تفقد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، خلال زيارته اليوم الجمعة محافظة بوشهر الإيرانية المطلة على الخليج، مفاعلها النووي ومراحله الجديدة، قائلاً إنّ "السياسة القطعية للجمهورية الإسلامية هي استخدام الطاقة النووية السلمية، ولن نتنازل عن ذلك".
وأضاف رئيسي لوسائل الإعلام الإيرانية، بعد تفقده المنشأة النووية، أنّ الطاقة الإنتاجية من محطة بوشهر النووية تبلغ حالياً ألف ميغاوات، مشيراً إلى أنّ هذه الطاقة سترتفع ثلاثة أضعاف بعد اكتمال المرحلتين الثانية والثالثة من المحطة.
وتابع أنّ منظمة الطاقة النووية الذرية الإيرانية كلفت بالعمل على رفع إنتاج الكهرباء من المفاعل النووي إلى 10 آلاف ميغاوات.
وقال الرئيس الإيراني إنّ "التطوير ذا المغزى للعلم النووي في إيران سيؤدي إلى تطوير بقية التقنيات والعلوم"، مشيراً إلى أنّ منظمة الطاقة الذرية الإيرانية تعمل على تحلية مياه الخليج لتوفير جزء من حاجات محافظة بوشهر لمياه الشرب.
ويأتي إصرار إيران على المضي قدماً في تطوير برنامجها النووي وإنشاء مفاعلات أخرى، في وقت تدعوها فيه أطراف الاتفاق النووي والولايات المتحدة إلى العودة لمفاوضات فيينا المتعثرة لإحياء الاتفاق، بعد أن أصبح يواجه مصيراً مجهولاً على خلفية الانسحاب الأميركي منه عام 2018، وإعادة فرض العقوبات على إيران بشكل أقسى من ذي قبل، وما تبعه من خفض إيران المستمر لتعهداتها النووية وتطوير قدراتها النووية لمستويات أعلى مما كان عليه برنامجها النووي قبل التوصل إلى الاتفاق عام 2015.
لكن بعد فوز الرئيس الأميركي جو بايدن في الانتخابات الأميركية، في نوفمبر/تشرين الثاني 2020، زادت التوقعات بإحياء الاتفاق، فانطلقت، خلال إبريل/نيسان الماضي، مفاوضات فيينا لهذا الغرض، وعقدت ست جولات منها، قبل أن تتوقف بطلب من طهران خلال يونيو/حزيران الماضي بحجة الانتخابات الرئاسية وانتقال السلطة التنفيذية في البلاد، لكن بعد مرور عدة أشهر على إجراء هذه الانتخابات وفوز الرئيس الإيراني المحافظ إبراهيم رئيسي وتشكيله الحكومة خلال أغسطس/أب الماضي، لم تستأنف المفاوضات، حيث تقول إيران إنها مشغولة راهناً بتقييم الجولات السابقة من المفاوضات وستنتهي منها قريباً لتعود إليها.
يشار إلى أنّ مشروع بناء مفاعل بوشهر بدأ قبل انتصار الثورة الإسلامية في إيران عام 1979، وعقدت إيران صفقة مع شركة "سيمنز" الألمانية لبنائه، لكنها تخلت عن المشروع بعد الثورة وتولت شركة "أتوم ستروي إكسبورت" الروسية استكماله.
ودخلت المحطة الخدمة عام 2011 لإنتاج نحو ألف ميغاوات من الكهرباء. وتزود شركة "روس أتوم" هذا المفاعل الإيراني بالوقود.
وخططت إيران عام 2014 لبناء محطتين أخريين في مفاعل بوشهر، ثم بعد ذلك، أطلق رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية السابق علي أكبر صالحي، خلال نوفمبر/تشرين الثاني عام 2019، عملية بناء المفاعلين من خلال صب الخرسانة بحضور ألكسندر لوكاشين، رئيس شركة "أتوم ستروي إكسبورت" الروسية التي تتولى تنفيذ المشروع.
وقال صالحي، حينها، إن كلاً من المفاعلين سينتجان طاقة كهربائية تقدر بـ1050 ميغاواطاً (2114 ميغاواطاً للمحطتين)، معتبراً المشروعين الأضخم في إيران، حيث تبلغ كلفتهما 10 مليارات دولار. ومن المقرر أن يتم تدشين مفاعلي بوشهر الثاني والثالث في العامين 2025 و2026، بحسب التصريحات الإيرانية.