استمع إلى الملخص
- الاتفاقية، الموقعة في يونيو، تتضمن 23 مادة لتوسيع التعاون في التجارة والاقتصاد والعلوم، بما في ذلك الفضاء والطاقة النووية، وسط استياء كوريا الجنوبية والغرب من التعاون العسكري المتزايد.
- زيارة بوتين إلى بيونغ يانغ عززت الشراكة رغم العزلة الدولية لكوريا الشمالية، وتزامنت مع تقارير عن استخدام روسيا ذخيرة كورية شمالية في أوكرانيا.
صادق مجلس الدوما (النواب) الروسي، اليوم الخميس، على اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين كوريا الشمالية وروسيا التي أحالها إليه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين منتصف أكتوبر/ تشرين الأول الجاري. وشدد نائب وزير الخارجية الروسي أندريه رودينكو، الذي حضر الجلسة العامة للدوما أثناء النظر في التصديق على الاتفاقية، على أنّ لها طابعاً دفاعياً بامتياز، مقرّاً في الوقت نفسه بأنها ترقى بالعلاقات بين البلدين إلى "مستوى التحالف".
واللافت أن اتفاقية الشراكة التي تم توقيعها في إطار القمة الروسية الكورية الشمالية في بيونغ يانغ، في 19 يونيو/ حزيران الماضي، لا تقتصر على التعاون العسكري والتقني وتوريد الأسلحة، بل تنص مادتها الرابعة على أنه "في حال تعرض أحد الطرفين لهجوم مسلح من قبل أي دولة أو بضع دول ودخولها في حالة حرب نتيجة لذلك، فسيقدم الطرف الآخر على الفور دعماً عسكرياً وغيره بكافة الوسائل المتاحة بموجب المادة الـ51 من ميثاق الأمم المتحدة وقوانين جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية وروسيا الاتحادية".
وتضم الاتفاقية، وهي غير محددة المدة، 23 مادة تقتضي توسيع التعاون في مجالات التجارة والاقتصاد والاستثمار والعلوم والتكنولوجيا، بما في ذلك في مجالي الفضاء والطاقة النووية لأغراض سلمية. ويتزامن التصديق على الاتفاقية مع انتشار أنباء غير مؤكدة بشأن استعانة روسيا بأفراد من جيش كوريا الشمالية وتدريبهم، تمهيداً لإشراكهم بالقتال في أوكرانيا، ووسط استياء كوريا الجنوبية والغرب من تنامي التعاون العسكري بين موسكو وبيونغ يانغ.
وكان بوتين قام بعد بضعة أسابيع على تنصيبه للولاية الخامسة بزيارة إلى بيونغ يانغ في يونيو/ حزيران الماضي، وهي الأولى من نوعها منذ عام 2000، ونتج عن الزيارة تعزيز الشراكة بين روسيا وكوريا الشمالية رغم عزلة الأخيرة وخضوعها لعقوبات دولية على خلفية برنامجها النووي وبقائها، في الواقع، الدولة الوحيدة في العالم المطبقة للنظام الشيوعي الشمولي الأقرب إلى نموذج الاتحاد السوفييتي السابق.
ومن اللافت أن زيارة بوتين إلى بيونغ يانغ جاءت بعد سلسلة من التسريبات الإعلامية التي أفادت بحصول موسكو على ذخيرة من بيونغ يانغ لاستخدامها في القتال ضد أوكرانيا، إلا أن اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الموقعة مهدت لإخراج التعاون العسكري الروسي الكوري الشمالي من الظل إلى العلن.