يبدأ الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، اليوم الأحد، جولة في أميركا اللاتينية تشمل فنزويلا وكوبا ونيكاراغوا. وتربط إيران بهذه الدول علاقات وثيقة ومصالح مشتركة في مواجهة السياسات الأميركية.
والزيارة هي الأولى للرئيس الإيراني الحالي إلى ِأميركا اللاتينية التي تولي إيران للعلاقات معها، وبالذات مع فنزويلا، اهتماما كبيرا لكونها تقع في الفناء الخلفي الأميركي.
ويرافق رئيسي وفد رفيع المستوى من وزراء الخارجية والدفاع والنفط والصحة.
وقالت صحيفة "إيران" الحكومية، اليوم، إن زيارة رئيسي إلى الفناء الخلفي للولايات المتحدة "تأتي تزامنا مع الوضع الهش للسياسة الخارجية الأميركية تجاه طهران".
وأضافت أن "إيران بات لها حضور مؤثر واستراتيجي في أقرب موقع جغرافي من الحدود الأميركية، وهو ليس أمرا له سابق من وقت طويل".
كما أوردت وكالة "إرنا" الإيرانية الحكومية أن جولة رئيسي إلى أميركا اللاتينية تأتي في إطار سياسة طهران لإعطاء الأولوية للعلاقات مع الدول الصديقة والمتاخمة لها، لافتة إلى أن تعزيز العلاقات مع هذه الدول "تظهر قدرة إيران على التمسك بروابط استراتيجية على مستوى العالم".
وبين الدول الثلاث التي يزورها رئيسي، تكتسب فنزويلا أهمية كبيرة في الحسابات الإيرانية، وظلت إيران تدعم حكومة نيكولاس مادورو في مواجهة خصومه والقوى الغربية المعارضة له والساعية إلى إسقاط حكومته.
وترتبط إيران وفنزويلا بعلاقات سياسية واقتصادية قوية، فضلا عن تناغم وتنسيق وثيقين في المواقف على الساحة الدولية.
وقدمت السلطات الإيرانية، خلال السنوات الماضية، دعما لفنزويلا لمساعدتها في مواجهة العقوبات الأميركية، سواء من خلال إرسال الوقود أو معدات لتطوير صناعتها النفطية، ما ساهم في زيادة إنتاج فنزويلا للنفط.
وفي المقابل، إيران التي تواجه أيضا عقوبات أميركية مشددة، حصلت على الذهب وموارد أولية أخرى.
وتفرض الولايات المتحدة حظرا اقتصاديا، ومنه الحظر النفطي، على فنزويلا التي تتعاون مع إيران في مجال صادرات النفط والمشاريع النفطية.
وكان "فيلق القدس" حاضراً في علاقات قوية بنتها إيران خلال العقدين الماضيين مع فنزويلا وبوليفيا، وفي السياق، تشير تقارير غربية إلى أن الفيلق كان له موقع تدريبي في منطقة وارنيس البوليفية.
وبشأن النفوذ الإيراني في هذه المنطقة، حذر رئيس أركان القيادة الجنوبية الأميركية الجنرال كريغ فالر، خلال إبريل/نيسان 2020، من "زيادة تحركات فيلق "القدس" الإيراني في منطقة الكاريبي وفنزويلا.
وراجت أنباء عن زيارة قام بها قائد الفيلق السابق الجنرال قاسم سليماني، عام 2019، إلى فنزويلا، قبل عام من اغتياله من قبل سلاح الجو الأميركي في بغداد مطلع عام 2020.