الجيش الأميركي يُسقط المنطاد الصيني قبالة سواحل كارولينا.. وبايدن يهنئ

04 فبراير 2023
إسقاط المنطاد جاء بعد 4 أيام من تحليقه في الأجواء الأميركية (براين برانتش/أسوشييتد برس)
+ الخط -

أسقط الجيش الأميركي المنطاد الصيني، الذي وصفه البنتاغون بـ"التجسسي"، قبالة سواحل ساوث كارولينا على المحيط الأطلسي، إلى الجنوب الشرقي من الأراضي الأميركية، وذلك بعد أربعة أيام من تحليقة على امتداد الولايات الشمالية.

وقال الرئيس الأميركي، جو بايدن، فور الإعلان عن العملية، إنه طلب من وزارة الدفاع (البتناغون)، يوم الأربعاء، إسقاط منطاد التجسس الصيني في أقرب وقت ممكن، وأشاد بمن فعلوا ذلك اليوم.

وأضاف بايدن للصحافيين بعد نزوله من طائرة الرئاسة في طريقه إلى كامب ديفيد "لقد نجحنا في التخلص منه، وأريد أن أثني على طيارينا الذين فعلوا ذلك"، وفق ما نقلت وكالة أسوشييتد برس.

ونقلت "أسوشييتد برس" أنّ عملية جمع حطام المنطاد، الذي يقارب حجمه حجم 3 حافلات، جارية في هذه الأثناء.

ونقلت عن مسؤولين أميركيين، أنّ المنطاد أسقطته طائرة مقاتلة تابعة لسلاح الجو.

وسبق ذلك إغلاق المجال الجوي على امتداد سواحل ساوث كارولينا وجارتها نورث كارولينا، بالإضافة إلى إغلاق حركة الطيران التجاري في 3 مطارات بالولايتين.

وقال وزير الدفاع لويد أوستن، في بيان، إنّ بايدن وافق على إسقاط المنطاد يوم الأربعاء، مؤكداً على ضرورة إنجاز هذه المهمة دون تعريض حياة الأميركيين للخطر. 

ووصف أوستن العملية بأنها "رد على انتهاك غير مقبول للسيادة"، متهماً الصين بأنها استخدمت المنطاد "في محاولة لمراقبة مواقع استراتيجية في الولايات المتحدة".

وأضاف وزير الدفاع "بعد تحليل دقيق، قرّر القادة العسكريون الأميركيون أنّ إسقاط المنطاد أثناء وجوده فوق الأرض يشكّل خطراً لا داعي له على الناس... نظراً لحجم المنطاد وارتفاعه وحمولته المخصصة للاستطلاع".

وأكد أنّ ذلك هو سبب انتظار الجيش ليتمكن من إسقاطه "بأمان فوق مياهنا الإقليمية، بينما يراقب عن كثب مساره وأنشطته في جمع المعلومات".

في الأثناء، نقلت "رويترز" عن مسؤول عسكري أميركي قوله إنّ "مقاتلة من نوع (إف 22) أسقطت بصاروخ من طراز (AIM-9X) منطاد التجسس الصيني من دون إلحاق أي ضرر بمدنيين".

وأضاف المسؤول ذاته أنّ القوات المسلحة الأميركية اتخذت احتياطات لتقليل مخاطر التجسس، لأنّ المنطاد توغل في مواقع حساسة.

وقال مسؤول دفاعي أميركي كبير للصحافيين "عملية الانتشال جارية، لم يتحدد بعد الوقت الذي ستستغرقه"، مضيفاً أنّ الحطام موجود في مياه ضحلة نسبيا، وأنه لا يتوقع ألا تستغرق عملية الانتشال أسابيع أو شهوراً، وإنها ستكون أسرع نسبياً، وفق ما نقلت وكالة رويترز.

وقال مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية إنّ المنطاد لم يكن مرتبطاً بالأرصاد الجوية، بل أرادت الصين استخدامه للتجسس على مواقع عسكرية حساسة.

وأضاف المسؤول، وفق الوكالة ذاتها، أنّ المنطاد الصيني واحد من أسطول من مناطيد المراقبة التي استخدمتها الصين للتجسس في سماء خمس قارات، مشيراً إلى أنه أسقط بصاروخ واحد فقط. 

من جهته، قال زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ، تشاك شومر، عبر "تويتر"، السبت "أحيي قيادة الرئيس بايدن لإسقاطه المنطاد الصيني فوق المياه حفاظاً على سلامة جميع الأميركيين". وأضاف "الآن يمكننا جمع المعدات وتحليل التكنولوجيا المستخدمة" من الصين.

وكانت "أسوشييتد برس" قد نقلت عن مصادر، في وقت سابق، أن إدارة الرئيس جو بايدن تدرس إسقاط المنطاد فوق سواحل الأطلسي، شرقي البلاد، بعدما امتنعت عن إسقاطه في وقت سابق فوق اليابسة خشية وقوع خسائر بشرية ومادية من جراء الحطام.

وقال الرئيس الأميركي، في وقت سابق اليوم، إنّ إدارته "ستتكفّل بأمر" المنطاد، من دون أن يسرد مزيداً من التفاصيل.

رصد الأميركيون، الخميس، المنطاد فوق مونتانا (شمال غرب) حيث توجد قواعد عسكرية حسّاسة ومستودعات صواريخ نووية تحت الأرض، قبل أن يتحرك تدريجياً باتجاه شرق البلاد، وفق ما أوردته "فرانس برس".

وقد حذّر شريف في مقاطعة يورك بولاية كارولاينا الجنوبية السكان المحليين من محاولة إسقاط المنطاد.

وجاء في تغريدة على حساب الشريف كيفين تولسون على "تويتر": "نعم، هناك تقارير تفيد بأن المنطاد الصيني يحلق فوق منطقتنا في الوقت الحالي".

وأضاف "إنه يحلق على ارتفاع 60 ألف قدم. لا تحاولوا إسقاطه، لن تصل طلقات بندقيتكم إليه. تحلوا بالمسؤولية. ما ينطلق إلى الأعلى سيعود إلى الأرض، بما في ذلك الرصاص".

وأوردت تقارير أن المنطاد حلّق على ارتفاع أعلى بكثير من المستويات التي تستخدمها الطائرات التجارية، إلاّ أن بعض الطيارين قالوا عبر وسائل التواصل الاجتماعي إنه قريب من الطائرات المدنية بشكل غير مريح.

وعبّرت الصين عن أسفها لأن "المنطاد" المستخدم للأرصاد الجوية المدنية والأغراض العلمية الأخرى ضل طريقه ودخل إلى المجال الجوي للولايات المتحدة. وقالت وزارة الخارجية الصينية، السبت، بحسب "رويترز"، إنّ تحليق "المنطاد" فوق الولايات المتحدة كان بسبب قوة قاهرة، واتهمت الساسة ووسائل الإعلام الأميركية باستغلال الحادث لتشويه سمعة الصين.

وقالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أمس الجمعة إن منطاداً صينياً آخر رُصد فوق أميركا اللاتينية، دون أن تحدد مكانه بالضبط.

وتسببت الحادثة، التي لا تعدّ الأولى من نوعها خلال السنوات الأخيرة، في تعليق الولايات المتحدة رحلة وزير خارجيتها، أنتوني بلينكن، إلى الصين هذا الأسبوع؛ وهي الزيارة التي كانت لتصبح الأولى من نوعها منذ خمس سنوات في حال تمّت.

المساهمون