استمع إلى الملخص
- جولة وزير الخارجية الجزائري في أفريقيا: أحمد عطاف يقوم بجولة لتعزيز التعاون في الدفاع والأمن والاقتصاد، وزار أوغندا وبوروندي لدعم أهدافها المشتركة، استعداداً لقمة الاتحاد الأفريقي.
- استراتيجية الجزائر لتعزيز العلاقات الأفريقية: الجزائر تسعى لتعزيز علاقاتها مع دول العمق الأفريقي، مركزة على البعد الاقتصادي، من خلال زيارات مكثفة لدول مثل موريتانيا وأوغندا وموزمبيق.
عرضت الجزائر تقديم دعم وتعاون وثيق مع بوركينا فاسو، في مجال "مكافحة الإرهاب والجماعات المتشددة" التي تنشط في منطقة الساحل، وتهدد أمن البلدين، فيما بدأ وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف جولة أفريقية يزور خلالها عدداً من الدول الأفريقية، استعداداً لقمة الاتحاد الأفريقي المقررة في فبراير/ شباط المقبل. وقالت مساعدة وزير الخارجية المكلفة بالشؤون الأفريقية، سلمى بختة منصوري، مساء أمس الخميس، خلال استقبالها من رئيس السلطة الانتقالية المؤقتة في بوركينا فاسو، إبراهيم تراوري، إن "الجزائر مستعدة لدعم جهود بوركينا فاسو في إطار مكافحة الإرهاب، والحفاظ على الاستقرار الوطني والإقليمي"، مضيفة: "ندرك الوضع العام، ليس فقط في بوركينا فاسو، وإنما أيضاً في منطقة الساحل، والتعاون بين الجزائر وبوركينا فاسو يبلي بلاء حسناً". وأكدت أن "البلدين يجب أن يعملا على تعزيز هذا التعاون بشكل أكبر، باعتبارهما دولتين شقيقتين تتقاسمان تاريخاً مشتركاً ومستقبلاً مشتركاً، بما فيها في مجالات تنمية القطاعات الاجتماعية والاقتصادية والقضايا الإنسانية".
وتواجه بوركينا فاسو هجمات لتنظيمات مسلحة كتنظيم القاعدة وتنظيم أنصار الدين وتنظيم داعش، وهي تنظيمات لها امتدادات حتى مناطق شمالي مالي والنيجر، القريبة من الحدود الجزائرية، وهو ما يجعل الهاجس الأمني للجزائر مشتركاً مع الدول الثلاث، مالي والنيجر وبوركينا فاسو، خاصة أن الجزائر تعرضت قبل فترة لهجمات انطلاقاً من دول الساحل، حيث كان وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف قد حذر من "كثافة وجود المجموعات الإرهابية في دول الساحل وتضخم أعدادها"، وقال: "لم نعد نتحدث عن جماعات إرهابية، ولكننا أصبحنا نتكلم عن جيوش إرهابية".
في سياق آخر، بدأ عطاف جولة أفريقية إلى عدد من الدول، يُعتقد أن تكون ذات صلة بالتحضير لقمة الاتحاد الأفريقي المقررة في فبراير/ شباط المقبل، والتي ستشهد انتخاب مفوضية جديدة للاتحاد الأفريقي، حيث تسعى الجزائر للحصول على موقع متقدم في المفوضية. وفي هذا السياق، حلّ عطاف، اليوم الجمعة، بالعاصمة الأوغندية كمبالا، حيث التقى وزير الخارجية الأوغندي حاجي أبو بكر جيجي أودونغو، وأجرى مناقشات معه حول "تعزيز التعاون بين الجزائر وأوغندا في مجال الدفاع والأمن، إضافة إلى مجالات الاقتصاد والطاقة والتجارة البينية والتعليم العالي، وكذا حول التحضير لعقد الدورة الثانية للجنة الحكومية".
وقبل أوغندا، كان عطاف قد زار بوروندي والتقى، أمس الخميس، الرئيس البوروندي إيفاريست نداييشيمي، وقال عطاف في تصريح صحافي إن الجزائر "مستعدة لدعم وإسناد بوروندي"، مضيفاً: "سنكون حاضرين إلى جانب أشقائنا في بوروندي لبلوغ هذه الأهداف المشتركة لبلدين ناشئين وبلدين متطورين. الهدف بالنسبة للجزائر مثلما هو بالنسبة لبوروندي يتمثل في تطوير العلاقات الثنائية وإيجاد أفضل السبل لخدمة القارة الأفريقية في ظل الظرف الدولي المضطرب الذي تمر به بلداننا ونظام العلاقات الدولية حالياً"، مشيراً إلى أن الجزائر تسعى لتعزيز التعاون مع بوروندي، خاصة في مجالي التجارة والاستثمار.
ويبرز في الفترة الأخيرة اندفاع لافت للجزائر وإيلاء اهتمام خاص لإعادة تركيز علاقاتها مع دول العمق الأفريقي، إضافة إلى بروز تركيز خاص على تفعيل هذه العلاقات الجديدة وإعطائها بعداً مشبعاً بالعامل الاقتصادي، أساساً يمكن أن يعزز حضور الجزائر في القارة، حيث نشطت زيارات المسؤولين الجزائريين باتجاه الدول الأفريقية، كان آخرها زيارة الرئيس عبد المجيد تبون إلى موريتانيا، وهي الأولى لرئيس جزائري منذ 37 عاماً، وإعادة بعث علاقاتها مع عدد من الدول الأفريقية التي كانت غائبة عن الأجندة الجزائرية، كأوغندا وموزمبيق والسنغال وأوغندا وبوروندي ورواندا، وهو ما انتقده بصراحة الوزير عطاف خلال شهر مارس/ آذار الماضي.