الدوحة: مؤتمر "الدراسات الأمنية والاستراتيجية" يفتح ملف الاستخبارات والأمن الدولي

20 فبراير 2023
مؤتمر "الدراسات الأمنية والاستراتيجية" يختتم أعماله بالدوحة (المركز العربي للأبحاث)
+ الخط -

ركّز مؤتمر "حالة حقل الدراسات الأمنية والاستراتيجية"، الذي تنظمه وحدة الدراسات الاستراتيجية في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، في يومه الثالث والختامي، على دراسات الاستخبارات والأمن الدولي، فيما أكد مدير الوحدة عمر عاشور، خلال جلسة الملاحظات الختامية، أن مخرجات المؤتمر ستكون في كتاب مُحكّم يجمع فصولاً مختارة من الأوراق المشاركة في المؤتمر ويصدره المركز العربي باللغة العربية تحت عنوان "مرجع الدوحة للدراسات الأمنية والاستراتيجية"، إضافةً إلى نسخة باللغة الإنكليزية ستصدرها دار نشر جامعية غربية، فضلاً عن عددٍ من الأوراق الاستراتيجية التي يصدرها المركز العربي.

وبدأت أعمال اليوم الثالث للمؤتمر بمحاضرة قدّمها رئيس قسم دراسات الحرب في جامعة واريك بالمملكة المتحدة أنتوني كينغ، عنوانها "الحرب في القرن الحادي والعشرين: المعارك الحضرية في أوكرانيا"، أجاب فيها عن ثلاثة أسئلة رئيسة: ما أسباب صعود التمرد في المناطق الحضرية في العقود الثلاثة الماضية؟ وما سبب مواجهات القوات الأوكرانية والروسية في المناطق الحضرية؟ وكيف يمكن تحليل المعارك المختلفة التي خاضتها هذه القوات بعضها ضدّ بعض؟

دراسات الاستخبارات   

وشارك في الجلسة السادسة للمؤتمر أربعة باحثين، واستهلها أستاذ الأمن الدولي في جامعة غلاسكو بيتر جاكسون، بورقة عنوانها "دراسات الاستخبارات: الماضي والحاضر والمستقبل"، حاول فيها تقييم الوضع الحالي في المجال متعدد التخصصات لدراسات الاستخبارات، من خلال النظر في أصول دراسة الاستخبارات وتاريخها المبكر، ومن ثم في الاتجاهات البحثية السائدة في دراسات الاستخبارات، والأساليب الجديدة والمشجعة لدراسة الاستخبارات.

وقدم أستاذ الدراسات الأمنية في جامعة مونتانا أوين سيرس، في ورقة عنوانها "دراسات الاستخبارات في العالم العربي: دراسة حالة جهاز المخابرات العامة المصرية"، أكد فيها أنّ التحليلات المستقبلية للأمن القومي العربي والتاريخ ستكون غير مكتملة إذا فشلت في دراسة مجموعات الاستخبارات الوطنية.

وقال إنه غالباً ما يطلق على المخابرات "البعد المفقود" للتاريخ الدبلوماسي، لأن العديد من الدراسات تقلل من شأنها أو تتجاهلها تماماً، لافتاً إلى تفاقم هذه المشكلة أكثر في حالة دراسات الاستخبارات في أفريقيا والشرق الأوسط في العالم العربي، وأقر بوجود ندرة مثيرة للدهشة في الأدبيات حول جمع المعلومات الاستخبارية، وخاصة في التحليل.

وأضاف سيرس "عندما يتعلق الأمر بجهاز المخابرات العامة المصرية، يُتاح للباحثين الذين يقرأون باللغات العربية والإنكليزية والفرنسية والروسية والألمانية الاستفادة من مجموعة كبيرة من مذكرات عملاء المخابرات والدبلوماسيين، فضلاً عن المحفوظات الوطنية غير المستغلة إلى حد بعيد في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا وغيرها".

وفي ورقة بعنوان "الاستخبارات والتهديدات الهجينة: الترابط والتشابك"، تناول أستاذ علوم المعلومات في جامعة زغرب جوردون أكراب العلاقة بين الاستخبارات والتهديدات الهجينة ودراسات الاستخبارات والدراسات الأمنية، وإن كان ثمّة رابط بينهم، وإن كانت متشابكة ومترابطة أم تمثّل مجموعة متوازية من الأحداث، أم أنها مرتبطة على نحوٍ فضفاض بأحداث ومسارات عشوائية.

بينما ركّز أستاذ اقتصاديات الدفاع في أكاديمية جوعان بن جاسم للدراسات الدفاعية في قطر غازي العساف، في ورقته "الاستخبارات الاقتصادية والمالية: دور أنظمة الإنذار المبكر في توقع الأزمات المالية"، على مفهومي الاستخبارات الاقتصادية والاستخبارات المالية وتطورهما في الدراسات الاقتصادية والاستخباراتية، وناقش مؤشرات مستخدمة في نظام الإنذار المبكر للتنبيه لأي أزمة عملة محتملة على صعيد الدول.

الأمن الدولي    

وتضمنت الجلسة السابعة أربع مداخلات، افتتحها الزميل الباحث في كلية المجدلية بجامعة كامبريدج هاميش دي برتون-غوردون بورقة "اللحظة النووية"، ناقش خلالها أهمية وجود ضوابط وتوازنات من شأنها ضمان عدم تسبب الانتشار النووي والتهديد المتزايد الناجم عنه بإشعال حرب كارثية.

وقدّم مدير مكتب الأبحاث في مؤسسة Casimir Pulaski توماس سمورا ورقة بعنوان "أثر تحديث جيش التحرير الشعبي الصيني على الأمن الدولي"، تطرّق فيها إلى مساعي الحزب الشيوعي الصيني في تسريع عملية الإصلاح والتحديث لجيش التحرير الشعبي ليصبح قوة مسلحة حديثة بحلول الذكرى المئوية لتأسيسه في عام 2027، وآثار ذلك على التنافس والأمن الدوليين.

أما رئيس برنامج السياسة والاستراتيجية الدفاعية في المركز الدولي للدفاع والأمن في إستونيا طوني لورانس، فسلط الضوء على "الدعم العسكري ونتائج الحرب الروسية في أوكرانيا"، مستعرضاً حجم المساعدات العسكرية ونوعها التي تلقتها كل من أوكرانيا وروسيا من مصادر خارجية، وكيف تغير ذلك مع استمرار الحرب، والآليات التي أوجِدت لتقديم المساعدات، وتأثير هذه المساعدات على سير الحرب ونتائجها.

وختم مدير مركز دراسات الخليج في جامعة قطر محجوب الزويري الجلسة بورقة "إيران وديناميات الأمن الإقليمي الجديدة"، وتناول التحديات الأمنية الجديدة لإيران وتطوراتها، وآثار تلك التطورات على منطقة الشرق الأوسط، وما إذا كانت تلك التطورات قد منحت إيران مزيدًا من الفرص، أم أنّها أضافت تحدياتٍ جديدة انعكست في اتساع الفجوة بين المجتمع الإيراني والنظام السياسي.

وعًقد المؤتمر السنوي الرابع لوحدة الدراسات الاستراتيجية في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، على مدار ثلاثة أيام، ثماني جلسات ومحاضرتَين عامتين، وقدم 30 باحثا من أنحاء العالم أوراقا بحثية سلطت الضوء على عدد من القضايا في الحقول الفرعية للدراسات الأمنية والاستراتيجية.

المساهمون