استمع إلى الملخص
- يتوقع الخبير كارل روف انهيار حكومة نتنياهو في 2025 بسبب ضغوط ترامب، مثل وقف إطلاق النار في غزة، مما قد يؤدي إلى استقالة وزراء اليمين المتطرف.
- تتقاطع التوقعات حول احتمال بدء عملية تطبيع سعودي إسرائيلي برعاية ترامب، رغم تعقيدات الأوضاع في الشرق الأوسط وغياب الوضوح حول التطورات السورية.
مثل كل سنة في هذا الوقت بين وداع عام واستقبال آخر، تنشط تقليدياً التكهنات الأميركية بشأن ما قد يحمله 2025 محلياً وخارجياً. ويأخذ الشرق الأوسط كالعادة نصيبه من هذه التوقعات التي كان من المتوقع أن تكون إيجابية في ضوء التغييرات الصاروخية التي شهدتها الأوضاع والمعادلات في المنطقة خلال الأشهر الأخيرة، والتي رأت فيها الإدارة الأميركية الجديدة "فُرصاً مواتية" لترتيبات إقليمية جديدة، ولا سيما مع التغيير السوري المفاجئ، إلا أن توقعات المراقبين لم تعكس مثل هذا التفاؤل، بل انطوت على خليط من التحفظ والحذر مما قد يحمله المستقبل القريب من مفارقات ومفاجآت برغم الترحيب الأميركي عموماً بالمستجدات الإقليمية الأخيرة.
وتبدو التوقعات وكأن هناك حالة من الانتظار ريثما تنجلي الأمور في أكثر من ساحة إقليمية غارقة بالجدل "وحتى بالصراعات الداخلية"، بعد التحولات الأخيرة وما طرحته من خيارات وتوجهات تراوح بين المطلوب والممكن والاضطراري. ويشمل ذلك إسرائيل التي يتوقع الخبير والسياسي الجمهوري المخضرم كارل روف أن تشهد 2025 "انهيار حكومة التحالف التي يرأسها نتنياهو" خلال السنة الجديدة، ويبدو من نبرته شبه الجازمة، وهو العارف بخبايا الأمور، إذ يتباهى بأن 70 بالمائة من توقعاته لعام 2024 قد صحّت، وكأنه يراهن على إصرار الرئيس المنتخب دونالد ترامب على مطالب لا يقوى رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو على رفضها، مثل وقف إطلاق النار في غزة، ما سيؤدي إلى استقالة وزراء أقصى اليمين مثل وزير المالية بتسلئيل سموتريتش ووزير الأمن الداخلي إيتمار بن غفير، وبالتالي سقوط حكومته.
ويُذكر أن روف كان قد تنبأ في العام الفائت بتراجع نتنياهو عن خياراته الحربية، لكن ذلك لم يحصل بسبب رخاوة ضغوط إدارة بايدن. ويشار في هذا المجال إلى أن هناك تلميحات صدر بعضها عن أوساط ترامب تتحدث عن أوقات صعبة في العلاقة القادمة بين ترامب ونتنياهو "بعكس ما توحي به الصورة السائدة عن سياسات شبه متطابقة بينهما". كذلك هناك احتما آخر قد يؤدي إلى إطاحة "الفرص المواتية" الجديدة لو أقدمت حكومة نتنياهو على خطوة من عيار عملية ضم في الضفة الغربية. وهذه مسألة ترددت سيرتها بشكل ملحوظ في المدة الأخيرة، وذكر المعلق واسع الاطلاع، ديفيد إغناتيوس، هذا الاحتمال أخيراً، ولو في إطار سؤال افتراضي بغرض استبيان الردود المحتملة على تطور من هذا النوع.
وفي هذا السياق، كان من اللافت أن تتقاطع إشارات وتوقعات عند احتمال القيام بالخطوة الأولى من "عملية التطبيع السعودي الإسرائيلي برعاية الرئيس ترامب"، على حد ما ذكره كارل روف في توقعاته لعام 2025. وقد ذهب إغناتيوس في تساؤلاته الافتراضية إلى أبعد من ذلك، حيث أشار إلى سيناريو محتمل من نوع "استضافة ترامب لنتنياهو وولي العهد الأمير محمد بن سلمان في حديقة البيت الأبيض للاحتفال بصفقة تطبيع يسميها ترامب صفقة العصر"، وقد تبدو مثل هذه الاحتمالات مستبعدة في المستقبل القريب، لكن الحديث عنها ليس بجديد، وترامب يتطلع إلى "إنجاز" من هذا الوزن ليكون علامة فارقة في تركته.
والملاحظ أن بعض هذه التكهنات تبدو رغبوية أكثر منها عملية، ولو أن الظروف غير اعتيادية، وربما بدت وكأنها تحتمل تحقيق ما كان مستبعداً في الماضي القريب، خصوصاً أن ترامب، الذي سيتسلم مقاليد الحكم في 20 يناير/ كانون الثاني الجاري، مولع بكسر المألوف، لكن تعقيدات الأوضاع في الشرق الأوسط، حتى بعد الانقلابات الأخيرة في الموازين، ما زالت تفرض الفرملة في توقعات المراقبين التي غابت عنها تقريباً التطورات السورية من باب أنها ما زالت تستعصي على التكهن بسبب طبيعتها الزئبقية. كذلك، غاب الحديث عن انفراجات قريبة أوحت بها التطورات، لكنها ما زالت محفوفة بالمخاطر في أحسن أحوالها، وخصوصاً في هذه اللحظة الانتقالية في واشنطن والمنطقة.