أعلنت جماعة الحوثيين في اليمن، الثلاثاء، رفضها دعوات أطلقها المجتمع الدولي خلال جلسة مجلس الأمن، الاثنين الماضي، للانخراط في جهود إحلال السلام ووقف الحرب التي تشنها الجماعة ضد المواقع الاقتصادية في مناطق الحكومة المعترف بها في جنوب البلادوشرقها.
وقال القيادي في الجماعة محمد علي الحوثي، على "تويتر"، إن "مجلس الأمن ما زال يغرد خارج السرب، ويعتمد على شائعات وسائل التواصل الاجتماعي، ويبتعد عن ملامسة هموم اليمنيين ومعاناتهم"، مجددا تمسك جماعته باشتراطاتها للقبول بالتهدئة والدخول في مفاوضات لإنهاء الأزمة.
وأضاف القيادي الحوثي أن "الطريق الأمثل" للحل يتمثل في إلزام التحالف الذي تقوده السعودية بصرف مرتبات جميع الموظفين، كما طالب بـ"فك الحصار وتسليم المساعدات للمستحقين نقدا"، ووقف عمليات التحالف و"إلزامه وشركائه بإعادة الأعمار".
من جهته، علق نائب وزير الخارجية في حكومة الجماعة غير المعترف بها حسين العزي على جلسة مجلس الأمن، قائلاً إن "على المجلس أن يسكت لا أن يطيل أمد الحرب والحصار على اليمن"، بحسب تعبيره.
وأضاف العزي على "تويتر": "مبعوث (الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو) غوتيريس ليس من صلاحياته إحلال السلام في اليمن، لأنه لا يزال مقيدا بمرجعيات تدعو للاستسلام، وأيضا لا يستطيع أن يقود مفاوضات تفضي لوقف الحرب، لأن من يقود الحرب في الطرف الآخر ليس ضمن اختصاصه التفاوضي".
وتأتي هذه التصريحات بالتزامن مع تعثر الجهود الدولية والمفاوضات السعودية - الحوثية، نتيجة تمسك الجماعة باشتراطاتها، ومنها دفع رواتب مقاتلي الجماعة الذين أضافتهم لوزارتي الدفاع والداخلية الخاضعتين لسيطرتها في صنعاء، ودفع مرتبات الموظفين بمناطق سيطرتها حسب كشوفاتها التي أعدتها، فيما ترفض الحكومة ذلك، وتبدي استعدادها لصرف المرتبات وفق كشوفات 2014.
وكان المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ قد أكد في إحاطته أمام مجلس الأمن، الاثنين، أهمية دعم تحقيق السلام في البلاد والتوصل إلى حل سياسي للأزمة، معرباً عن قلقه من تحشيد جماعة الحوثي عناصرها على الجبهات، لا سيما بالقرب من مأرب (شرق)، وإب (وسط).
ودعا المبعوث الأممي الأطراف إلى الاتفاق على طريق واضح لاستئناف محادثات السلام.
وكثفت الجماعة تحشيداتها وتحركاتها العسكرية بالقرب من محافظة مأرب (شرق)، وتعز، جنوب غربي اليمن، وسط مخاوف من عودة القتال بالتزامن مع أزمة اقتصادية تعصف بالبلاد التي تشهد حرباً منذ سيطرة الحوثيين على الدولة في العام 2014.
وبالتزامن مع جلسة مجلس الأمن، نفذت جماعة الحوثيين مناورة عسكرية في مديرية صرواح، غربي مأرب، استخدمت فيها مختلف أنواع الأسلحة. وبعد ساعات أعلنت السلطة المحلية بمأرب على حسابها في "تويتر"، أن الجماعة استهدفت "مدينة مأرب بصاروخين باليستيين" في الساعة الأولى من فجر يوم الثلاثاء.