الحرب على غزة تؤجج الخطاب اليهودي المتطرف في إسرائيل

19 ديسمبر 2023
حذّر باحثون إسرائيليون من خطر الخطاب المتطرف على دولة الاحتلال (Getty)
+ الخط -

حذّر باحثون إسرائيليون من التداعيات "الكارثية" لتعاظم حدة الخطاب اليهودي المتطرف في أوساط الإسرائيليين، في أعقاب الحرب التي يشنها جيش الاحتلال على قطاع غزة.

وقال الباحث في معهد "هارتمان"، التابع للجامعة العبرية في القدس المحتلة تومر بريسكو إن انتهاء الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة "من دون تحقيق مطالب التيار الديني اليهودي المتطرف المتمثلة في احتلال القطاع، وإعادة بناء المشروع الاستيطاني فيه، سيفضي إلى تعاظم خطة الخطاب الديني الخلاصي (الإيمان بمجيء المشيح، مخلّص اليهود من ويلاتهم) وزيادة خطورته".

وفي منشور كتبه، اليوم الاربعاء، على حسابه على منصة "إكس"، حمّل بريسكو رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو المسؤولية عن "توفير الأرضية التي سمحت بتعالي الخطاب الديني المتطرف" لأنه أضفى شرعية على الجهات التي تحتكر هذا الخطاب وتروج لـ "الفانتازيا الخلاصية".

وحسب بريسكو فإنّ سلوك نتنياهو وتبنيه بعض منطلقات الخطاب الديني الخلاصي "كرّس انطباعا لدى الجماعات اليهودية المتطرفة بأنه بإمكان إسرائيل إعادة احتلال قطاع غزة والسيطرة عليه في أعقاب الحرب الحالية، وأن لديها الإمكانات العسكرية والسياسية والاقتصادية والدعم الدولي الكفيل بتحقيق هذا الهدف".

ولفت الباحث الإسرائيلي إلى أن قوى اليمين الديني اليهودي تروّج لهذا الخطاب الذي "يجسد تطبيقه العملي بناء نظام فصل عنصري كولونيالي".

وضرب بريسكو مثالاً على مظهر من مظاهر النجاحات التي حققها الخطاب الديني الخلاصي والمتمثل في تكريس الادعاء بأن السلطة الفلسطينية "داعمة للإرهاب على الرغم من أن هذه السلطة تتصدى للإرهاب وتشتبك مع حماس، فضلاً عن الترويج لفكرة ضم الضفة الغربية لإسرائيل" بحسب قوله.

واعتبر بريسكو أن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو لعب دوراً في جعل الجماعات اليهودية الدينية التي كانت تعيش على هامش السياسة الإسرائيلي "مركّبا مهما من التيار العام في المجتمع الإسرائيلي".

من ناحيته أشار الباحث شاؤول أرئيلي إلى عدد من المظاهر التي تعكس تعاظم حدة الخطاب الديني الخلاصي في المجتمع الإسرائيلي بعد شن الحرب على غزة، لافتاً إلى ما قاله وزير المالية وزعيم حركة "الصهيونية الدينية" بتسلئيل سموتريتش الذي تحدث عن "إيجابيات" عملية "طوفان الأقصى" المتمثلة في أنها "منحت اليهود الفرصة للتعرف إلى الواقع الذي يعيشون فيه وأن يتصرفوا على أساسه".

وفي تحليل نشره موقع صحيفة هآرتس، سلط أرئيلي، وهو عقيد في الاحتياط كان قائداً لقوات الاحتلال في شمال قطاع غزة، الأضواء على ما كتبه البروفيسور يوئيل أليتسور بأنّ "طوفان الأقصى" هي "تقدير إلهي" وأنها عقاب لليهود لأنهم لم يعملوا على تحقيق رؤية "أرض إسرائيل الكاملة" التي تقوم على ضمّ جميع الأراضي العربية التي احتلت في عام 1967، فضلاً عن أنها انعكاس لاستشراء قيم العلمانية في المجتمع الإسرائيلي.

ورأى أرئيلي أن اتساع رقعة الخطاب الديني الخلاصي، وتعاظم حدته، يمكن أن يفضيا إلى "انهيار إسرائيل لأنه سيدفعها إلى تحمل دفع ثمن اجتماعي وأخلاقي لا يمكن التسليم به في القرن الحادي والعشرين".

ومن صور تطرف الخطاب الديني الخلاصي، الذي باتت تتبناه علناً قيادات إسرائيلية مهمة، ما كتبه قبل أسبوع نائب رئيس بلدية الاحتلال في القدس آرييه كينغ، على حسابه على منصة "إكس"، دعا فيه إلى "حفر قبور جماعية ودفن الفلسطينيين وهم أحياء بجرافات".

وأضاف: "هؤلاء ليسوا من بني البشر وليسوا حتى حيوانات... ويتوجب التعامل معهم على هذا الأساس".

المساهمون