أعلنت وزارة الخارجية الجزائرية، اليوم الثلاثاء، أنها تتابع بقلق بالغ التطورات الأخيرة في جمهورية مالي، مؤكدة رفضها القاطع لأي عمل من شأنه تكريس تغيير الحكومة بالقوة، معلنة استمرار دعمها للرئيس والحكومة الانتقالية، وطالبت كل الأطراف المالية بالعودة إلى المسار السياسي الذي ترعاه الجزائر منذ مايو/ أيار 2015.
واقتاد جنود ماليون، أمس الاثنين، كلاً من الرئيس الانتقالي في مالي باه نداو، ورئيس الوزراء مختار وان، إلى معسكر كاتي، قرب العاصمة باماكو، احتجاجاً على تعديل حكومي أجرته السلطات الانتقالية.
وقال مسؤول عسكري كبير "الرئيس ورئيس الوزراء هنا في كاتي لقضايا تَعنيهما"، كما أكد مسؤول في الحكومة، لم يشأ كشف هويته، لوكالة "فرانس برس"، اقتياد المسؤولين إلى كاتي.
وكان الرئيس المنتخب إبراهيم بوبكر كيتا، الذي أطاحه العسكريون في أغسطس/ آب الفائت، قد اقتيد إلى هذا المعسكر.
وجددت وزارة الخارجية دعم الجزائر للسلطات الانتقالية في مالي، بقيادة نداو، داعية "جميع الأطراف المالية إلى إبداء حس المسؤولية وتفضيل الحوار من أجل الحفاظ على التقدم السلمي للمرحلة الانتقالية والحفاظ على السلام والاستقرار في البلاد".
وتزامن اقتياد الرئيس المالي الانتقالي ورئيس الوزراء إلى معسكر كاتي بعد ساعات فقط من انعقاد الاجتماع الوزاري لمجلس السلم والأمن الأفريقي، برئاسة وزير الخارجية الجزائري صبري بوقادوم.
ودعا بوقادوم، أمس الاثنين، كل الأطراف المالية والشركاء الإقليميين إلى "التعجيل في تنفيذ اتفاق السلم والمصالحة في مالي، المنبثق عن مسار الجزائر، والذي سيتم الاحتفاء هذا الشهر بذكراه السادسة".
وأضاف أن "عملية السلم والمصالحة التي ندعمها معا في مالي هي عملية قام بها الماليون لصالح الماليين. بينما نطمح جميعا إلى تحقيق نتائج ملموسة وإيجابية في أسرع وقت ممكن. علينا أن نضع في اعتبارنا أن هذه العملية في جوهرها طويلة ومعقدة وصعبة وتتطلب الصبر والمثابرة".
وكانت الحكومة المالية والحركات المسلحة التي تمثل الأزواد الطوارق، سكان شمال مالي، قد وقعت في مايو/ أيار 2015 في الجزائر على اتفاق للمصالحة، يقضي بإعادة سيطرة الحكومة المالية على مناطق التوتر في الشمال، والإدماج التدريجي لعناصر هذه الحركات ضمن الجيش المالي، ومكافحة الارهاب، ووضع برامج تنمية موجهة لهذه المناطق، وضمان تمثيلها في مؤسسات الدولة المالية.
وكان نداو قد زار الجزائر في الثاني من مارس/ آذار الماضي. وتولي الجزائر لمالي أهمية خاصة في إطار استراتيجيتها الإقليمية، خاصة في ما يتعلق بدعم الاستقرار الأمني والسياسي في هذا البلد، بحكم مجاورته للجزائر.