اتفق ممثلون عن الجالية العربية في بريطانيا على تحديد خطوات عملية من أجل الضغط على الحكومة البريطانية برئاسة ريشي سوناك، ودفعها نحو تغيير موقفها حيال الحرب على غزة.
جاء ذلك خلال اجتماع تشاوري عقده ممثلو الجالية، الثلاثاء، بدعوة من "منتدى التفكير العربي" ومنصة "عرب لندن".
وبعث المجتمعون رسالة إلى سوناك تُطالب بوقف إطلاق النار فوراً في غزة، وبأن يُعبر موقف الحكومة عن التوجه الحقيقي للشارع الذي انعكس في مسيرات شارك فيها مئات الآلاف من البريطانيين.
وجاء في الرسالة: "نكتبُ إليكم للتعبير عن قلقنا العميق بشأن السياسة الخارجية للمملكة المتحدة، وعلى وجه التحديد معالجة الخسارة المأساوية في أرواح المدنيين في غزة. إن عمليات القتل العشوائي واسعة النطاق والموثقة على نطاق واسع للمدنيين في الصراع الحالي هي مسألة مثيرة للقلق البالغ. وقد تم تسجيله على نطاق واسع، دون ترك مجال للجهل أو الإنكار، وإن دعم الحكومة الكامل الواضح للأعمال التي قد ترقى إلى مستوى جرائم الحرب أمر مقلق للغاية".
ونددت الرسالة، بسكوت بريطانيا عن سياسة التهجير القسري التي ترتكبها إسرائيل، وذكرت سوناك ببنود معاهدة جنيف.
وقرّر المجتمعون مخاطبة أعضاء البرلمان البريطاني من أجل حثهم على التحرك، وتبنوا عدداً من التوصيات من بينها، "التصويت العقابي" في الانتخابات المقبلة ضد النواب الذين أيدوا العدوان الاسرائيلي على غزة.
من جهته، قال رئيس منتدى التفكير العربي، محمد أمين، إن هدف الاجتماع هو تبادل الأفكار والمقترحات لإيجاد أفضل الوسائل لحثّ الحكومة البريطانية ومراكز صنع القرار في البلاد على التحرك لوقف إطلاق النار في غزة، مشيراً إلى أهمية التواصل مع النواب البريطانيين في هذا الصدد.
بدوره، قال رئيس جمعية المحامين العرب في بريطانيا المستشار القانوني صباح المختار، إنّ الوضع الراهن يلزمنا إلى التحرك ضمن مجموعة، داعياً إلى المشاركة في التظاهرات على أوسع نطاق وإلى التبرع قدر المستطاع إلى الجمعيات والمؤسسات المؤهلة للقيام بذلك. وتطرّق إلى تهديدات وزيرة الداخلية سويلا برافرمان، مشيراً إلى أنّ "لا سلطة لها على الشرطة أو علينا".
من جانبه، قال المستشار القانوني علي القدومي، "إننا كمواطنين عرب مقيمين في بريطانيا منذ سنوات لنا كافة حقوق المواطنة والتعبير عن رأينا ودعم القضايا التي تهمنا، فنحن نساهم في هذه البلاد اجتماعياً واقتصادياً".
وتبادل المجتمعون أفكار وسبل التأثير والضغط على الحكومة البريطانية والأحزاب السياسية لتبديل موقفها الرافض لوقف إطلاق النار، كما ناقشوا الوسائل والأدوات الممكنة من أجل تقديم الدعم المادي والسياسي للفلسطينيين في مواجهة العدوان الاسرائيلي.
وأعلن المجتمعون عن تنظيم "مؤتمر الجالية العربية الأول" في بريطانيا خلال الأسابيع المقبلة، والذي سيكون أول اجتماع من نوعه لتوحيد جهود الجالية العربية بشأن القضايا المتفق عليها مثل القضية الفلسطينية، إضافة إلى البحث في العديد من الملفات التي تتعلق بالعرب البريطانيين.
وبدأ التحضير لمؤتمر الجالية العربية في مايو/أيار الماضي بدعوة من "منتدى التفكير العربي" ومنصة "عرب لندن"، وهو التجمع الأول من نوعه للجالية العربية في بريطانيا.