديه الجزائر بشأن رفض أية وساطة عربية في الأزمة، إذ كان الرئيس تبون ووزير الخارجية رمطان لعمامرة قد أكدا، في وقت سابق، امتناع الجزائر عن قبول أية وساطة عربية أو غير عربية في الأزمة مع المغرب.

وفي صلة بمآلات ملف المصالحة الفلسطينية، كشف الرئيس الجزائري أنه كان مقررا عقد اجتماع لمنظمة التحرير الفلسطينية في الجزائر نهاية شهر ديسمبر/ كانون الأول الجاري، يضم كافة الفصائل والمسؤولين الفلسطينيين، لكنه تقرر تأجيله بسبب التزامات للرئيس محمود عباس بنهاية السنة، وأكد أنه سيتم العمل خلال عام 2023 على إحياء منظمة التحرير كممثل شرعي وحيد للشعب الفلسطيني، وحشد الدعم لأجل حصول فلسطين على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، وفقا لمقررات القمة العربية الأخيرة في الجزائر.

وردا على سؤال حول الموقف من نتائج الانتخابات التشريعية الأخيرة في تونس، لمح الرئيس تبون إلى حاجة تونس لتنازلات من الطبقة السياسية لمنع تونس من الانهيار، وقال: "تونس تحل مشاكلها بنفسها، أنا متيقن من ذلك، توجد في تونس طبقة سياسية تتغلب عليها الروح الوطنية. وسيقدمون التنازلات لمنع انهيار تونس التي لا أعتقد أنها ستنهار، لكن كل هذه تبقى أمورا داخلية للسلطة والشعب التونسي، ولن نسمح لأنفسنا بالتدخل، كما لم نسمح للبعض بالتدخل في الشأن التونسي"، مضيفا: "أحترم الرئيس قيس سعيد كمثقف وقومي، ونحن لا نتدخل في الشؤون الداخلية لتونس، نحترم الشعب التونسي بكل أطيافه، ونحن باسم ما علينا من واجب، وباسم الجوار والأخوّة والماضي المشترك وشهداء ساقية سيدي يوسف، إذا احتاجنا الأشقاء التونسيون فنحن جاهزون".

وبشأن الأزمة في ليبيا، جدد الرئيس تبون الدعوة إلى إجراء انتخابات، وقال: "الحل الوحيد هو الانتخابات، ولا يجب أن ينتظر الليبيون من يأتي لهم بحل، وقد أبلغت المنفي والدبيبة بذلك، ولدى الليبيين كل الإمكانيات ليعيشوا وضعا أحسن".

وأعلن الرئيس تبون عن زيارة مرتقبة لولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى الجزائر، دون الكشف عن تاريخها، وقال إن هذه الزيارة كانت مقررة قبل القمة العربية، وأضاف: "علاقاتنا مع السعودية جيدة جدا، لدينا إخلاص وشعور كبير بالمحبة، ربما كانت بعض القرارات الخارجية السيادية متباينة، لكننا نتفهم مواقف بعضنا".

 كما أعلن عن زيارة قريبة سيجريها إلى كل من روسيا والصين أيضا، ورفض بعض التأويلات التي تفهم من هذه الزيارات، وقال: "روسيا دولة صديقة، والصين دولة صديقة، وأميركا دولة صديقة أيضا".

المساهمون