- القيادة المركزية الأميركية أوضحت أن الضربات كانت دفاعاً عن النفس ضد منشآت تحت الأرض وطائرات مسيرة تابعة للحوثيين، بهدف تقليل قدرتهم على تهديد السفن البحرية والتجارية.
- الصين وروسيا توصلتا إلى تفاهم مع الحوثيين لضمان عدم تعرض سفنهما لهجمات في البحر الأحمر وخليج عدن، في ظل تجنب شركات الشحن الغربية المرور عبر مضيق باب المندب، مما يؤثر على التجارة العالمية.
أعلنت جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) في اليمن، مساء الجمعة، تنفيذ الولايات المتحدة وبريطانيا 11 غارة استهدفت مناطق متفرقة في العاصمة صنعاء.
وذكرت قناة "المسيرة" الفضائية التابعة للحوثيين أن "العدوان الأميركي البريطاني شنّ أربع غارات على منطقة عطان، وثلاث غارات على منطقة جربان في صنعاء". وأضافت أن "العدوان الأميركي البريطاني شنّ أيضاً أربع غارات على منطقة النهدين في العاصمة صنعاء"، ليبلغ بذلك عدد الغارات على العاصمة 11 في يوم.
ولم تتطرق القناة إلى توضيحات أخرى بشأن نتائج الغارات، فيما لم يصدر تعليق فوري من واشنطن أو لندن بهذا الشأن.
إلى ذلك، قالت القيادة المركزية الأميركية الجمعة، إن قواتها نفذت ضربات "دفاعاً عن النفس" ضد ثلاث منشآت تخزين تحت الأرض تابعة للحوثيين في المناطق التي يسيطرون عليها في اليمن.
وأضافت في بيان على موقع "إكس"، أن الضربات استهدفت القدرات التي يستخدمها الحوثيون لتهديد السفن البحرية والسفن التجارية ومهاجمتها في المنطقة. وقالت أيضاً إن قوات القيادة المركزية الأميركية دمرت أربع طائرات مسيَّرة في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن ضمن إجراء للدفاع عن النفس.
وتابعت أنه خلال الإطار الزمني للهجمات الأميركية على الطائرات المسيَّرة، أطلق الحوثيون أربعة صواريخ باليستية مضادة للسفن من المناطق الخاضعة لسيطرتهم في اليمن باتجاه البحر الأحمر.
وجاء في البيان أنه "لم يتم الإبلاغ عن وقوع إصابات أو أضرار من قبل الولايات المتحدة أو التحالف أو السفن التجارية".
وفي وقت سابق الجمعة، أعلن الحوثيون تعرّض مزرعة في محافظة الحديدة غربيّ اليمن لغارتين جويتين، أميركية بريطانية.
و"تضامناً مع غزة" التي تواجه حرباً إسرائيلية مدمرة بدعم أميركي، يستهدف الحوثيون بصواريخ ومسيَّرات سفن شحن إسرائيلية أو مرتبطة بها في البحر الأحمر.
وتقول جماعة الحوثيين إن الغارات التي تنفذها الولايات المتحدة وبريطانيا لا تؤثر بقدراتهم العسكرية، وأكد زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي في خطاب متلفز، يوم الخميس الماضي، أن الجماعة مستمرة بعملياتها "طالما استمر العدوان والحصار على غزة"، مشدداً على أن "ما يمكن أن يوقف عملياتنا البحرية هو فقط وقف العدوان والحصار على غزة".
وتقود واشنطن تحالفاً بحرياً دولياً بهدف "حماية" الملاحة البحرية في منطقة البحر الأحمر الاستراتيجية التي يمرّ عبرها 12% من التجارة العالمية. وتشنّ القوات الأميركيّة والبريطانيّة غارات على مواقع تابعة لجماعة الحوثيين في اليمن منذ 12 يناير/ كانون الثاني الماضي. وينفّذ الجيش الأميركي وحده بين حين وآخر ضربات تستهدف صواريخ يقول إنها معدّة للإطلاق.
وأخيراً، قالت الجماعة إنها ستوسّع الضربات لـ"تشمل السفن المرتبطة بالعدو المارة في المحيط الهندي عبر طريق رأس الرجاء الصالح".
وأمس كشفت شبكة "بلومبيرغ" الأميركية، نقلاً عن مصادر مطلعة، أن الصين وروسيا توصلتا إلى تفاهم مع الحوثيين في اليمن بأنّ سفنهما يمكنها الإبحار عبر البحر الأحمر وخليج عدن من دون التعرّض لهجماتهم.
وتوصلت بكين وموسكو إلى التفاهم بعد محادثات بين دبلوماسييهما في سلطنة عُمان مع الناطق الرسمي باسم الحوثيين محمد عبد السلام، حسبما قال الأشخاص الذين طلبوا عدم الكشف عن هويتهم، لـ"بلومبيرغ"، لكون المناقشات لا تزال في دوائر خاصة.
وتُعد الممرات المائية، بما في ذلك مضيق باب المندب الذي يربط البحر الأحمر وخليج عدن، ضرورية للاقتصاد العالمي، وعادة ما تتدفق عبرها نحو 30% من بضائع الحاويات. كذلك فإنها تتعامل مع نسبة كبيرة من تدفقات النفط والغاز الطبيعي المسال.
بيد أنه منذ بدء الهجمات، تجنبت معظم شركات الشحن الغربية المرور عبر المضيق، وبدلاً من ذلك تلتف حول الجنوب الأفريقي، بما يضيف أياماً للوصول إلى مقاصدها ومزيداً من تكاليف الشحن الكبيرة بالنسبة إلى عمليات النقل البحري بين آسيا وأوروبا.
(العربي الجديد، رويترز، الأناضول)