حضّ الرئيس الأفغاني أشرف غني الإدارة الأميركية الجديدة، الجمعة، على تكثيف الضغط على حركة طالبان وعدم التسرع في سحب المزيد من القوات.
وقال غني إن طالبان فشلت في الوفاء بالشروط المتفق عليها في اتفاق فبراير/شباط 2020 مع الولايات المتحدة، للحد من الهجمات في أفغانستان وقطع العلاقات طويلة الأمد مع تنظيم القاعدة.
وتابع غني، في خطاب عبر الإنترنت لمنتدى آسبن الأمني: "يجب على الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي اتخاذ موقف قوي للغاية بشأن النهج القائم على الشروط". وأضاف "وقعنا على اتفاق وهذا الاتفاق يحتاج الآن للتنفيذ".
ورغم بدء مفاوضي طالبان والحكومة الأفغانية محادثات سلام في الدوحة العام الماضي، تصاعد العنف في أفغانستان.
وقال غني إنّ على طالبان الاعتراف بمهاجمة القوات الحكومية، وبتنفيذ سلسلة اغتيالات لشخصيات عامة. وأشار إلى أن طالبان استغلت اندفاع الرئيس السابق دونالد ترامب لسحب القوات الأميركية من أفغانستان لمواصلة مهاجمة القوات الحكومية. وأضاف أنه بعد الاتفاق بين الولايات المتحدة وطالبان العام الماضي، أكد المسؤولون الأميركيون لكابول "أنه سيكون هناك وقف لإطلاق النار أو خفض كبير للغاية للعنف".
وتابع: "عوضاً عن ذلك، بلغ العنف ذروته". وأضاف، بدلاً من متابعة محادثات السلام بحسن نية "تجد طالبان ذريعة تلو الأخرى لعدم الاجتماع".
وقال غني إنه تحدّث إلى وزير الخارجية الأميركي الجديد أنتوني بلينكن، الخميس، وتأكد من أن إدارة الرئيس جو بايدن ستراجع الأمور عن طريق إرسال فريق جديد إلى أفغانستان، وستتشاور بشكل أوثق مع كابول.
وأوضح "لا يمكن أن نكون أكثر سعادة من الاهتمام المبكر والمنهجي والحوار بين شريكين ضحّيا بشكل متبادل ولهما مصلحة مشتركة". وقال غني إن طالبان تعتقد أنها هزمت الولايات المتحدة، وأن قوات حلف الأطلسي في أفغانستان "هاربة".
وللولايات المتحدة نحو 2500 جندي في أفغانستان، وهو رقم انخفض بشدة من قرابة 13 ألف عسكري قبل عام.
وفي اتفاق انسحاب إدارة ترامب مع طالبان، كان من المفترض أن تسحب الولايات المتحدة جميع القوات بحلول مايو/أيار 2021 مقابل تعهدات أمنية من الحركة.
وقال غني إن القوات الأميركية بحاجة للبقاء، من دون أن يحدد عددها، مشيراً إلى أنّه يتوقع أن يتخذ بايدن "القرار الصحيح". وأشار إلى أنّ "حلف شمال الأطلسي بدون عناصر التمكين الأميركية لا يمكنه مواصلة مهمته".
وأضاف أنه إذا "أدركت طالبان أنها يمكن أن تنتصر من خلال العنف، فلن يتركوه".
وفي تصريحات منفصلة، قال مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جاك سوليفان إنّ إدارة بايدن تدعم إطار اتفاق سلام أفغاني داخلي تمت الإشارة إليه في اتفاق الولايات المتحدة وطالبان.
وقال إن الإدارة "تلقي نظرة فاحصة" على مدى تلبية طالبان للشروط التي وافقت عليها، بشأن الحد من العنف وقطع العلاقات مع تنظيم القاعدة، والتفاوض بنيّة حسنة مع حكومة كابول. وأضاف في كلمة أمام المعهد الأميركي للسلام: "في هذا السياق سنتخذ قرارات بشأن وضع قوتنا واستراتيجيتنا الدبلوماسية للمضي قدماً".
(فرانس برس)