يزور الرئيس الأفغاني أشرف غني، اليوم الأربعاء، مزار الشريف في شمال البلاد لتقديم الدعم لقواته فيما استولت حركة "طالبان" حتى الآن على أكثر من ربع عواصم ولايات البلاد في أقل من أسبوع.
ووصل غني إلى مزار الشريف، فيما استولت "طالبان" ليلاً على مدينة فايز آباد لتصبح تاسع عاصمة ولاية تسيطر عليها منذ الجمعة.
ويعتزم الرئيس "تفقد الوضع الأمني العام في المنطقة الشمالية" على ما جاء في بيان صدر عن القصر الرئاسي، كذلك، يُرجح أن يجري محادثات مع الرجل القوي في مزار الشريف عطا محمد نور وزعيم الحرب المعروف عبد الرشيد دوستم بشأن الدفاع عن المدينة فيما يتقدم مقاتلو "طالبان" في اتجاه مشارفها.
وستشكل خسارة مزار الشريف في حال حصولها ضربة كارثية لحكومة كابول وستعني انهيارا كاملا لسيطرتها على شمال البلاد المعروف بأنه معقل للمسلحين المناهضين لطالبان.
وقبل ساعات من وصول غني، أظهرت صور نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي للحكومة، دوستم يستقل طائرة في كابول إلى جانب كتيبة من عناصر مسلحة في طريقه إلى مزار الشريف.
وتدهور الوضع الأمني في أفغانستان بشكل كبير منذ مايو/أيار حين بدأ التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة المرحلة الأخيرة من انسحابه من البلاد الذي يفترض أن يستكمل قبل نهاية الشهر الحالي
من جانب آخر، أفاد نائب أفغاني وكالة فرانس برس الأربعاء بأن حركة "طالبان" استولت على مدينة فايز آباد في شمال أفغانستان، وهي تاسع عاصمة ولاية يسيطر عليها المتمردون المتطرفون في أقل من أسبوع.
وقال النائب ذبيح الله عتيق إن "طالبان استولت على المدينة الآن، والجانبان تكبدا خسائر فادحة"، وأكد المتمردون أيضاً على وسائل التواصل الاجتماعي أن مقاتليهم يسيطرون على المدينة.
لا ندم
ورغم هذا التقدم الذي تحققه "طالبان"، لم يصدر الرئيس الأميركي جو بايدن أي إشارة على عزمه تأخير سحب كل القوات الأميركية بحلول 31 أغسطس /آب، وحض في المقابل الثلاثاء القادة الأفغان على التحلي "بعزيمة القتال".
وقال الرئيس الأميركي للصحافيين في البيت الابيض: "لست نادما على قراري". وأضاف بايدن أن على الأفغان "أن يقاتلوا من أجل أنفسهم، من أجل أمتهم". وتابع: "لقد أنفقنا أكثر من الف مليار دولار في عشرين عاما، وقمنا بتدريب وتجهيز (...) أكثر من 300 ألف جندي أفغاني".
وفيما يشتد القتال، كان دبلوماسيون أميركيون يحاولون جاهدين إحياء محادثات السلام المجمدة بين الحكومة الأفغانية وحركة "طالبان" في الدوحة حيث يضغط المبعوث الأميركي الخاص زلماي خليل زاد على "طالبان" لكي تقبل وقفاً لإطلاق النار.
من جانب آخر، شدد بايدن على أن الأميركيين "سيفون بوعدهم" لجهة مواصلة دعم الجيش الأفغاني على المستوى اللوجستي والمالي.
وفي السياق نفسه، أشار المتحدث باسم الخارجية الاميركية نيد برايس إلى أن القوات المسلحة الأفغانية "متفوقة عدداً في شكل كبير" على "طالبان" ولديها "القدرة على إلحاق خسائر أكبر" بالمتمردين. وقال "فكرة أن تقدم طالبان لا يمكن وقفه (...) لا تعكس الواقع على الأرض".
وبات متمردو "طالبان" يسيطرون على تسع من 34 عاصمة ولاية افغانية، بينها سبع في شمال البلاد حيث كانوا يواجهون مقاومة على الدوام، فيما تستمر المعارك في العواصم الثلاث الأخرى.
وبعد الاستيلاء على معظم أراضي الشمال، تركز حركة "طالبان" أنظارها الآن على أكبر مدن المنطقة، مزار الشريف، بعدما استولت على مدن تحدها غربا وشرقا. وتقاتل القوات الحكومية أيضا الإسلاميين المتشددين في ولايتي قندهار وهلمند، الواقعتين في الجنوب.
ومن المفترض أن يُنجز انسحاب القوات الأجنبية بحلول 31 أغسطس/آب، بعد 20 عاما على غزو القوات الدولية بقيادة الولايات المتحدة أفغانستان إثر هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001.
(فرانس برس)