الحوثيون يدعون أنصارهم للتعبئة: تلويح بتصعيد عسكري جديد لفرض شروطهم

06 يناير 2023
جماعة الحوثيين تدعو إلى التعبئة العامة (أرشيف/Getty)
+ الخط -

دعت جماعة الحوثيين إلى الاستنفار والتعبئة العامة لرفد جبهات القتال بعدما حشدت، اليوم الجمعة، أنصارها في صنعاء وعدد من المحافظات التي تسيطر عليها، للمطالبة بإنهاء الحصار، ورفعت شعار "الحصار حرب".

وجاءت الدعوة الحوثية ضمن تهديدات جديده بتصعيد عسكري جديد في اليمن بعد تسعة أشهر من الهدوء، مع تعثر جهود التفاوض بشأن اتفاق تمديد الهدنة المنتهية منذ ثلاثة أشهر، وفشل الجهود الدبلوماسية في تحقيق اختراق للأزمة.

وقالت الجماعة، في بيان: "أثبتت فترات الهدنة وما بعدها من مراوحات ومفاوضات أن تحالف العدوان (التحالف الذي تقوده السعودية)، يرفض رفضاً مطلقاً صرف رواتب الموظفين (..) ويحاول استغلال المعاناة لتفكيك الجبهة الداخلية وزعزعتها".

ودعا البيان "لاتخاذ ما يلزم من خيارات لردع العدوان وأن تكون القوات على مستوى عال من الجهوزية واليقظة، والحفاظ على تماسك الجبهة الداخلية"، وأضاف مهدداً "ندعو إلى التعبئة الشاملة والاستنفار نحو الجبهات وإسنادها بالرجال والمال حتى يتحقق النصر".

من جانبه، قال نائب رئيس الهيئة الإعلامية لجماعة الحوثيين نصر الدين عامر "عندما نقول إن الحصار حرب فهذا يعني وجهين اثنين، أن الحصار يقتل الشعب اليمني مثل الغارات أو أعظم"، وأضاف في تغريدة بحسابة على تويتر "إن الشعب سيواجه الحصار بالحرب في إطار الدفاع عن نفسه ولن يتعامل معه بأنه عمل معاد يمكن وقفه بالمفاوضات أو المطالبات"، على حد تعبيره.

ويأتي تحشيد الحوثيين لأنصارهم في صنعاء وعدد من المحافظات اليمنية بعد تعثر المفاوضات بشأن الهدنة المنتهية وفشل جهود تمديدها باتفاق جديد رغم استمرار حالة التهدئة في جبهات القتال بعد مرور ثلاثة أشهر من انتهاء الهدنة التي استمرت ستة أشهر من 2 إبريل/نيسان 2022، كما يتزامن التحشيد مع استئناف المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، ومبعوث الولايات المتحدة الخاص إلى اليمن تيموثي ليندركينغ، جهودهما لإحياء مسار السلام في هذا البلد، لا سيما مع عودة ليندركينغ إلى المنطقة.

ويرى مراقبون أن الحوثيين من خلال الاستعراض بالحشود مجدداً يحاولون الضغط لتحقيق شروطهم في المحادثات مع السعودية والتي تعثرت خلال الشهرين الماضيين، وكسر حالة الجمود بإطلاق تهديدات جديدة بالحرب في سيناريو يهدد المصالح الدولية من الطاقة. 

اختطافات وملاحقات

وخلال الأيام الماضية، لاحقت جماعة الحوثي عدداً من الناشطين في مواقع التواصل الاجتماعي، بسبب تضامنهم مع الناشط أحمد حجر، الذي تم اختطافه بصنعاء بعدما تحدث عن فساد سلطة الحوثيين في فيديو لقي رواجاً بين اليمنيين على مواقع التواصل الاجتماعي. 

ووصفت الحكومة اليمنية ما تقوم به جماعة الحوثيين بأنه "حملات مسعورة"، وقال وزير الإعلام معمر الإرياني، في تغريدة: "إن ذلك يؤكد حالة الهستيريا التي انتابت قيادات الحوثي بعد ارتفاع الأصوات المنادية بالخلاص من الجماعة بعدما مارست سياسات الإفقار والتجويع بشكل ممنهج بحق المواطنين في مناطق سيطرتها".

في المقابل، قال رئيس المجلس السياسي الحوثي (مجلس حكم الجماعة) مهدي المشاط "إن العدو (التحالف والحكومة) أوقف حربه العسكرية التصعيدية لكنه توجه إلى حرب أخرى، يجب على الجميع مواجهتها بالوعي والبصيرة والوحدة والاعتصام"، في إشارة إلى تصاعد الانتقادات ضد سلطة الجماعة. 

وحذر، في لقاء مع مسؤولي السلطات المحلية الأحد الماضي، مما سماها "الأصوات الداعية للفرقة" ووصفها بأنها "واحدة من صور العمالة والارتزاق"، وقال: "هذا ما لن نسمح به، وإن تعزيز الجانب العسكري ورفد الجبهات لا يزال أولوية لدينا، خصوصا ونحن نقف في هدنة هشة، ونتوقع عودة الحرب في أي وقت". 

إلى ذلك، دانت منظمات المجتمع المدني في اليمن اختطاف مليشيات الحوثي عددا من النشطاء ومشاهير وسائل التواصل الاجتماعي في صنعاء، واستنكرت 120 منظمة محلية في بيان مشترك "حملة الاختطافات التي تقوم بها جماعة الحوثي ضد النشطاء، على خلفية ممارسة حقهم في التعبير عن آرائهم إزاء الانتهاكات ونهب الأموال العامة والخاصة". 

خوف من حالة غضب

ورأى الكاتب الصحافي سلمان المقرمي أن "يأس الشارع من أي إصلاحات في ظل سلطة الحوثيين، يعد أبرز أزمات الجماعة حالياً التي تخشى أن يتحول إلى حالة غضب عامة. سابقا، كان الحوثيون يواجهونه بتبرير أنهم يعيشون حالة الحرب، والتي هي متوقفة منذ تسعة أشهر حتى الآن على الأقل". 

وأضاف، في حديث لـ"العربي الجديد": "يريد الحوثيون تحويل الغضب الشعبي ضد الجماعة باتجاه التحالف والحكومة، كي تنجو بجلدها من الشعب، وتحافظ على وحدتها التي ينهكها التمزق، لذا تنظم تظاهرات حاشدة ضد التحالف بطابع سلطوي، ومن يشارك فيها ربما يشارك غداً ضدها". 

وتابع "صحيح أن الغضب الشعبي ضد الحوثيين ليس منظماً بما يكفي لأن يشكل خطراً حقيقياً على سلطة الجماعة، لكنه في طريقه نحو ذلك بعد أن صار الغضب الشعبي يتفاقم أكثر فأكثر نتيجة تردي الوضع الإنساني".

المساهمون