أظهر المؤتمر الذي عقد اليوم السبت في القاهرة، لتوضيح مستجدات حادث القطار، عجز الحكومة المصرية عن تفسير الكارثة، إذ بدأ رئيس الوزراء مصطفى مدبولي حديثه عن السفينة الجانحة، وجاءت تصريحات وزيرة الصحة بتغيير في أرقام الوفيات والمصابين، فيما اقتصر حديث وزير النقل على خطة تطوير السكك الحديد.
وقالت الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة، إن هيئة الإسعاف تلقت بلاغاً بالحادث الساعة 12 ظهراً، وتم الدفع بـ105 سيارات إسعاف، كما تم ضخ 3000 كيس دم، بالإضافة إلى 3400 كيس دم كانت موجودة بمركز نقل الدم الإقليمي في البلدة، مشيرة إلى أنه تم نقل 64 حالة إصابة ووفاة إلى المستشفيات، منهم عشرون حالة كانوا في غيبوبة تامة جرى اعتبار أنهم جثامين، لكن بعد التدقيق اتضح أن خسائر الحادث وصلت إلى 185حالة إصابة، والوفيات إلى 19، بالإضافة إلى 3 أكياس أشلاء متفرقة في ثلاث مستشفيات.
وذكرت أن 90 من المصابين خرجوا من المستشفيات صباح اليوم، موضحة أن هناك 116 حالة لمصابين بكسور في العظام، و49 جراحات مختلفة، إلى جانب 20 شخصا في غيبوبة تامة، وتم إجراء 11 عملية للمصابين، كما تم نقل أطقم طبية من القاهرة إلى سوهاج، وأشارت إلى نقل ثلاثة مصابين لتلقي العلاج في معهد ناصر بالقاهرة.
وخالف وزير النقل المصري كامل الوزير توقعات المصريين بتجاهله وعوده وتصريحاته أمس بسرعة محاسبة المتسببين، حيث ركز حديثه على جهود الدولة في تطوير سكك الحديد، وإعطاء توصيات للشعب المصري بضرورة الالتزام بالإرشادات وعدم تخطي التجاوزات.
وأوضح أن الدولة كانت قد أعلنت عن صرف 225 مليار جنيه لتطوير السكة الحديدية، بالإضافة إلى 360 مليار جنيه لشبكة القطار السريع، وإنشاء خطوط جديدة واستيراد عربات جديدة بقيمة تقدر بـ46,8 مليارا لتطوير السكك الحديدية، ذلك إلى جانب تجديد وفحص السكة بمبلغ قدره 27 مليارا، وتطوير العامل البشري بحوالي 5 مليارات.
وصرح وزير النقل بأن الوزارة تساهلت في تشغيل السكك الحديد مع العلم بوجود قصور كبير بها، إرضاء للرأي العام، وأضاف: "كنا بنحاول نوائم بين متطلبات التشغيل وتطوير السكة، ولما شغلنا الأجهزة عشان مسيرات القطارات وميحصلش فيها أي حوادث الناس تأففت وزعلت، وقالو إحنا كدة بنتأخر عن مصالحنا و أشغالنا، اضطرينا نتساهل ونتغاضى شوية في الأمور الخاصة بالحوكمة، لكن ثبت إن الكلام د غلط".
وتابع قائلاً: "نحن أمام حل من الاثنين، يا إما نقفل السكة الحديد خالص عشان نطورها بسلام وأمان، لكن ده حل شبه مستحيل لأن إحنا بنشيل مليون راكب يوميا، والحل الثاني كل القطارات ستعمل بشكل طبيعي، لكن باستخدام وسائل الأمان للسيطرة على القطار، باستخدام جهاز atc بيسيطر على القطار لو في أي معارضة أو محطة مش مفتوحة بيوقف القطار أو يعدل مساره، ود هيأخر القطار بنسبة 25% لكن هو د الحل الوحيد قدامنا عشان نقدر نحافظ على سلامة أرواحنا.
كما طالب كامل الوزير المواطنين بالصبر والتحمل قائلا: "استحملونا شوية لحد ما ننتهي من التطوير عشان نقدر نحقق معادلة التطوير مع الحفاظ على أرواحكو"، واعترض على بعض التجاوزات من قبل المواطنين، مثل: (الباعة الجائلين و إلقاء حجارة على القطارات والتهرب من دفع التذكرة وعدم دخول المحطات من الأبواب المخصصة لها).
كما أوضحت وزيرة التضامن الاجتماعي نيفين القباج أن كل أسرة من أسر المتوفين تحصل على 100 ألف جنيه، تعويض العجز بما يتناسب مع نسبة العجز، موضحة أن العجز الكلي يُعامل معاملة الوفاة، ومن لديه عجز بنسبة فوق 50%، يتم تعويضه بمبلغ 75 ألف جنيه، ومن 40 ألفا إلى 75 ألفا تعويضا لمن لديه عجز أقل من 50%، وذلك بناء على التقرير الطبي الذي يحدد نسبة الإعاقة.
وقالت "القباج"، في المؤتمر الصحافي الذي عقد منذ ساعات على أثر حادث سوهاج، إن كل من حصل له عجز كلي يحصل على معاش له ولأسرته ولذويه والقصر، وذلك بالشراكة مع الهيئة العامة للتأمينات لصرف المعاشات الاستثنائية، أما بالنسبة لتعويضات المصابين، فيتم تحديدها وفقاً لحدة الإصابة ونسبة المرض وعدد الأيام التي يقضيها في المستشفى.
وأشارت إلى أنه يتم صرف من 20 إلى 40 ألفا بناء على حدة الإصابة، في حال قضاء المصاب أكثر من 72 ساعة في المستشفى، بينما من قضى أقل من 72 ساعة تصرف له 5 آلاف جنيه.
وذكرت أن الوزارة تتعاون مع الجمعيات الأهلية لصرف عاجل 20٠ ألف جنيه للمتوفى، مشيرة إلى أن التعويضات لا تتم مباشرة، لكن تجرى دراسة الحالات المتضررة أولا، ثم إقرار قيمة التعويض.