تتعرض بلدات جنوبية على الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة، منذ صباح اليوم الثلاثاء، لقصف إسرائيلي وسط تحليق مكثف لطيران الاحتلال على علو منخفض، فيما أعلن "حزب الله" استهداف منزلٍ في مستعمرة المطلة، يتمركز فيه جنود الاحتلال الإسرائيلي، مشيراً إلى أنه ألحق بهم إصابات مباشرة.
واستهدف الاحتلال الإسرائيلي جنوب بلدة الخيام بصاروخ موجّه بعيد المدى، وقد طاول قصفه منزليين خاليين من السكان في بلدة كفركلا، كما نفذ غارات على منازل سكنية مأهولة في بلدات كفركلا وعديسة وديرميماس.
واشتد القصف المتبادل بين الاحتلال الإسرائيلي و"حزب الله" في الأيام الماضية، وذلك على وقع توسّع المعركة. وقد شهد أمس الاثنين واحدة من أعنف المواجهات بين الطرفين، إذ شنّ حزب الله 8 هجمات على مواقع ومراكز إسرائيلية، ملحقاً فيها إصابات مباشرة، منها مدمّرة، ولا سيما في ثكنة برانيت، مركز قيادة الفرقة 91، التي استهدفها مرتين بصاروخي بركان من العيار الثقيل.
ومن بين عملياته أمس، التي نشر بعض مقاطع الفيديو عنها، استهدف حزب الله ثكنة زبدين في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة، وقوة مشاة إسرائيلية في تلة الكرنتينا قرب موقع حدب يارون، وتجمّع مشاة إسرائيليين في محيط موقع الضهيرة. كما هاجم حزب الله بثلاث مسيرات مراكز تجمّع جنود الاحتلال غرب كريات شمونة محققاً فيها إصابات مباشرة.
ونعى "حزب الله"، أمس الاثنين، عنصراً آخر استشهد جراء قصف الاحتلال الإسرائيلي جنوبي لبنان، ليترفع بذلك عدد الذين نعاهم منذ 8 أكتوبر/تشرين الأول الماضي إلى 78.
أما الاحتلال الإسرائيلي، فكثف قصفه للمنازل، أمس، مستهدفاً عدداً من البيوت، بينها بيوت لمسؤولين سياسيين، من حزب الله وحلفائهم، وبعضها مأهولة لكن من دون تسجيل إصابات، كما استهدف كنيسة مار جرجس في بلدة يارون – قضاء بنت جبيل ملحقاً بها أضراراً جسيمة.
في السياق، قال مصدرٌ نيابيٌّ في "حزب الله" لـ"العربي الجديد"، إن "العدو يغامر ويمارس اعتداءات لم تعد مقبولة، ولا يمكن السكوت عنها والتفرّج عليها من دون أي ردّ فعلٍ، وعلى العالم أن يرى هذه التجاوزات قبل أن يصوّب هجومه على حزب الله ويطالب لبنان بالالتزام بالقرارات الدولية".
ويلفت المصدر إلى أن "احتمال الحرب يبقى قائماً طالما أن العدو مستمرّ بمجازره وجرائمه في غزة، ويواصل اعتداءاته على الجنوب اللبناني التي لا يستثني فيها مستشفيات ومنازل وكنائس وأطقم إعلامية وطبية واسعافية، وحزب الله على جهوزية تامة لمواجهة أي عدوان".
وحول ما إذا كان التصعيد الحاصل عسكرياً لا يزال تحت سقف قواعد الاشتباك، يقول المصدر إن "هناك طبعاً بعض الخرق لقواعد الاشتباك ولكن أي خرق من جانب العدو نردّ عليه من خلال عملياتنا التي تعدّ موجعة جدّاً للإسرائيلي".
في الإطار، خاطب قائد الجيش اللبناني العماد جوزاف عون العسكريين بمناسبة الذكرى الثمانين للاستقلال في لبنان بالقول "صمودكم وتضحياتكم هي من أهم عوامل قوّة اللبنانيين، فثابروا على القيام بواجبكم، وحافظوا على جهوزية المؤسسة العسكرية، كي تبقى حاضرة لمواجهة التحديات والتطورات في هذه المرحلة الصعبة والأخطار التي تُهدد لبنان وعلى رأسها العدو الإسرائيلي".
وأضاف "تمسّكوا بقدسية مهمّتكم لأن في ذلك خلاصَ بلدنا، وسنظل درع الوطن وسياجه، نذود عن أهلنا ونرُد عنهم شرَّ الأعداء، حتى يظلّ علمُنا الشامخ عنواناً لإرثنا المشرق".
وتابع عون "اليوم نقف أمام مشهد شديد الخطورة، إذ يواصل العدو الإسرائيلي ارتكاب أفظع المجازر وأشدّها دموية على نحو غير مسبوق في حق الشعب الفلسطيني ويكرّر اعتداءاته على سيادة وطننا وأهلنا في القرى والبلدات الحدودية الجنوبية، مستخدماً ذخائر محرمة دولياً إلى جانب استمرار احتلاله لأراضٍ لبنانية".
وأضاف "في الوقت نفسه، يواجه لبنان تحديات جسيمة على مختلف الصعد، تنعكس سلباً على مؤسسات الدولة، ومن بينها المؤسسة العسكرية، التي تقف اليوم أمام مرحلة مفصلية وحساسة في ظلّ التجاذبات السياسية، في حين تقتضي المصلحة الوطنية العليا عدم المساس بها، وضمان استمراريتها وتماسكها والحفاظ على معنويات عسكرييها".