توعّد زعيم حركة "أنصار الله" (الحوثيون) عبد الملك الحوثي، في خطاب اليوم الأربعاء، باستهداف البوارج والمصالح والحركة الملاحية الأميركية، إذا شنّت الولايات المتحدة حرباً على اليمن، قائلاً: "لن نقف مكتوفي الأيدي إذا كان هناك أي توجه أميركي للتصعيد أو استهداف بلدنا أو الحرب عليه".
وقال: "ليعرف الأميركيون أن صهاينة أميركا يسعون لتوريطها في ما ليس في مصلحتها ومصلحة شعبها، من أجل خدمة إسرائيل"، محذراً واشنطن من التورّط في أي حماقة، على حدّ قوله.
واعتبر أن التحرك الأميركي في البحر الأحمر، وباب المندب، وخليج عدن ليس تحركاً لحماية الملاحة الدولية، بل يضرّ بها ويؤثر عليها.
وقال: "أكبر خطر يهدد الملاحة الدولية وحركة السفن التجارية، هو التحرك الأميركي الذي يسعى لعسكرة البحر الأحمر، وباب المندب، وخليج عدن، ويسعى لتحويل البحر إلى ساحة حرب وميدان مضطرب"، مؤكداً على أن "ما يهدّد الملاحة البحرية لكل الدول والبلدان هو الأميركي نفسه، خدمة للإسرائيلي".
وشدد على أن العمل في البحر الأحمر، وباب المندب، والخليج العربي، وبحر عدن يستهدف حصراً السفن المرتبطة بإسرائيل، وتلك التي تذهب إلى موانئ فلسطين المحتلة، مؤكداً أنه لا يستهدف أي سفن أخرى ولا يضر بالملاحة الدولية، ويساند الشعب الفلسطيني الموجود في غزة.
وجاء موقف الحوثي بعد إعلان الولايات المتحدة، الاثنين، تشكيل تحالف دولي للتصدّي لهجمات الحوثيين في البحر الأحمر، تحت مسمى "المبادرة الأمنية متعددة الجنسيات"، يضمّ عشر دول، بينها بريطانيا، وفرنسا، وإيطاليا، والبحرين.
وتابع: "نوجه النصح لكل الدول بألا تورّط نفسها وألا تضحي بمصالحها وألا تخسر أمن ملاحتها البحرية خدمة للعدو الإسرائيلي"، مضيفاً: "موقف شعبنا في البحر لمنع حركة السفن الإسرائيلية هو موقف مؤثر وعطّل بعض الموانئ في فلسطين المحتلة"، ومجدداً التأكيد أن "المستهدف حصرياً في موقف واضح ومعلن وصريح، هي السفن المرتبطة بإسرائيل أو التي تذهب إلى موانئ فلسطين المحتلة".
وقال زعيم الحوثيين إن الأميركيين يشتركون في الإبادة بحق الشعب الفلسطيني في غزة منذ اليوم الأول للعدوان، مؤكداً أن الأميركي يسهم ويشترك في ما يحدث في قطاع غزة، ويقدّم كلّ أشكال الدعم، وهو حوّل كل قواعده في المنطقة لتكون سنداً للعدو الإسرائيلي، وسخّر مخازن أسلحته لدعم الإسرائيلي.
وأضاف: "الأميركيون زوّدوا الصهاينة بالأسلحة المحرمة دولياً، وقدّموا لهم الدعم المادي لتمويل العمليات العسكرية، وأرسلوا طائرات الرصد للمساهمة المعلوماتية".
وقال الحوثي: "اللوبي الصهيوني يحرّك الدول الغربية التي شطبت الأخلاق والقيم الإنسانية من قاموسها السياسي".
وأكد زعيم الحوثيين أن الشعب اليمني تحرّك عسكرياً في البحر الأحمر، وخليج عدن، والبحر العربي، لمنع تحرّك السفن الإسرائيلية وتلك المرتبطة بها.
وشدد على أن مسؤوليتنا جميعاً هي التحرك الجاد تجاه فلسطين، وقد قدمنا طلباً واضحاً ومعلناً للدول التي تفصل جغرافياً بيننا وبين فلسطين المحتلة، لتفتح منافذ عبور برية ليتحرّك مئات الآلاف من أبناء شعبنا للجهاد في فلسطين.
وأكد أن الاحتلال الإسرائيلي يستهدف الشعب الفلسطيني بكلّ أدوات الإبادة، وجعل من المستشفيات هدفاً لعملياته العسكرية، لافتاً إلى أن جيش الاحتلال يستمرّ في جرائمه البشعة بحق الشعب الفلسطيني، والتي شملت حتى الرضع.
وانتقد الحوثي في خطابه، مواقف بعض الدول العربية من الحرب على غزة، مشيراً إلى أنها لم تكتفِ بالتنصل من مسؤوليتها في مساندة الشعب الفلسطيني، بل أصبحت تشمت به وبمجاهديه، وتسيء إليهم، وتشوه أي مساندة لهم، مشدداً على أن المسؤولية على المسلمين تجاه فلسطين أن يقفوا وقفة جادة، وأن يقدّموا كل أشكال الدعم للشعب الفلسطيني مادياً وعسكرياً.
وأكد الحوثي أن حركته تسعى لتطوير قدراتها العسكرية، في ظلّ ما تواجهه من تصدٍّ لصواريخها ومسيّراتها التي تستهدف إسرائيل من قبل 4 دول، قائلاً إن بعض الدول العربية حاولت منع المسيّرات اليمنية من الوصول إلى أهدافها وحاولت التصدي لها، وهي بذلك تقدّم هذه الخدمة للعدو الصهيوني، بدل أن تقدم الحماية للشعب الفلسطيني.
وتابع: "لم نستهدف أي دولة أخرى، وصبرنا على اعتراض دول لصواريخنا ومنعها من الوصول إلى العدو".