الحكومة اليمنية تعلّق مشاركتها في محادثات عمّان مع الحوثيين

29 اغسطس 2022
الإعلان الحكومي جاء احتجاجاً على الهجوم الحوثي في تعز (Getty)
+ الخط -

أعلنت الحكومة اليمنية، تعليق مشاركتها في المحادثات مع الحوثيين التي ترعاها الأمم المتحدة في العاصمة الأردنية عمّان، احتجاجاً على هجوم عسكري نفذه الحوثيون على مواقع القوات الحكومية في مدينة تعز (جنوب غرب اليمن) أسفر عن سقوط قتلى وجرحى.

ومن المقرر أن تبدأ المحادثات هذا الأسبوع بين وفدي الحكومة اليمنية وجماعة الحوثي، ضمن اللجنة العسكرية لتثبيت الهدنة الجارية في البلاد منذ 5 أشهر، وتناقش خروقات الهدنة وفتح المعابر والطرق في مدينة تعز وغيرها من المحافظات.

واتهمت الحكومة اليمنية الحوثيين بشن هجوم عسكري واسع استمر منذ مساء أمس الأحد حتى فجر الإثنين على مواقع للجيش، وأسفر عن مقتل 10 جنود وجرح 7 آخرين، في منطقة الضباب غرب مدينة تعز، في محاولة للسيطرة على المنطقة لقطع الطريق الذي يربط مدينة تعز بالعاصمة المؤقتة عدن.

ورداً على هجوم الحوثيين، علّقت اللجنة العسكرية الحكومية المشاركة في محادثات عمّان. وقالت في بيان إن "هذا التعليق يأتي نتيجة لقيام المليشيات الحوثية بشن هجوم عسكري واسع في تعز نتج عنه عشرات القتلى والجرحى، والذي يستهدف إغلاق آخر شريان رئيسي يغذي مدينة تعز المحاصرة منذ سبع سنوات".

وقالت اللجنة، وفق ما نقلت وكالة "سبأ" الحكومية، إن التعليق سيستمر حتى "إشعار آخر"، وطالبت مبعوث الأمم المتحدة هانس غروندبرغ بالقيام بدوره تجاه هذه الممارسات وأن يوضح للعالم حقيقة التعنت الحوثي والأساليب الملتوية التي يمارسها الحوثيون في التملص من التزاماته بالهدنة الإنسانية.

من جهتها، اعتبرت الخارجية اليمنية، في بيان نقلته وكالة "سبأ" الحكومية، أن "الهجوم تحدٍ صارخ لكل المبادرات والمساعي الرامية لإنهاء الحرب وتحقيق السلام ومحاولة لتقويض جهود تمديد وتوسيع الهدنة الإنسانية ولإطباق الحصار على مدينة تعز المحاصرة فعلاً منذ سبع سنوات". وقالت إنها "لن تسمح باستمرار خروقات الحوثيين واستغلالهم للهدنة والاستفادة من التزام الجانب الحكومي بتنفيذ بنود الهدنة لتحقيق أهداف عسكرية وسياسية على حساب خيارات اليمنيين وتطلعاتهم إلى السلام والاستقرار"، محمّلة الحوثيين عواقب ذلك.

ويتزامن هجوم الحوثيين مع التحضير لبدء محادثات اللجنة العسكرية في عّمان، والتي تهدف تعزيز الرقابة على الخروقات وتشكيل غرف عمليات مشتركة على مستوى الجبهات في جميع أنحاء البلاد، وسط مساع أممية ودولية لتوسيع اتفاق الهدنة، والدخول في عملية سياسية شاملة لإنهاء الحرب في البلاد.

ومنذ إعلان الهدنة الأممية في اليمن في 2 إبريل/نيسان الماضي، ترفض جماعة الحوثي الوفاء بالتزامها بفتح الطرق الرئيسية في مدينة تعز، في حين تم تنفيذ البنود الأخرى فيما يخص تدشين رحلات من مطار صنعاء والسماح بتدفق الوقود إلى ميناء الحديدة، بالإضافة إلى وقف إطلاق النار.

ويبحث الحوثيون في محادثات عمّان عن توسيع الهدنة والمكاسب التي حققوها خلال الأشهر الماضية، وقال رئيس وفد الحوثيين في المفاوضات يحيى عبد الله الرزامي "لا يمكن التقدّم في مباحثات الجانب العسكري، إلا بعد صرف المرتبات، وإدخال السفن وتوسيع الرحلات الجوية".

واتهم الوفد الحوثي، في بيان نقلته وسائل إعلام الحوثيين، التحالف الذي تقوده السعودية بمواصلة احتجاز سفينتي نفط، منذ بداية العام، رغم الهدنة، إلى جانب سفينة محتجزة، منذ فترة طويلة رغم التعهدات المتكررة بإطلاقها منذ شهر إبريل.

واشترط الوفد الحوثي التوصل إلى آلية واضحة وموثوقة تضمن صرف المرتبات، وفتح المطار بشكل عام، ومن دون قيود، إضافة إلى فتح الموانئ أمام سفن المشتقات النفطية والتجارية، وفقاً للبيان.

وفي 2 أغسطس/آب الحالي، أُعلن عن تمديد ثاني للهدنة الأممية لمدة شهرين التي بدأت في مطلع إبريل، وتضمنت اشتراطات بمفاوضات بين الأطراف اليمنية لتوسيع الهدنة، بالإضافة إلى الالتزام بتنفيذ بنودها المتعثرة.

المساهمون