اعتبر تحليل إسرائيلي، نشرته صحيفة "هآرتس" اليوم، لمحررها للشؤون العربية، تسيفي برئيل، أنه في حال تكلل التقارب السعودي الإيراني بالنجاح وتمت إعادة فتح القنصلية السعودية في طهران، وتطبيع العلاقات بين البلدين؛ فإن ذلك سيعني القضاء على التحالف المناهض لإيران، الذي عولت عليه إسرائيل وبنت عليه أمالاً كثيرة بما في ذلك احتمال إقامة علاقات دبلوماسية بينها وبين السعودية.
واستند برئيل في تحليله إلى تصريحات أطلقها أخيراً وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، في ختام جولة له زار فيها كلاً من سورية ومصر وروسيا، عندما أعلن أن "المحادثات بين السعودية وإيران تتقدم باتجاه جيد"، فيما أضاف الناطق بلسانه، خطيب زاده، "أن المباحثات بين الدولتين مستمرة دون أي تشويش، وهي تتناول العلاقات بينهما ومع دول المنطقة، وخاصة دول الخليج، وأيضاً الحرب في اليمن"، مضيفاً أن الدولتين وقعتا على عدة اتفاقيات.
وبحسب "هآرتس" نقلا عن دبلوماسيين أوروبيين تحدثوا إلى صحافيين عرب؛ فإنه من المتوقع إعادة فتح القنصليات بين البلدين، والتوقيع خلال أسابيع على تطبيع كامل للعلاقات بينهما".
واستذكر برئيل أن اللقاءات بين السعودية وإيران بدأت سراً في شهر إبريل/نيسان من هذا العام، كما أن العاهل السعودي أشار في خطابه أمام الجمعية العمومية للأمم المتحدة إلى أن بلاده تأمل بإقامة علاقات جيدة مع إيران.
وبحسب التقرير؛ فإن السعودية بدأت تعيد النظر في سياساتها الإقليمية بعد انتخاب الرئيس جو بايدن، خاصة في ظل القطيعة التي نشأت بين بايدن وولي العهد السعودي على خلفية قضية قتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي، بموازاة ضغوط بايدن لعدم بيع سلاح أميركي للسعودية كي لا يستخدم في الحرب في اليمن. ووفقاً للصحيفة؛ فإن العاهل السعودي قرر إعادة النظر في سياساته الإقليمية خصوصاً تجاه إيران، بعد أن أدركت السعودية أنه لا يمكنها الاعتماد على الولايات المتحدة، والأفضل لها أن تنوع خياراتها وعلاقاتها الاستراتيجية، وإعادة موضعة نفسها من جديد.
وشكّل رفض الرئيس السابق دونالد ترامب الوقوف إلى جانب السعودية بعد الهجمات التي تعرضت لها منشآت النفط السعودية، عاملاً مساعداً في تحوّل السعودية لجهة إدراك ضرورة إطلاق حوار مع إيران. من جهتها؛ فإن إيران تدرك أن تطبيع العلاقات مع السعودية سيعود عليها أيضاً بالفائدة ويمنحها اعترافاً ولو غير رسمي بدورها في لبنان وسورية واليمن والعراق، كما سيفتح أمامها دول الشرق الأسط والدول العربية التي التزمت تحت الضغوط الأميركية جانب الحذر في علاقاتها مع إيران.
ووفقاً لاستنتاجات الكاتب؛ فإن تطبيع العلاقات بين السعودية وإيران، إلى جانب الخلافات بين رئيس الحكومة الإسرائيلي، نفتالي بينت والرئيس الأميركي جو بايدن، يبدو ضربة لإسرائيل، خاصة مع بدء نذر تبدد الفقاعة المسماة "ائتلاف عربي إسرائيلي ضد إيران"؛ لأن هذه الفقاعة في واقع الحال لم تكن أكثر من فزاعة نفخ فيها رئيس الحكومة السابق بنيامين نتنياهو، إذ لم يكن ممكناً بأي حال أن تنطلق مقاتلات سعودية لشن هجوم ضد إيران بتنسيق مع إسرائيل بدون موافقة أميركية، خصوصاً أن الولايات المتحدة أوضحت منذ أيام ترامب أنها تريد حلاً دبلوماسياً مع إيران ولا تريد الحرب.
ويقول الكاتب إن دول التحالف العربية، وخاصة الخليجية منها، وعلى رأسها السعودية التي كانت تسعى لتعزيز موقعها ومكانتها في واشنطن من خلال الترويج لتحالف مشترك ضد إيران، كان بوسعها الاستناد إلى تحشيد إسرائيلي، وإن لم يكن ذلك ناجحاً فعلياً، لكن يتضح لهذه الدول الآن أن المعركة ضدّ إيران ليست هي البضاعة المطلوبة، كما بات واضحاً أن إسرائيل هي وسيط يطلب عمولة عن بضاعة غير قادر على التزويد بها.