وصل الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، صباح اليوم الأربعاء، إلى مطار دمشق، في زيارة هي الأولى لرئيس إيراني لسورية منذ أكثر من 10 سنوات.
وقالت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) إنّ الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي وصل إلى مطار دمشق الدولي في زيارة رسمية تستغرق يومين، وأضافت أنّه سيجري مع رئيس النظام السوري بشار الأسد "مباحثات سياسية واقتصادية موسّعة، يليها توقيع عدد من الاتفاقيات".
فيما أكدت وكالة "إرنا" أنّ وفداً سياسياً واقتصادياً رفيع المستوى يرافق رئيسي في هذه الزيارة، يضم كلاً من وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان، ووزير الطرق وبناء المدن مهرداد بذرباش، ووزير النفط جواد أوجي، ووزير الاقتصاد إحسان خاندوزي، ومحافظ البنك المركزي محمد رضا فرزين، ومساعد الرئيس للشؤون السياسية محمد جمشيدي.
وبحسب ما نقلته صحيفة "الوطن" المقربة من النظام السوري، ستجري للرئيس الإيراني مراسم استقبال رسمية في "قصر الشعب"، ثم يُجري مباحثات تتعلق بتطوير العلاقات الثنائية الاستراتيجية على مختلف الأصعدة، ولا سيما الاقتصادية.
ونقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة أنّ الزيارة ستشهد توقيع عدد كبير من اتفاقيات التعاون الاقتصادي، خصوصاً في مجالات الكهرباء والطاقة والنفط، كذلك ستُوقَّع اتفاقية تعاون استراتيجية شاملة.
وبحسب "إرنا"، سيزور الرئيس الإيراني العتبات الدينية، ويلتقي الإيرانيين المقيمين في سورية.
وقال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، عشية زيارة رئيسي، في تغريدة له عبر "تويتر"، إنّ "أهمية هذه الزيارة، فضلاً عن أبعادها السياسية والأمنية والاقتصادية، تعكس انتصار الإرادة السياسية للمقاومة، ونجاح دبلوماسية الحكومة في إكمال مسار التعاون الإقليمي".
وفي تصريحات في مطار طهران قبل التوجه إلى سورية، قال الرئيس الإيراني إنّ بلاده "باتت اللاعب الرئيسي والمؤثر في التطورات الإقليمية"، معتبراً أنّ "مواقف الجمهورية الإسلامية الإيرانية تعتمد العقلانية والحكمة والصمود والمقاومة"، ومشيراً إلى أنّ "التجربة أثبتت أن هذه المواقف قد أثمرت".
وأضاف أنّه خلال زيارته لسورية سيسعى لـ"توطيد والرقي بالعلاقات الاقتصادية والسياسية والأمنية"، وقال إنّ "مجموعات المقاومة و"حزب الله" اللبناني والقوات الاستشارية للجمهورية الإسلامية والحاج قاسم سليماني لعبوا دوراً كبيراً في إيجاد الأمن، ليس في سورية، بل في كل المنطقة"، حسب تعبيره.
وفي مقابلة تلفزيونية عشية زيارته لسورية، أكد رئيسي أنّ "العلاقات بين إيران وسورية استراتيجية متكاملة"، لافتاً إلى أنّ زيارته تأتي "تعبيراً عن هذه الطبيعة الاستراتيجية للعلاقات ولأجل توطيدها".
وأضاف رئيسي أنّ "الاتفاق الإيراني السعودي من شأنه أنّ يترك تأثيراً ملحوظاً على المنطقة، وعلى مستوى العالم أيضاً"، وتابع أنّ "سورية دوماً كانت أحد الخطوط الأمامية لجبهة المقاومة"، متهماً الولايات المتحدة الأميركية بـ"إثارة الفتنة في سورية والسعي لتفكيكها".
وعزى الرئيس الإيراني الأزمة السورية خلال العقد الأخير إلى ما اعتبره "تخطيطاً أميركياً لإحداث الفوضى" في سورية، وقال إنّ واشنطن "حرضت الدول العربية على سورية"، مضيفاً: "كانوا يتصورون أنه من خلال الحرب التي اندلعت داخل سورية (...) وبدعم إسرائيلي وأميركي، وبأموال بعض الدول، سيقلب الوضع في سورية"، حسب قوله.
وأضاف الرئيس الإيراني أنّ بلاده "وقفت إلى جانب سورية في مواجهة المؤامرات"، حسب تعبيره، لافتاً إلى أنّ "الأوضاع اليوم باتت مختلفة في سورية".
وعزا التطبيع العربي مع النظام السوري إلى "إدراك أنّ سورية لن تهزم، واليوم يريدون إعادة فتح العلاقات مع هذا البلد. نحن لا نعارض ذلك، ونوافق على أنّ تستأنف سورية علاقاتها مع مختلف دول العالم، بما فيها دول المنطقة، وخصوصاً الدول الإسلامية".
يُذكر أنّ هذه الزيارة هي الأولى لرئيس إيراني لسورية منذ اندلاع الثورة التي قمعها النظام السوري، وتلقى دعماً على المستويات كافة من إيران على مدى أكثر من عقد.