الداخلية البريطانية تتوعّد المتطرفين: السجون جاهزة للبلطجية ومثيري الشغب

05 اغسطس 2024
تجمع لليمين المتطرف ضد المهاجرين، سندرلاند 2 أغسطس 2024 (دريك/Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- أكدت وزيرة الداخلية البريطانية، إيفيت كوبر، جاهزية السجون لاستقبال المتورطين في أعمال الشغب اليمينية المتطرفة، مع دعم كامل للشرطة لملاحقتهم قضائيًا.
- تعرضت متاجر ومؤسسات يملكها مهاجرون للاعتداءات، مع محاولات استهداف المساجد، وانتقدت الحكومة لعدم توفير عناصر شرطية كافية.
- انتقدت شخصيات سياسية ونقابية الحكومة لعدم مواجهة الكراهية ضد المهاجرين والمسلمين، وأصدرت دول تحذيرات سفر لمواطنيها بسبب الاضطرابات.

قالت وزيرة الداخلية البريطانية إيفيت كوبر، صباح اليوم الاثنين، إن السجون "جاهزة لأقليّة المجرمين البلطجية" الذين يقومون بأعمال شغب في جميع أنحاء البلاد، وتأتي تصريحات كوبر مع دخول أعمال الشغب التي يقترفها أنصار اليمين المتطرف في بريطانيا أسبوعها الثاني. واعتقلت الشرطة البريطانية ضمن الأحداث الجارية حتّى الآن أكثر من 140 مواطناً، وقالت الوزيرة لشبكة سكاي نيوز إن المتورطين الذين أصابوا الشرطة واستهدفوا المساجد وتسببوا في أضرار جنائيّة هم "أقلية بلطجية من المجرمين". وأكدت كوبر أن مثيري الشغب "لا يتحدثون باسم مجتمعاتنا". وأضافت: "لقد تأكدنا من وجود مدّعين عامين إضافيين وأن هناك سجوناً، وأماكن السجون جاهزة والمحاكم مستعدة أيضاً". وأشارت إلى أنّها أوضحت للشرطة أنهم يتمتعون بالدعم الكامل في "متابعة مجموعة كاملة من الملاحقات القضائيّة والعقوبات، بما في ذلك أحكام السجن الخطيرة، والوسم طويل الأمد وحظر السفر والمزيد".

وتعرضت العديد من المتاجر التي يملكها مواطنون مهاجرون إلى اعتداءات في أكثر من مدينة وبلدة، بالإضافة إلى محاولات لاستهداف مساجد، وحاول متطرفون يمينيون في مدينة روثرهام، يوم أمس الأحد، إحراق فندق يُحتجز فيه مهاجرون وطالبو لجوء، وجرى الهجوم على الفندق أثناء تظاهرة لمئات المتطرفين الذين تجمعوا تلبية لدعوة رابطة الدفاع البريطانيّة اليمينيّة المتطرفة الداعية لاتخاذ إجراءات مناهضة للمهاجرين ومعادية للمسلمين. وأصيب 12 شرطياً خلال الهجوم على الفندق، الذي أعقبه إدانات للحكومة لعدم توفير عناصر شُرطّية كافية للتصدي لتجمّع أنصار اليمين رغم أنه كان معلناً عنه مسبقاً ومعروفاً. وأظهرت فيديوهات نُشرت من موقع الحادثة انسحاب عناصر الشرطة من أمام الفندق بعد تعرّضهم للرشق بالحجارة من أنصار اليمين المتطرف.

ومن المتوقع أن تخرج اليوم، وفي الأيام المقبلة هذا الأسبوع، عشرات التجمعات لأنصار اليمين المتطرف في محاولة لاستمرار تنفيذ اعتداءات وأعمال شغب، فيما بدأت منذ يومين حركات مناهضة العنصريّة في التنظم والخروج إلى الشوارع للتصدي لانفلات عناصر اليمين المتطرف. وبدأ مناهضو العنصريّة في نشر مواقع التجمهر، منها أماكن عموميّة ومساجد وفنادق تؤوي لاجئين أو بعض المصالح التجاريّة لمهاجرين في بعض البلدات والأحياء.

انتقادات للحكومة

ودعا مات وراك، رئيس نقابة رجال الإطفاء ورئيس اتحاد النقابات العماليّة، حركة العمّال في المملكة المتحدة إلى دعم المسلمين الذين يرغبون في الدفاع عن أنفسهم من الهجمات، ودعا إلى التعبئة الجماهيريّة لصد بلطجية اليمين المتطرف. وقال وراك، وهو شخصيّة نقابيّة معروفة ومؤثرة، في حديث له مع صحيفة ذا غارديان، اليوم الاثنين، إن زعيم حزب العمال كير ستارمر وزملاءه في مجلس الوزراء حاولوا كسب أصوات الناخبين المحافظين خلال حملة الانتخابات العامة من خلال تكرار لغة معادية للمهاجرين، وقال في المقابلة: "إن خلفية أعمال الشغب هي سنوات من الإسلاموفوبيا، بعضها أشعلها سياسيون، بما في ذلك سياسيون من التيار السائد".

