الحكومة العراقية الجديدة: آلية المحاصصة تتحكم بتقسيم الوزارات

16 أكتوبر 2022
قوبل حراك السوداني لتشكيل الحكومة بمهاجمة زعيم التيار الصدري (Getty)
+ الخط -

شكل رئيس الوزراء العراقي المكلف، محمد شياع السوداني، لجنة فنية برئاسته للتباحث بشأن المرشحين للوزارات، بعد اتفاق مع الكتل السياسية على ترشيح أسماء للوزارات، فيما أكد مراقبون أن آلية المحاصصة تتحكم بتوزيع تلك المناصب.

واعتمدت الحكومات العراقية المتعاقبة بعد العام 2003 مبدأ المحاصصة الطائفية والحزبية في توزيع المناصب الحكومية، وسط انتقادات لوصول شخصيات حزبية غير كفؤة لإدارة المناصب، وتفشي الفساد في مؤسسات الدولة.

وفي السياق، أكد عضو تيار الفراتين (برئاسة السوداني)، إيهاب عباد ميرزا، أن "مباحثات تشكيل الحكومة بدأت منذ الساعات الأولى للتكليف، وهي مستمرة لتحديد شكل الحكومة وتدارس المنهاج الحكومي بشكل أوسع، واختيار الوزراء وفق المعايير التي طرحها السوداني بالاتفاق مع الكتل السياسية"، مبيناً، في تصريح لصحيفة "الصباح" الرسمية اليوم الأحد، أنّ "تشكيل الحكومة لن يتأخر، وأن السوداني اتفق مع جميع الكتل السياسية على ترشيح 3 – 5 أسماء للوزارات".

وأكد عباد ميرزا أنّ "الكتل التزمت بالشروط بترشيح الأسماء، وفق معايير معينة، وسيتم تقديم الأسماء بأقرب وقت ممكن"، مشيراً إلى أنّ "السوداني سيضع لمساته على تلك الشخصيات التي ستكون خاضعة للجنة فنية مشكلة برئاسته، للتباحث بشأن الاسم وإمكانياته بإدارة الوزارة، ليكون بعدها تحديد أسماء معينة من المرشحين، لتقديمها للتصويت عليها في البرلمان".

وشدد المتحدث على أنه "لا يوجد أي فيتو على أن يكون المستقلون الأكفأ ضمن التشكيلة الوزارية المقبلة، ما سيدعم تقديم هذه الكابينة، على أنّ يكون ذلك وفق الحصص والمناصب التي ستوزع وفقاً للاستحقاق الانتخابي".

وتمثل آلية النقاط التي اعتمدتها الأحزاب السياسية في تقسيم الحقائب الوزارية على عدد المقاعد البرلمانية التي حصلت عليها الكتل، إذ إنّ كل نقطة تعادل مقعدين في البرلمان، وتحتاج كل كتلة إلى 4 نقاط، أي ما يعادل 8 مقاعد برلمانية من أجل الحصول على إحدى الوزارات غير السيادية.

من جهته، أكد النائب عن التيار المدني، منار العبيدي، عدم إمكانية إنتاج منظومة حكم أفضل من السابقة، وقال في تغريدة على "تويتر": "أتعجب على من يتوقع أن منظومة رسخت في 19 سنة المحاصصة والفساد والتهرب من المسؤولية وسوء الإدارة والغرف المغلقة ومزادات المناصب، أنّ تستطيع إنتاج منظومة حكم أفضل"، مؤكداً أنّ "منظومة اللادولة ستستمر لسنوات قادمة".

وعلق الخبير في الشأن السياسي ليث شبر، في تغريدة له على "تويتر"، قائلاً: "يبدو أنّ الجميع نسي أو يتناسى السبب الذي من أجله أجرينا الانتخابات المبكرة، وإلا ما فائدة انتخابات مبكرة لا تنتج معادلة سياسية وحكومة مغايرة لما حدث قبلها"، مبيناً أنّ "الانتخابات المبكرة كانت قراراً لتكون وسيلة للتغيير وللقضاء على المحاصصة والتوافقية، وليس من أجل تشكيل حكومة يقودها الإطار ومن معه".

وقوبل حراك السوداني لتشكيل الحكومة بمهاجمة زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، الذي أعلن، أمس السبت، أول مواقفه السياسية المعارضة لتكليف السوداني بتشكيل حكومة عراقية جديدة، وذلك عبر مهاجمتها ووصفها بـ"التبعية" و"المليشياوية المجربة"، مؤكداً رفضه المشاركة فيها.

ويتوجب على رئيس الوزراء المكلّف أنّ يقدّم تشكيلته الوزارية خلال مدة 30 يوماً من تاريخ تكليفه، ما يعني أنّ تاريخ عقد جلسة التصويت على حكومة العراق الجديدة داخل البرلمان ومنحها الثقة سيكون في 13 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل. 

وكانت الأزمة السياسية في العراق انحرفت في الأشهر الأخيرة نحو الشارع واستعمال السلاح بين قوى "الإطار التنسيقي" والتيار الصدري، فيما يسود ترقب من ناحية ردة الفعل التي يتوقع من التيار أنّ يتخذها بعد التطورات السياسية المتسارعة.