- اشتباكات عنيفة وقعت في الفاشر، مع تصاعد القلق الدولي حول العنف. منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة دعا إلى نزع فتيل التصعيد والتركيز على الاحتياجات الإنسانية.
- الفاشر تواجه تحديات كبيرة بسبب الهجمات المتكررة والنزوح الجماعي، مع تقارير عن أعمال عنف جنسي وإصابات بين الأطفال، مما يجعل الوضع الإنساني محور قلق دولي.
قال مسؤولون، اليوم السبت، إن الجيش السوداني وجماعات مسلحة متحالفة معه أحبطوا هجوماً شنته قوات الدعم السريع شبه العسكرية ومليشيات عربية على مدينة الفاشر في إقليم دارفور غربي البلاد، وهذا الهجوم هو الأحدث الذي تشنه قوات الدعم السريع ضد الفاشر، حيث لجأ مئات الآلاف من الأشخاص بسبب القتال في أنحاء أخرى من دارفور.
وقالت المنظمة الدولية للهجرة، إن الجيش شن غارات جوية، اليوم السبت، على مواقع قوات الدعم السريع في الأجزاء الشمالية والشرقية من الفاشر، وأضافت أن القتال الذي اندلع أمس الجمعة أجبر نحو 170 أسرة، أو حوالي 800 شخص، على النزوح من منازلهم. وكانت الأمم المتحدة قالت، الشهر الماضي، إن قوات الدعم حاصرت المدينة وحذرت من أن الهجوم على المدينة ستكون له "عواقب مدمرة" على سكانها البالغ تعدادهم 800 ألف شخص.
وشنت قوات الدعم وحلفاؤها هجوماً على الشطر الشرقي من الفاشر صباح أمس الجمعة واشتبكت مع قوات الجيش وجماعات مسلحة أخرى تدافع عن المدينة، وفقاً لما قالته السيدة أماني محمد، من سكان المدينة، مؤكدة أن الجيش والقوات المتحالفة معه أحبطوا الهجوم وأضافت عبر الهاتف، اليوم السبت، "أمس كان يوماً شديد الصعوبة، كانت هناك اشتباكات عنيفة استمرت 6 ساعات". ويتبادل المعسكر الذي يقوده الجيش ومعسكر قوات الدعم السريع الاتهامات في البدء بقتال أمس الجمعة.
ونقلت وسائل إعلام محلية عن وقوع اشتباكات عنيفة في أنحاء من المدينة منها محطة الطاقة، وأظهرت مقاطع مصورة نشرت على منصات الإعلام الاجتماعي قوات الجيش وقوات حليفة تحتفل وتأسر مقاتلين من قوات الدعم السريع في الشوارع.
وقال مارتن غريفيث، منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة على منصة إكس "أنباء الاشتباكات المتزايدة في المدينة مثيرة لبالغ القلق"، داعياً الأطراف المتناحرة إلى نزع فتيل التصعيد، وأضاف "الناس في دارفور يحتاجون لمزيد من الغذاء لا مزيد من القتال".
وتحشد قوات الدعم السريع التي تقاتل الجيش السوداني منذ أكثر من عام صفوفها خلال الشهور الأخيرة للقتال على السيطرة على مدينة الفاشر، آخر مدينة مازال الجيش يسيطر عليها في إقليم دارفور مترامي الأطراف، وشنت قوات الدعم السريع والمليشيات العربية المتحالفة معها سلسلة من الهجمات على الفاشر والمناطق المحيطة بها في الأسابيع الأخيرة، وسيطرت على عدة قرى في الجانب الشمالي.
وقالت كاثرين راسل، المديرة التنفيذية لليونيسف، في وقت سابق من هذا الشهر، إن مثل هذه الهجمات "أدت إلى تقارير مروعة عن أعمال العنف، بما في ذلك العنف الجنسي، وإصابة وقتل الأطفال، وإضرام النار في المنازل وتدمير الإمدادات المدنية الحيوية والبنية التحتية". وأضافت "القتال والخوف المتزايد من أعمال العنف ذات الدوافع العرقية دفعا العديد من الأسر إلى مخيمات النازحين المكتظة مثل مخيم زمزم ومواقع التجمع غير الرسمية في مدينة الفاشر وما حولها".
ومدينة الفاشر واحدة من المدن الكبيرة في غرب السودان، وتبعد عن العاصمة الخرطوم حوالى 802 كيلومتر، وتضم 18 محلية (بلدية) ونحو 90 حياً، كما أنها تضم قيادة الفرقة السادسة مشاة بالقوات المسلحة. وتحد الفاشر من الغرب دولة تشاد، ومن الشمال ليبيا، وتمثل حالياً معقلاً رئيسياً للجيش السوداني في إقليم دارفور بعد سيطرة الدعم السريع على مدن الجُنينة ونيالا وزالنجي خلال الأشهر الماضية، وتشكل الفاشر مركزاً للمساعدات الإنسانية في دارفور، حيث يعيش ربع سكان السودان البالغ عددهم 48 مليون نسمة.
(أسوشييتد برس، العربي الجديد)