ورغم وقوف رئيس الحكومة بشكل واضح ضد الأحداث الأسبوع الماضي وإدانتها والإعلان عن ملاحقة المخلين بالنظام، انتقد النائب جيرمي كوربن وأربعة من زملائه النواب المستقلين ستارمر لعدم الذهاب إلى حد كاف في تحديد أن "الكراهية المناهضة للمهاجرين والمسلمين" تقف وراء أعمال الشغب في شوارع بريطانيا. وفي رسالة إلى وزيرة الداخلية جرت مشاركتها على وسائل التواصل الاجتماعي، كتبوا: "بينما نرحب بإدانة رئيس الوزراء بلطجة اليمين المتطرف التي شوهت بلداتنا ومدننا في نهاية هذا الأسبوع، فإننا نشعر أن كلماته لا تترجم"، وجاء في الرسالة: "عندما يتعرض الناس للهجوم بسبب لون بشرتهم أو عقيدتهم، فإن إشارات الحكومة إلى مخاوف مفهومة ترسل رسائل مختلطة، ولا تقدم سوى المساعدة لأولئك الذين يسعون إلى زرع الكراهية والانقسام".

وأضافت الرسالة: "في الوقت الذي تستهدف فيه عصابات من البلطجية العنصرية العنيفة المساجد ومراكز اللجوء، نشعر بالقلق من أن الحكومة قالت إنها ليست لديها خطط للقاء أكبر هيئة تمثل المسلمين في المملكة المتحدة (أي المجلس الإسلامي البريطاني). ونرى أنه من غير المعقول أن يعامل ممثلو أي طائفة دينية أخرى بطريقة مماثلة". وطالب النواب المستقلّين الحكومة البريطانيّة بإدانة التعصب وكراهية الإسلام رافضين إلقاء اللوم على طالبي اللجوء والمجتمعات المهاجرة، كما طالبوا بعقد اجتماع عاجل مع وزير الداخلية "لمناقشة الإجراءات المخطط لها للقضاء على هذا الإرهاب العنصري".

كما انتقدت النائبة عن حزب العمّال ديان أبوت تعامل الحكومة مع أعمال الشغب قائلة: "لا نعرف ما الذي يفعله الوزراء للتعامل مع أعمال الشغب في شوارع بريطانيا"، مطالبة باستدعاء البرلمان للانعقاد. وقالت أبوت خلال مقابلة مع قناة "بي بي سي": "هذا وضع خطير للغاية، هناك أشخاص يحاولون حرق النزل التي يسكن فيه طالبو اللجوء. هناك أشخاص يهاجمون السود والمسلمين في الشارع". وأضافت: "نحن بحاجة إلى أن نكون قادرين على استجواب الوزراء حول ما يجري بالضبط ونريد التحدث باسم مجتمعاتنا. هذه أعمال شغب عنصريّة مناهضة للمهاجرين، ونحن بحاجة إلى نقاش مناسب وتحليل مناسب في مجلس العموم". وقال ستارمر، اليوم، رداً على سؤال حول دعوة البرلمان، إن تفكيره منصب على دعم عمل الشرطة في الوقت الحالي، وإعداد "جيش دائم" من الضباط المتخصصين لمعالجة الاضطرابات التي وقعت في المملكة المتحدة منذ هجوم الطعن الأخير في بلدة ساوث بورت الذي خلّف مقتل ثلاثة أطفال وإصابة آخرين.

دول تحذر مواطنيها من التوجه إلى بريطانيا

وبدأت العديد من الدول حول العالم في إصدار تنبيهات السفر لتحذير مواطنيها من مخاطر أعمال الشغب في المملكة المتحدة. وحذّرت نيجيريا وماليزيا، وقبلهما أستراليا، من السفر إلى بريطانيا على خلفية الاضطرابات العنيفة واسعة النطاق في العديد من البلدات والمدن في إنكلترا. وقالت وزارة الخارجية النيجيريّة في تحذيرها: "هناك خطر متزايد للعنف والاضطراب الناجم عن أعمال الشغب الأخيرة في المملكة المتحدة، بعد مقتل ثلاث فتيات صغيرات.. وقد اتخذ العنف أبعادا خطيرة كما يتضح من الهجمات المبلغ عنها على الموظفين المكلفين بإنفاذ القانون والأضرار التي لحقت بالبنيّة التحتيّة".

من جهتها، قالت وزارة الخارجيّة الماليزيّة في بيان، اليوم، إنه على المواطنين الماليزيين المقيمين في المملكة المتحدة أو المسافرين إليها البقاء "بعيدين عن مواقع التظاهرات".

المساهمون