أعلنت المغرب والمملكة المتحدة، خلال انعقاد الدورة الثالثة للحوار الاستراتيجي بين المملكتين، الذي عقد الأربعاء بلندن، اعتماد إعلان سياسي مشترك، والتوقيع على قرارين يتعلقان بإنشاء الآليات الرئيسية لـ"اتفاقية الشراكة الجديدة المغرب-المملكة المتحدة" المبرمة بين البلدين في العام 2019، وهي مجلس ولجنة الشراكة.
كما تم خلال انعقاد الدورة الثالثة للحوار الاستراتيجي بين البلدين برئاسة وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، والوزيرة البريطانية للشؤون الخارجية، ليز تراس، تشكيل لجنة فرعية مكلفة بالتجارة، والاستثمار، والخدمات، والفلاحة، والصيد البحري، والجوانب الصحية وتلك المتعلقة بالصحة النباتية والجمارك. كما التزم الجانبان، أيضا، بمواصلة التنسيق القائم بينهما في مكافحة جائحة “كوفيد-19” وتغير المناخ، بحسب بيان مشترك صدر عقب انعقاد الدورة الثالثة للحوار الاستراتيجي.
وخلال المباحثات التي جمعت البلدين، جدد الوزيران التأكيد على رؤيتهما المشتركة حيال إرساء شراكة استراتيجية بين البلدين، من خلال تعزيز الحوار السياسي، وتعميق العلاقات الاقتصادية والتعاون الأمني، والنهوض بالعلاقات البشرية والثقافية.
وتعيش العلاقات المغربية- البريطانية مرحلة جيدة، خصوصاً بعد توقيع الاتفاق الاستراتيجي بين البلدين في عام 2018، ثم توقيع اتفاقية الشراكة بين البلدين عام 2019.
وتحرص الرباط على توطيد العلاقة مع لندن، لا سيما بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي، وتراهن على تطويرها وتنويع أوجهها. كما تؤكد على "أهمية دور المغرب في إنجاح انفتاح بريطانيا على القارة الأفريقية، باعتبار أنه يشكل بوابة رئيسة لها، بخاصة بفضل الاستراتيجية الأفريقية الإرادية التي يقودها العاهل المغربي تجاه القارة، التي يربطها بالبلاد حوالى 1200 اتفاقية في مجالات متعددة".
إلى ذلك، جددت المملكة المتحدة التأكيد على دعمها للقرار 2602 لمجلس الأمن الدولي، الذي يشيد بجهود المغرب "الجادة" و"ذات المصداقية”، الرامية إلى تسوية النزاع حول الصحراء، بحسب البيان المشترك الصادر عقب انعقاد الدورة الثالثة للحوار الاستراتيجي.
وذكر البيان أن المملكة المتحدة تؤكد على "الدور الرئيسي" للأمم المتحدة في مسلسل تسوية النزاع حول الصحراء، لافتا إلى أن "المغرب والمملكة المتحدة، ينوهان بتعيين المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دي ميستورا، ويجددان التأكيد على دعمهما الكامل لجهوده من أجل إيجاد تسوية لهذا النزاع الذي عمر طويلا".
من جهة أخرى، أشادت المملكة المتحدة بمساهمة المغرب في الجهود الإقليمية والدولية لمكافحة الإرهاب، وكذا بإحداث مقر مكتب برنامج الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب بالعاصمة المغربية الرباط.