أعلنت السلطات الأمنية العراقية، اليوم السبت، انطلاق عملية عسكرية واسعة لملاحقة بقايا تنظيم "داعش" الإرهابي، غربيّ العراق، بالتوازي مع عمليات أخرى تُنفَّذ في محافظات عدة، ضمن جهود التضييق على تحركات التنظيم.
ووفقاً لبيان لخلية الإعلام الأمني الحكومية، فإنه "بإشراف قيادة العمليات المشتركة، بدأت صباح اليوم، القوات الأمنية بالمرحلة الثانية من عملية (الإرادة الصلبة) غربيّ البلاد"، مبينة أن "قوات قيادات عمليات الأنبار والجزيرة وكربلاء، وقوات من قيادة حرس الحدود، والحشد الشعبي في غرب الأنبار والفرات الأوسط، تشترك في هذه العملية، في وقت تخوض فيه قوة من القوات الخاصة وجهاز مكافحة الإرهاب وفرقة الرد السريع (تابعة لوزارة الداخلية) عمليات نوعية نحو أهداف محددة في مناطق مختلفة من خلال قوات محمولة جواً بالطائرات المروحية وتتضمن كمائن في عمق الصحراء".
وأضافت أن "العملية تأتي بإسناد جوي من طيران الجيش والقوة الجوية، وفقاً لمعلومات دقيقة من قبل الوكالات الاستخبارية، وتزامنت مع عمليات تعرضية تنفذها القوات في قواطع أخرى، حيث باشر اللواء الأول في فرقة الرد السريع، بالاشتراك مع وحدات قيادة عمليات ديالى، بحملة تفتيش ضمن قاطع القيادة، فيما ينفذ لواء المهمات الخاصة بالشرطة الاتحادية واجبات نوعية مشتركة ضمن قاطع عمليات سامراء (بمحافظة صلاح الدين)".
وأكدت أن "الفرقة المدرعة التاسعة من الجيش تقوم بعمليات بحث وتفتيش في منطقة العيث شرقي محافظة صلاح الدين، وتباشر القوات الخاصة العراقية بعمليات أخرى واسعة جنوبيّ محافظة كركوك".
وكانت القوات العراقية قد أطلقت، مطلع الشهر الجاري، عملية عسكرية واسعة تحت اسم "الإرادة الصلبة" في ثلاث محافظات شماليّ وغربيّ البلاد، هي الأنبار وصلاح الدين ونينوى، تستهدف خلايا تنظيم "داعش" وبقاياه، ضمن استراتيجية تكثيف الهجمات لتضييق الخناق على تحركات التنظيم.
من جهته، أكد ضابط في قيادة الجيش، أن العملية تهدف إلى إرباك التنظيم، وإحباط خططه بتنفيذ الهجمات، وقال، لـ"العربي الجديد"، إن "التوجيهات العليا أكدت توسيع العمليات بمحاور متعددة، ولا سيما مع مساعي التنظيم لتنفيذ أعمال عنف في شهر رمضان المبارك"، مبيناً أن "القوات تخوض حالياً عمليات بأغلب المحاور في المحافظات المحررة، وأنها أفقدت التنظيم القدرة على المناورة وتنفيذ الهجمات".
وأشار إلى أن "العمليات المكثفة ستستمر إلى ما بعد العيد".
إلى ذلك، أكد المتحدث باسم العمليات المشتركة، اللواء تحسين الخفاجي، وضع خطة لتطوير السلاح الجوي العراقي، لما له من دور في ضبط الأمن في البلاد.
وقال الخفاجي، في تصريح لوكالة الأنباء العراقية الرسمية (واع)، إن "القوة الجوية تمتلك طائرات متطورة موجودة في أغلب الدول المتطورة، فضلاً عن وجود طائرات نقل وتدريب متطورة أيضاً، وامتلاك أسطول الطيران يتوقف على عامل تخصيص الأموال، باعتبار أن سلاح الجو واحد من أغلى الأسلحة في جميع جيوش العالم".
وشدد على أن "القوة الجوية لديها خطط لشراء طائرات متطورة أكثر، تضاهي الطائرات الموجودة في المنطقة".
يجري ذلك في وقت ما زالت فيه بقايا تنظيم "داعش" الإرهابي تشكل تهديداً أمنياً في العراق، ولا سيما في المحافظات المحررة، ديالى وكركوك والأنبار وصلاح الدين ونينوى، إذ تنفذ هجمات متفرقة توقع أحياناً قتلى وجرحى من القوات الأمنية والمدنيين، فيما تنفذ القوات الأمنية خططاً متتابعة، تسعى من خلالها لتحجيم تحركات التنظيم وإحباط هجماته.