الجزائر وموريتانيا تخططان لتسيير دوريات عسكرية مشتركة لتأمين الحدود

16 أكتوبر 2024
قائد أركان الجيوش الموريتانية يستقبل قائد الجيش الجزائري بنواكشوط، 16 أكتوبر 2024 (فيسبوك)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تعاون عسكري جزائري-موريتاني: تخطط الجزائر وموريتانيا لتسيير دوريات مشتركة على الحدود لتعزيز الأمن ومراقبة التجارة، مع إنشاء إطار دائم للتشاور وتبادل المعلومات بين الجيشين.

- التحديات الأمنية في الساحل: يواجه البلدان تهديدات أمنية تتطلب تعاونًا وثيقًا، حيث يسعى الجانبان لتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة من خلال لجنة الأركان العملياتية المشتركة.

- مشاريع استراتيجية مشتركة: تشمل الجهود المشتركة تأمين الطريق البري تندوف-الزويرات ومنطقة التبادل التجاري الحر، بالإضافة إلى دعم أنشطة شركة سوناطراك الجزائرية في موريتانيا.

كُشف النقاب عن نقاشات بين القيادات العسكرية للجيشين الجزائري والموريتاني، بشأن التخطيط لتسيير دوريات عسكرية مشتركة على الحدود، بهدف تأمين المناطق الحدودية، ومسالك التجارة النشطة بين الجزائر وموريتانيا.

وقال قائد الأركان العامة للجيوش الموريتانية الفريق المختار بله شعبان، اليوم الأربعاء، خلال لقائه قائد أركان الجيش الجزائري الفريق أول السعيد شنقريحة الذي يقوم بزيارة رسمية إلى موريتانيا، إنه يجري "التخطيط لتسيير دوريات مشتركة على طول الحدود بين الجزائر وموريتانيا، وخلق إطار دائم للتشاور وتبادل المعلومات والخبرات بين الطرفين، من خلال اجتماعات دورية مخصصة للحوار العسكري الموريتاني الجزائري، وعبر سلسلة الزيارات واللقاءات الدورية بين قادة القطاعات والمناطق العسكرية".

وأكد الجنرال شعبان أن "التحديات الجيوسياسية التي تواجهها منطقتنا، تحتم علينا اليوم كشركاء، مزيداً من التعاضد والتكاتف لحماية بلدينا وشعبينا، من التداعيات الخطيرة للتهديدات الأمنية، النمطية واللانمطية التي تشهدها منطقة الساحل"، مشيداً بـ"مستوى التعاون الميداني القائم بين الجيشين الجزائري والموريتاني بشأن تعزيز التعاون والتنسيق الأمني في مجال مراقبة وضبط الحدود، والقضاء على التحديات الأمنية المشتركة، المرتبطة بمختلف أنواع التهديدات العابرة للحدود".

من جهته، اعتبر قائد الجيش الجزائري الفريق شنقريحة أن زيارته إلى نواكشوط "تأتي في سياق جيوسياسي إقليمي ودولي خاص ترتب عنه بروز تحديات أمنية جديدة، تتطلب منا العمل سوياً بروح التعاون والتنسيق الدائمين لمواجهتها بالفعالية اللازمة"، مشيداً بالتعاون العسكري القائم بين الجزائر وموريتانيا، سواء بشكل ثنائي، أو "في إطار لجنة الأركان العملياتية المشتركة التي تعد منصة استراتيجية لتنسيق الجهود العسكرية والاستخبارية، وآلية فعالة يتجسد فيها التزامنا بتعزيز الأمن والاستقرار في منطقة الساحل".

وتؤكد بعض التقديرات أن الجانب الجزائري يسعى بالتعاون مع الجانب الموريتاني، إلى وضع تصور يضمن تعزيز مقومات الأمن على الحدود وتأمين مسالك التجارة بين البلدين، خاصة مع قرب إطلاق الطريق البري تندوف الزويرات الجزائري الموريتاني، على مسافة 700 كيلومتر، وتأمين منطقة التبادل التجاري الحر التي افتتح إنجازها الرئيسان الجزائري عبد المجيد تبون والموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني في فبراير/ شباط الماضي، إضافة إلى تأمين أنشطة شركة سوناطراك الجزائرية للتنقيب عن النفط والغاز في موريتانيا، وفقاً لاتفاقات وقعت في يونيو/ حزيران الماضي.

وجرى خلال لقاء الوفد العسكري الجزائري بقيادة الجيش الموريتاني، استعراض الوضعية الأمنية الراهنة التي تعيشها منطقة الساحل، وبحث مختلف التحديات الأمنية التي تعرفها المنطقة، ومجالات التعاون العسكري الموريتاني الجزائري. كما جرى تقييم حالة هذا التعاون العسكري الثنائي بمختلف أشكاله وسبل تطويره أكثر إلى ما يتوافق والعلاقات المتينة بين البلدين.

ومنذ عام 2021، بدأت الجزائر وموريتانيا خطة تعاون في المجال العسكري والتنسيق الأمني، وتبادل المعلومات وتنسيق الأعمال على جانبي الحدود المشتركة بين البلدين. ويجري التعاون العسكري بين البلدين أيضاً في إطار إقليمي، من خلال لجنة الأركان العملياتية المشتركة التي تضم كذلك النيجر ومالي، وأُنشئت عام 2005، ومقرها مدينة تمنراست أقصى جنوبي الجزائر.

وفي وقت سابق، عرضت الجزائر توريد آليات ومعدات ومنتجات عسكرية وذخيرة وغيرها تصنع في الجزائر لصالح الجيش الموريتاني، إضافة إلى تكوين عدد مهم من الكوادر العسكرية الموريتانية في المدارس والأكاديميات العسكرية المتعددة الأسلحة في الجزائر.

 

المساهمون