في أول رد فعل لها على وصول قوات أميركية قتالية إلى الأنبار وتسليح المئات من أبناء العشائر لقتال تنظيم "داعش"، أصدرت مليشيات "الحشد الشعبي"، اليوم الإثنين، بياناً استبعدت فيه إمكانية أن تحقق الولايات المتحدة الأميركية نصراً على تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في الأنبار، متهمة إيّاها بتسليح ما وصفتها بالفصائل "الإرهابية" المتورطة في دماء العراقيين من أجل إعدادها مستقبلاً لإقامة "مشروع تقسيم طائفي".
وقال المتحدث باسم مليشيا عصائب أهل الحق، وهي إحدى فصائل "الحشد الشعبي"، نعيم العبودي، في بيان صحافي، إنّ "الضغط الأميركي باتجاه عدم تدخل الحشد الشعبي في الأنبار، جاء لأنّ واشنطن جازمة بأنّه سيكون هناك انتصار كبير للحشد"، مبيناً أنّ "عدد عناصر الحشد الشعبي بلغ 120 ألف عنصر، وأنّه أفشل المخطط الأميركي في محافظة صلاح الدين، وهو مخطط الفتنة وتقسيم العراق".
كما اعتبر أنّ "أميركا لن تقدم أيّ جندي في الأنبار، ولن تضحي في سبيل العراق، وهي غير قادرة على تحقيق أيّ نجاح أبداً في معارك تحرير الأنبار".
كذلك رأى العبودي أنّ "أميركا تحاور فصائل إرهابية متورطة بدماء العراقيين مثل حماس العراق وفصيل جامع وهو المختصر للجماعة الإسلامية للمقاومة العراقية، وسلّحتهم بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة"، مؤكّداً أنّ "دعم تلك الفصائل جاء من أجل أن تعدّها لقيام مشروع تقسيم طائفي".
وأكّد أنّ "المجتمع الدولي، إذا كان جادّاً بمساعدة العراق، عليه أن يسلح الجيش العراقي وأن يضغط على الدول الداعمة للإرهاب، لاسيما أنّ هناك دولاً تدعم الإرهاب وهي داخل التحالف الدولي".
في غضون ذلك، أعلن القيادي في إحدى العشائر المتصدية لتنظيم "داعش" في محافظة الأنبار عمار العيساوي، أنّ "قوة من أبناء عشائر الأنبار، أنهت تدريباتها على يد المستشارين الأميركيين في قاعدة الحبانيّة في الأنبار".
وقال العيساوي خلال حديثه لـ"العربي الجديد" إنّ "القوة تتكون من 850 مقاتلاً، وقد تلقوا تدريبات على الأسلحة الخفيفة والمتوسطة وعلى قتال الشوارع، وسيشاركون في معركة تحرير الأنبار".
كذلك أكّد "وصول قوة أميركية مدرعة إلى محافظة الأنبار، وقد تمركزت في قاعدة الحبانيّة، في ظل الاستعدادات لإطلاق عمليات تحرير الأنبار"، مبيناً أنّ "ساعة الصفر ستحدّدها القوات الأميركيّة".
وكانت مصادر عسكرية ومحلية عراقية، قد كشفت قي وقت سابق لـ"العربي الجديد"، عن حراك أميركي واسع تمهيداً لمعركة تحرير الرمادي ومنح العشائر دوراً أكبر فيها، بعد فشل القوات العراقية المشتركة، ممثّلة بالجيش ومليشيات "الحشد الشعبي"، في استعادة محافظة الأنبار من تنظيم (داعش)، على الرغم من المعارك المستمرة، منذ شهرين، والتي لم تسفر عن تحقيق أي تقدم يُذكر مقابل ما ترتّب عليها من خسائر كبيرة في صفوف الجيش والمليشيات.
اقرأ أيضاً: نواب عراقيون يطالبون بإلغاء اللقب من البطاقة الموحدة