قالت وزارة الخارجية السودانية، اليوم السبت، إن الحكومة السودانية غير معنية بنتائج اجتماع لوزراء خارجية آلية رباعية كوّنتها منظمة "إيغاد" للتوسط في الحرب الدائرة في البلاد.
وكانت الهيئة الحكومية للتنمية، المعروفة اختصاراً بـ"إيغاد" والمكونة من السودان وإثيوبيا وكينيا وأوغندا والصومال وجيبوتي وجنوب السودان وعدد آخر من دول المنطقة، قد شكلت، في قمتها الأخيرة، آلية رباعية ترأسها كينيا لبحث مقترحات بشأن الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، إلا أن السودان رفض قرار القمة برئاسة كينيا للآلية بحجة عدم حيادية الموقف الكيني، واصطفافه لصالح قوات الدعم السريع.
وكانت وزارة الخارجية الكينية قد وجهت الدعوة لوزراء خارجية الآلية الرباعية للاجتماع ظهر اليوم، لبحث الخطط المستقبلية لعمل الآلية الرباعية.
وقالت الخارجية السودانية، في بيان اليوم، إن حكومة السودان غير مرحبة ومعترضة على عقد ذلك الاجتماع وإنها غير معنية بمخرجاته "لأنه لا يزال في انتظار رد من رئاسة (إيغاد) حول اعتراض حكومة السودان على رئاسة كينيا للآلية"، مقترحة مواصلة جنوب السودان رئاستها.
وأضاف البيان، أن التسرع الذي تبديه الحكومة الكينية في معالجة هذا الملف والتصريحات التي تصدر عن مسؤوليها، والتي تشير إلى استرشادها بالمبادرات الدولية، لا تخدم مبدأ "الحلول الأفريقية للمشاكل الأفريقية".
وأكد البيان "رفض حكومة السودان القاطع لاختزال الحكومة الكينية في دعوتها لاجتماع الرباعية توصيف الصراع في السودان بأنه قتال بين جنرالين"، معتبرا أن "في ذلك تسمية مخلة للقتال بين مؤسسة القوات المسلحة الوطنية والمجموعة المتمردة عليها".
وأشار البيان إلى أن تعاطي الحكومة الكينية مع ملف الوساطة بهذه الطريقة "يتنافى مع المبادئ الأساسية لـ(إيغاد) والمتمثلة في احترام سيادة الدول.
مقتل مفوض العون الإنساني في دارفور
ميدانيا، أعلنت مفوضية العون الإنساني السودانية، اليوم الاثنين، مقتل الصادق محمد أحمد، مفوض العون الإنساني بولاية غرب دافور، مشيرة إلى أنه "اغتيل غدرا أثناء أداء واجبه الإنساني".
ودانت المفوضية، في بيان، اغتيال المفوض وعدّته "اعتداءا على العاملين في حقل العمل الإنساني وجريمة مكتملة الأركان يعاقب عليها بموجب أحكام القانون الدولي الإنساني والقانون الجنائي الوطني".
ولم يتهم البيان أية جهة بالتورط في الحادث.
في سياق آخر، لا يزال الهدوء الحذر يسيطر على جبهات القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع بعد دخول هدنة بوساطة سعودية أميركية يومها الثاني دون خروقات واضحة.
وقال شهود عيان بمدينة أم درمان، إن ألسنة الدخان تصاعدت بعدد من المناطق لكنهم لم يسمعوا دوي المدافع أو زخات الرصاص هذا الصباح.
ويسود توتر منذ الأمس بضاحية شمبات، شمالي الخرطوم، وذلك عقب مقتل شقيقين على يد قوات الدعم السريع. واتهم بيان صادر عن الأهالي أفراداً من "الدعم السريع" بمحاولة سرقة سيارات المواطنين وقتل شقيقين وإصابة آخرين عند محاولتهم التصدي للسرقة.
وقال الأهالي إنهم لن يغادروا مطلقا أراضيهم وممتلكاتهم مهما كانت النتيجة.
وفي مدينة الجنينة، مركز ولاية غرب دارفور، حيث الاشتباكات الأعنف، أفادت مصادر باستمرار موجات النزوح من المدينة التي شهدت قبل أيام مقتل واليها خميس عبد الله أبكر بعد اعتقاله ومن ثم تصفيته، وهو الحادث الذي اتهمت أكثر من جهة قوات الدعم السريع بالتورط فيه، رغم نفي الأخيرة.
وقال بيان منسوب لـ"المساليت"، كبرى قبائل المنطقة، إن الهجمات التي شنتها قوات الدعم السريع ومليشيات "الجنجويد" أدت إلى مقتل أكثر من 5 آلاف شخص وما لا يقل عن 8 آلاف جريح، وفرار مئات الآلاف من المدنيين إلى الحدود التشادية سيرا على الأقدام، وحرق وتدمير جميع مراكز إيواء النازحين البالغ عددها 86 مركزا عدا عن حرق وتدمير معسكرات النازحين، وعمليات نهب.
ولفت البيان إلى حرق نحو 25 من القرى والأحياء السكنية، وما يقارب ألف منزل في فوربرنقا، ونهب جميع مقرات المنظمات الدولية والوطنية في مدينة الجنينة.
كما أشار البيان إلى أن "الدعم السريع" وراء وفاة معظم المصابين بالأمراض المزمنة ولاسيما مرضى الفشل الكلوي؛ بسبب تدمير مركز غسيل الكلى بمستشفى الجنينة التعليمي، محذرا من نفاد المواد الغذائية.
ولفت البيان إلى تدمير البنى التحتية لمؤسسات الدولة الرسمية في الجنينة، وتدمير مستشفى الجنينة التعليمي، ومجمع السلطان الطبي، ورئاسة الجهاز القضائي، ورئاسة الشرطة، والنيابة العامة وغيرها من المؤسسات.
وطالب البيان، بالتدخل الدولي العاجل والفوري لحماية المدنيين من أعمال العنف، وإغاثة المنكوبين، وإجلاء الجرحى، وتوفير الحماية لرفع الجثث ودفنها، وتقديم قادة مليشيا الدعم السريع وقادة الاحتياطي المركزي إلى العدالة الدولية.
وفي تطور لاحق، اتهمت قوات الدعم السريع قوات الجيش بالهجوم على قواتها أثناء تحركها برفقة بعثة الصليب الأحمر الدولي، لإجلاء 35 جريحاً من الجيش متواجدين بالمستشفى العسكري.
وأوضح بيان لـ"الدعم السريع"، أن الهجوم أسفر عن إصابة أحد الضباط المشرفين على عملية الإخلاء وتعريض حياة أفراد بعثة الصليب الأحمر للخطر.
ودانت "الدعم السريع" ما وصفته بالتصرف الغادر؛ وذكرت أنها تضع المجتمع الدولي والإقليمي أمام مسؤولياته حيال "هذا الهجوم البربري".