كشف مساعد الشؤون السياسية لمكتب الرئاسة الإيرانية محمد جمشيدي، اليوم السبت، في تغريدة، أن الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي سيزور سورية قريباً، من دون الإعلان عن موعد الزيارة، فيما أشارت صحف سورية إلى أنها ستجرى الأربعاء المقبل.
وقال جمشيدي، في تغريدة على "تويتر"، إن "غرب آسيا شهدت خلال 12 عاماً ماضياً تحولاً جيوبوليتكياً مشفوعاً بتوترات شديدة، كانت فيها الجمهورية الإسلامية الإيرانية المنتصر الحقيقي وأميركا الخاسر الحتمي".
وأضاف أنه، خلال زيارة رئيسي إلى سورية، "سيقام حفل انتصار المقاومة"، مشيداً بقائد فيلق القدس السابق الجنرال قاسم سليماني الذي اغتالته واشنطن في ضربة جوية في بغداد مطلع 2020، وقال إنه "علّم الجميع أن القوة في الميدان هي السبيل الوحيد لنجاح الدبلوماسية".
West Asia has undergone a tense period of geopolitical change with 2 results: victory of Iran & failure of the US. This Resistance will be celebrated in the visit of president Raisi to Syria. Qasem Soleimani taught us successful diplomacy is rooted in being powerful in the field.
— Mohammad Jamshidi (@MhmmdJamshidi) April 29, 2023
وتأتي نشوة "الانتصار" الإيرانية في سورية والحديث عن تنظيم حفل لـ"انتصار المقاومة" فيها خلال زيارة رئيسي، في وقت أصبحت فيه الدول العربية تهرول واحدة تلو الأخرى إلى المصالحة مع النظام السوري ورأسه بشار الأسد، وسط ترحيب إيراني، واعتباره في الأوساط السياسية والإعلامية المحافظة "انتصاراً" لمحور إيران في المنطقة.
وكانت صحيفة "الوطن" المقربة من النظام السوري قد نقلت، أمس الجمعة، عن مصادر مطلعة، أنّ الرئيس الإيراني سيزور دمشق الأربعاء المقبل، وتستمر زيارته يومين يجري خلالها مباحثات رسمية مع رئيس النظام بشار الأسد، وتتضمن "تعزيز التعاون الاستراتيجي بين البلدين، وخصوصاً في الجانب الاقتصادي".
الجدير ذكره أن هذه الزيارة هي الأولى من نوعها لرئيس إيراني منذ عام 2010.
إلى ذلك، قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، الجمعة، خلال مؤتمر صحافي عقده في ختام زيارة إلى بيروت استمرت يومين، إنّ "التعاون بين طهران ودمشق يشمل أبعاداً متنوعة، وفي هذا الإطار، وفي مستقبل قريب، وضعنا برنامجاً وخطة من أجل زيارة رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية رئيسي إلى سورية".
إلى ذلك، تأتي زيارة الرئيس الإيراني إلى سورية في ضوء تصعيد إسرائيل هجماتها على المصالح والمواقع الإيرانية فيها، في إطار استراتيجية منع التموضع الإيراني في سورية، حيث قال وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت، في وقت سابق، إن إسرائيل ستعمل على إخراج إيران وحزب الله من سورية.
في إطار هذه المواجهة، زار وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، أمس الجمعة، خلال زيارته إلى لبنان، حدودها مع فلسطين المحتلة في مارون الرأس، حيث نشرت صور له وهو يشير إلى مناطق داخل إسرائيل.
زيادة زيارات الوفود الإيرانية إلى سورية
وبموازاة تزايد المصالحات العربية مع النظام السوري في الفترة الأخيرة، زادت زيارات الوفود الإيرانية إلى سورية، في مقدمتها وفود اقتصادية، حيث استبق وزير الطرق والمواصلات الإيراني مهرداد بذرباش، الأسبوع الماضي، زيارة إبراهيم رئيسي، لإجراء زيارة إلى دمشق، وعقد اللجنة الاقتصادية المشتركة.
وعقد بذرباش اتفاقيات على تنفيذ مشاريع اقتصادية كبيرة مع النظام السوري، منها إنشاء مناطق تجارية حرة، فضلاً عن إعلانه أن سورية سلمت الجانب الإيراني ميناء لإدارته وتشغيله.
ومن أهم ما تابعه الوزير الإيراني في سورية هو استكمال الخط السككي الذي يربط إيران بالعراق ثم بسورية. وتنظر إيران إلى هذا المشروع باعتباره مشروعاً استراتيجياً للوصول إلى البحر الأبيض المتوسط في اللاذقية السورية.
ومنذ عام 2016، بدأ الحديث عن مشروع سكة حديد تربط شلمجه الإيرانية بالبصرة في العراق، وصولاً إلى ميناء اللاذقية على البحر المتوسط في سورية، واستكمال مشروع الربط السككي بين إيران والعراق وسورية يتيح إمكانية نقل البضائع من باكستان أو ميناء تشابهار الإيراني (جنوب شرق) والبضائع التي تصل من الصين وآسيا الوسطى عبر القطار إلى منطقة "سرخس" (شمال شرق)، ثم إلى الموانئ السورية والبحر المتوسط عبر شبكة سكك الحديد العراقية.