أعلنت جماعة الحوثيين، مساء الإثنين، إطلاق طائرة مسيّرة بدون طيار، على مطار أبها الدولي، في هجوم هو الثاني من نوعه خلال ساعات، والثامن منذ أول من أمس السبت، باتجاه مطارات وقواعد عسكرية في العمق السعودي.
وجاءت هجمات الاثنين غداة دعوة أطلقها المبعوث الأممي إلى اليمن، مارتن غريفيث، إلى أطراف النزاع اليمني، بضرورة العمل بشكل فوري مع الأمم المتحدة للاتفاق حول نص "الإعلان المشترك" لوقف إطلاق النار، والمضي نحو حل مستدام للحرب.
وقال المتحدث العسكري للحوثيين، يحيى سريع، إن سلاح الجو المسيّر، نفّذ عملية هجومية جديدة على مطار أبها الدولي، جنوبي السعودية، وذلك بواسطة طائرة بدون طيار من طراز "قاصف K2"، وهو نوع من الطائرة الهجومية متوسطة المدى التي تقول الجماعة إنها مصنعة محليا، ويقول التحالف السعودي الإماراتي إنها إيرانية الصنع وتطابق طائرات من طراز "أبابيل".
سلاح الجو المسير يتمكن _ وللمرة الثانية خلال ساعات_ من تنفيذ عملية هجومية جديدة على مطار أبها الدولي بطائرة من نوع قاصف 2K استهدفت هدفا عسكريا مهما داخل المطار وكانت الإصابة مسددة بتسديد الله.
— العميد يحيى سريع (@army21ye) October 26, 2020
يأتي هذا الاستهداف ردا على جرائم العدوان وحصاره المستمر على شعبنا.
وزعم المسؤول العسكري الحوثي أن الهجوم كان موجّهًا نحو "هدف عسكري مهم" داخل المطار، من دون الكشف عن ماهيته، وأن الإصابة "كانت مسددة"، وذلك ردا على ما أسماها "جرائم العدوان وحصاره المستمر على اليمن".
ونال مطار أبها الدولي نصيب الأسد من الهجمات الحوثية المتصاعدة منذ مساء السبت الماضي، وذلك بواقع 4 طائرات من إجمالي 8. ففي وقت سابق الإثنين، أعلنت الجماعة تنفيذ عملية هجومية مماثلة على المطار ذاته وبالسلاح نفسه.
كما تعرّض مطار أبها، أمس الأحد، لهجوم حوثي جوي بواسطة طائرة مسيرة من طراز "صمّاد 3"، وفي كافة العمليات تعلن الجماعة أنها تستهدف هدفا حساسا بداخل المطار، من دون الكشف عن ماهيته، كما أنها لا تذيع أي لقطات جوية أو مباشرة لحجم الأضرار التي لحقته.
وبمعزل عن مطار أبها، شن الحوثيون، أمس الأحد، عملية هجومية على قاعدة الملك خالد الجوية في خميس مشيط، وذلك بواسطة طائرتين مسيرتين من طراز "قاصف K2"، قالوا إنها استهدفت مرابض الطائرات الحربية، وإن الإصابة كانت دقيقة.
ودشنت جماعة الحوثيين تصعيدها الجديد، أول من أمس السبت، وذلك بتنفيذ 3 هجمات بثلاث طائرات مسيرة من طراز "قاصف K2"، استهدفت مطارات جازان وأبها وقاعدة خميس مشيط، وجميعها في المناطق الجنوبية للسعودية.
وطيلة الأيام الثلاثة الماضية، أعلن التحالف السعودي الإماراتي اعتراض وتدمير 7 طائرات مسيرة بدون طيار، أطلقها الحوثيون على مناطق في المنطقة الجنوبية للسعودية، من دون التطرق إلى ماهية الأهداف والمطارات المستهدفة.
واتهم متحدث التحالف السعودي، تركي المالكي، جماعة الحوثيين، بإطلاق الطائرات المفخخة بطريقة ممنهجة ومتعمدة لاستهداف الأعيان المدنية والمدنيين في المنطقة الجنوبية، وفقا لوكالة "واس" الرسمية.
ولا يُعرف أسباب التصعيد الحوثي المفاجئ صوب المطارات السعودية. وفي وقت سابق من مساء الأحد، اعتبر متحدث الجيش اليمني الموالي للحكومة الشرعية، عبده مجلي، أن الهزائم التي تتلقاها المليشيا الانقلابية في جبهات مأرب والجوف ونهم شرق صنعاء، جعلتها تكثف من إطلاق طائراتها المفخخة على المدنيين، سواء في مأرب أو صوب الأراضي السعودية.
وعلى الأرض، تشهد المناطق الغربية والجنوبية من محافظة مأرب النفطية تصعيدا عسكريا واسعا، بعد استئناف جماعة الحوثيين عملياتها العسكرية في معاقل الحكومة المعترف بها دوليا.
وقال مصدر عسكري، لـ"العربي الجديد"، إن جماعة الحوثيين دفعت بمئات المقاتلين إلى مواقع القوات الحكومية في مديرية رحبة وأطراف جبل مراد، جنوب المحافظة، فضلا عن زحف مماثل من اتجاه مديرية مدغل، غربي المحافظة.
وأشار المصدر، إلى أن مقاتلات التحالف السعودي الإماراتي شنت خلال الـ 72 ساعة الماضية أكثر من 60 غارة جوية على أرتال حوثية في أطراف مأرب، وكبدتها خسائر فادحة، وهو ما جعل الجماعة تلجأ لشن هجمات مكثفة صوب الأراضي السعودية.