استمع إلى الملخص
- شهدت المواجهات بين أنصار عمران خان والشرطة إصابة أكثر من 80 شرطياً، حيث استخدم المتظاهرون الغاز المسيل للدموع وأطلقوا النار، في محاولة للضغط على الحكومة للإفراج عن خان.
- أغلقت الحكومة الطرق المؤدية إلى العاصمة وفعّلت المادة 144 لمنع التجمعات، مؤكدة عدم السماح بالاحتجاجات، بينما يصر أنصار خان على حقهم في التظاهر السلمي.
بعد تفاقم الأوضاع، وعلى أثر اشتداد المواجهات بين أنصار عمران خان الذين يحاولون الوصول إلى قلب العاصمة، وبين الشرطة الباكستانية، أعلنت الحكومة نشر قوات الجيش في العاصمة إسلام أباد والمناطق المجاورة، من أجل التصدي لمن وصفتهم الداخلية بالقائمين بأعمال الشغب. وقالت الداخلية الباكستانية، في بيان لها صباح اليوم السبت، إن قوات الأمن تتولى مهمة إحلال الأمن في المناطق الحساسة في العاصمة إسلام أباد، وهي تعمل إلى جانب الشرطة للتصدي لكل من يعبث بأمن واستقرار البلاد، وإن الجيش يتولى مهام الأمن في العاصمة حتى الـ17 من الشهر الحالي.
وفي وقت لاحق اليوم، قال وزير الداخلية الباكستاني محسن نقوي إن أكثر من 80 من أفراد الشرطة أصيبوا في اشتباكات مع أنصار رئيس الوزراء السابق المسجون عمران خان خلال مسيرة بالقرب من إسلام أباد. وتسعى المسيرة إلى التجمع في العاصمة في تحد لحظر التجمعات والضغط من أجل إطلاق سراح خان والاحتجاج على الائتلاف الحاكم، وقادها رئيس وزراء إقليم خيبر بختون خوا في شمال غرب البلاد، حيث لا يزال الحزب الذي ينتمي إليه خان في السلطة.
وقال نقوي للصحافيين، وفق ما أوردته وكالة "رويترز": "المسيرة التي قادها رئيس الوزراء أطلقت النار على الشرطة واستخدمت الغاز المسيل للدموع بشكل مستمر ضد رجال إنفاذ القانون". وأضاف أن أكثر من 80 شرطياً تلقوا العلاج من إصابات منذ أمس الجمعة عندما اندلعت اشتباكات على مشارف المدينة خلال تجمع مناهض للحكومة.
ومنذ صباح اليوم، تقوم قوات الجيش الباكستاني بالتجول في مختلف مناطق العاصمة، تحديداً في المناطق التي تمكّن أنصار خان من الدخول إليها بالقرب من المناطق الحساسة، ولكن من دون التعرض حتى الآن للمتظاهرين، بينما تقوم الشرطة الباكستانية والقوات شبه العسكرية باستخدام الغاز المسيل للدموع. ولا تزال المواجهات العنيفة مستمرة بين أنصار عمران خان وقوات الشرطة والقوات شبه العسكرية في مختلف مناطق العاصمة والمدن الأخرى، حيث يحاول أنصار خان الوصول إلى قلب العاصمة وإلى أمام البرلمان، ولكن قوات الشرطة تتصدى لهم.
وينفي حزب حركة الإنصاف الذي يتزعمه عمران خان استخدام العنف ويقول إنه يريد عقد تجمع سلمي. وقال نقوي اليوم إن لدى السلطات معلومات مخابراتية بأن المحتجين يخططون لتعطيل مؤتمر منظمة شنغهاي للتعاون، الذي تستضيفه البلاد هذا الشهر، في محاولة لجذب الانتباه. وحذر المحتجين قائلاً "لا يمكننا السماح بذلك. وسأقول لهم مرة أخرى، لا تتجاوزوا المزيد من الخطوط الحمراء، لا تجعلونا نتخذ إجراءات أشد صرامة".
وأصيب العشرات من أنصار عمران خان خلال المواجهات الدائرة بين الطرفين منذ أمس، كما اعتقلت الشرطة العشرات من قيادات الحزب والمئات من أنصاره. في غضون ذلك، قامت الحكومة الباكستانية بإغلاق كلّ الطرق التي تربط العاصمة إسلام أباد بالمدن الأخرى، من دون السماح للسيارات بالدخول إلى العاصمة، كما نفذت الداخلية الباكستانية في العاصمة المادة الدستورية رقم 144 التي لا تسمح بعقد أي اجتماع.
وكان وزير الداخلية الباكستاني قد زار صباح اليوم مراكز الشرطة ومراكز المراقبة، وقال للصحافيين إن الحكومة الباكستانية لا ولن تسمح لأنصار عمران خان بالقيام بأي نوع من الاحتجاج في العاصمة، مهما يكون ثمن. كما أكد الوزير أن الوضع حساس وصعب، والمواطن يدفع الثمن، ولكن ليعلم الشعب أن كل ذلك بسبب عمران خان، وأن قوات الجيش والشرطة وكل أجهزة أمن الدولة ستتعامل بكل شدة وحزم مع كل من يعبث بأمن البلاد ويقوم بأعمال الشغب.
إلى ذلك، قال زعيم المجلس المتحد علامة ناصر عباس الموالي لحزب عمران خان، في حديث له مع الصحافيين وهو يقود تظاهرة في العاصمة، إن "قوات الأمن سترغم المتظاهرين السلميين على استخدام القوة، نحن رأينا أن قوات الأمن تتعامل بشكل سيئ مع النساء من أنصار خان، هل نحن في غزة؟ وهل أجهزة الأمن هي أجهزة أمن إسرائيلية؟ أقول لهم لا تجبرونا على مواجهة الأمن بكل قوة، الاحتجاج السلمي حقنا، وكل من يقف في وجهنا سوف نقوم بتبني كافة الخيارات لمواجهته، نحن نخوض صراع الحرية من أجل مستقبل هذه البلاد".
يشار إلى أن حزب عمران خان أعلن القيام بتظاهرة شعبية في إسلام أباد اليوم وأمام مبنى البرلمان، من أجل ممارسة الضغط على الحكومة كي تفرج عنه، ولكن الحكومة أكدت منذ البداية أنها لا تسمح لهم بالتظاهر في العاصمة. وتعطلت شبكات الهواتف في العاصمة ومدينة راولبندي العسكرية المجاورة لها، كما توقفت بشكل كامل حركة المواصلات في العاصمة، وبينها وبين كل المدن الباكستانية، إضافة إلى تعطل المدارس والجامعات في العاصمة ومدينة راولبندي.