الرئيس الإيراني محذراً الأطراف النووية: سياسات بايدن لا تختلف عن سلفه

08 سبتمبر 2021
غموض بشأن مصير الاتفاق النووي (Getty)
+ الخط -

أجرى رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل، مساء اليوم الأربعاء، اتصالا هاتفيا مع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، تناول سبل إحياء الاتفاق النووي والعلاقات بين طهران والوكالة الدولية للطاقة الذرية وتطورات أفغانستان. 
وأكد رئيسي خلال الاتصال أن الأطراف الأوروبية "لم تلتزم بتعهداتها" بعد الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي، قائلا إن "إيران لم تكن تنقض الاتفاق النووي والأميركيون هم الذين انتهكوا الاتفاق"، وفقا لما أورده موقع الرئاسة الإيرانية.
وأضاف أنه بعد مغادرة الرئيس الأميركي دونالد ترامب السلطة ومجيء جو بايدن "لم يطرأ عمليا أي تغيير على السياسات الأميركية تجاه إيران، ويستمر التوجه والإجراءات نفسها، أي العقوبات والضغوط".
وعن العلاقات والتعاون بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية، قال الرئيس الإيراني إن "التعاون الجاد بين الجمهورية الإسلامية والوكالة يمثل نموذجا بارزا لإدارة إيران للممارسة الشفافة في أنشطتها النووية"، محذرا الوكالة الدولية من "اتباع سلوك غير بناء".
ومضى يقول "إذا تبنت الوكالة سلوكا غير بناء، فالتوقع أن تبدي إيران سلوكا بنّاء ليس منطقيا".
وتشهد العلاقات بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية توترا متزايدا هذه الأيام، وأصدرت الوكالة، أمس الثلاثاء، تقريرين فصليين بين أعضائها، يتهمان طهران "بالفشل المستمر" في الإجابة عن أسئلة الوكالة وإنتاج كميات كبيرة من اليورانيوم بدرجة نقاء عالية.
وعلق المندوب الإيراني الدائم لدى المنظمات الدولية في فيينا كاظم غريب أبادي على ذلك برفض الاتهامات والحديث عن أن جميع الأنشطة النووية الإيرانية تندرج في إطار معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية و"تنسجم تماماً مع تعهدات إيران باتفاق الضمانات"، الذي يعد جزءاً من المعاهدة.

العلاقات مع أوروبا 

وعلى صعيد العلاقات مع أوروبا، أعرب رئيسي عن رغبة طهران بتوسيع العلاقات مع الاتحاد الأوروبي والدول الأوروبية على مختلف الأصعدة، قائلا إن "استمرار هذه العلاقات وتعزيزها يتوقف على الالتزام بالاحترام المتبادل والتركيز على الأمور المشتركة ومنع تأثير العوامل الخارجية عليها".
وأضاف أن "هذا الأمر يرتبط بإرادة عملية لدى الجانب الأوروبي وعدم ربط العلاقات بإرادة القوى الأحادية مثل أميركا"، معربا عن أمله في أن "تحقق أوروبا تقدما في تحقيق الاستقلال الاستراتيجي"، على حد تعبيره.

تطورات أفغانستان


وبخصوص الوضع الأفغاني، أشار رئيسي إلى أن "حضور القوى الأجنبية وخاصة أميركا في أفغانستان لم يخلق الأمن ولم يخلف سوى الحرب وإراقة الدماء والدمار".
وأضاف أن "نتيجة حضور أميركا وحلف شمال الأطلسي (الناتو) في أفغانستان خلال عشرين عاما لم تكن وقف إنتاج وتهريب المخدرات بل زيادة حجمهما بأكثر من 45 ضعفا"، قائلا إن "تجربة الاحتلال الأميركي لأفغانستان لعشرين عاما أظهرت أن حل قضايا أفغانستان ليس عسكريا".
وتابع أن "إجلاء الرعايا الأوروبيين والأميركيين من أفغانستان ليس المرحلة الأخيرة لتطورات هذا البلد"، مؤكدا أن "غياب تشكيل حكومة شاملة بمشاركة جميع الطوائف والقوميات الأفغانية يشكل ضربة كبيرة لمستقبل أفغانستان وأمن أوروبا".

من جهته، أكد رئيس المجلس الأوروبي "وجود رغبة جادة لدى الاتحاد الأوروبي لتعزيز العلاقات الثنائية وتوسيع التعاون الاقتصادي مع إيران"، قائلا إن "العقوبات تركت تأثيرا سلبيا على هذه العلاقات".
وأضاف ميشيل، وفقا لما أورده موقع الرئاسة الإيرانية، أنه "من الحماة الجادين لفكرة متابعة الاتحاد الأوروبي مصالحها بالدرجة الأولى"، قائلا إن "الاتحاد الأوروبي يرغب أن يكون شريكا صادقا لإيران لتحقيق المزيد من الاستقرار في المنطقة".
وأعرب المسؤول الأوروبي عن قلقه من "تدفق موجة كبيرة من اللاجئين الأفغان نحو أوروبا"، داعيا إلى "أن تلعب إيران دورا لإعادة الاستقرار إلى أفغانستان". وأضاف أن "أولوية أوروبا الأولى هي الخروج الآمن للرعايا الأوروبيين والمواطنين الأفغان الذين تعاونوا معنا في هذا البلد".

المساهمون