التحالف يعزز قواته شرق سورية و"داعش" يكثف هجماته ضد قوات النظام

09 ابريل 2022
أجرت قوات التحالف تدريبات مع "قسد" (دليل سليمان/ فرانس برس)
+ الخط -

دفعت قوات التحالف الدولي بتعزيزات إلى شرقي سورية، وذلك بعد يومين من تعرضها لقصف مدفعي من جانب مليشيات موالية لإيران، وأجرت تدريبات مع "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) في المنطقة، في وقت رفعت قوات النظام السوري شرقي البلاد من حالة الاستنفار مع تصاعد هجمات تنظيم "داعش" في المنطقة.

وذكر مراسل "العربي الجديد" أن طيران التحالف حلّق على علو منخفض فوق سماء ريف دير الزور الشرقي، اليوم السبت، فيما وصلت معدات لوجستية وعسكرية للقواعد الأميركية في دير الزور، وخصوصاً في حقل العمر ومعمل غاز كونيكو. وأوضح أن التعزيزات توالى وصولها خلال اليومين الماضيين على شكل قوافل متتابعة، وهي تضم أسلحة ومساعدات لوجستية.

وتشير مصادر محلية إلى أن الجيش الأميركي أدخل ليل أمس وفجر اليوم السبت رتلاً من المعدات العسكرية هو الأضخم إلى قاعدته في حقل غاز "كونيكو"، يضم شاحنات كبيرة وعربات "برادلي" القتالية، وشاحنات تحمل معدات لوجستية، ترافقها عشرون آلية عسكرية تابعة لقوات التحالف تحت غطاء من المروحيات.

ووفق مراسل "العربي الجديد"، تواصل قوات التحالف إجراء مناورات وتدريبات عسكرية في محيط حقل العمر، والتي كانت بدأتها قبل أيام، وذلك بمشاركة عربات مدرعة وعشرات الجنود الأميركيين ومن قوات التحالف، بمشاركة مقاتلي "قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، واستخدمت خلال المناورات الأسلحة الثقيلة والصواريخ، ونفذت ضربات تدريبية على أهداف وهمية بواسطة قذائف هاون وقاذفات مضادة للدبابات.

كذلك تدرّب القوات الأميركية قوات "قسد" على استخدام المدفعية وقذائف الهاون والصواريخ الموجهة المضادة للدبابات.

ويشير ناشطون وشبكات محلية إلى أن قوات التحالف أرسلت خلال الشهر الماضي تعزيزات وقوافل عسكرية إلى قواعدها شمال شرقي سورية خمس مرات، وذلك بالتزامن مع تصاعد التوترات مع المليشيات المدعومة من الحرس الثوري الإيراني، وآخر ذلك، القصف الذي تعرضت له قاعدة حقل العمر الخميس الماضي، وأسفر عن إصابة 4 جنود أميركيين.

إلى ذلك، استهدف مجهولون بعبوة ناسفة عربة عسكرية تابعة لقوات "قسد" في بلدة الكبر غرب دير الزور، فيما انفجرت عبوة ناسفة بسيارة تابعة لـ"قسد" قرب بلدة مركدة جنوبي محافظة الحسكة، وفق شبكة "الخابور" المحلية، في وقت أفادت شبكة "فرات بوست" إلى انقطاع التغذية الكهربائية عن محطات المبسطة، وتل تمر، والسد الشرقي والسد، الغربي التي تغذي عدداً كبيراً من أحياء مدينة الحسكة وتل تمر وقراها، وذلك نتيجة انهيار برجين في قرية العابد جنوب شرق مدينة الحسكة.

استنفار قوات النظام بعد هجمات "داعش"

وفي غضون ذلك، شهدت مليشيا الدفاع الوطني وعناصر الفرقة الرابعة التابعتين للنظام السوري بريف دير الزور الشرقي، حالة استنفار وتعبئة، وخصوصاً في بلدات البوليل، وسعلو، والزباري، وذلك بعد العثور على جثة عنصر من مليشيا "الفرقة 17" مقتولاً على ضفة الفرات في ظروف غامضة.

وتشير شبكات محلية إلى أن عدداً من عناصر قوات النظام قتلوا خلال الأيام الثلاثة الأخيرة، جراء هجمات متفرقة شنها تنظيم "داعش" على مواقعهم بريف دير الزور، تركزت على محاور في البادية الممتدة بين محافظتي دير الزور وحمص، واستهدفت خصوصاً عناصر من مليشيات "لواء القدس" و"القاطرجي" و"الفرقة 17" في أماكن متفرقة مثل حقل كصيبة في البادية السورية، وبادية المسرب، وبادية جبل البشري، والبشري، من دون تحديد إحصائية نهائية لعدد القتلى.

ووفق شبكة "مشرق ميديا" المحلية، فإن هجوماً شنه عناصر "داعش" بقذيفة صاروخية، استهدف سيارة تابعة لـ"لواء القدس" في بادية المسرب غربي دير الزور، خلّف قتيلين وأعطب سيارة عسكرية، مشيرة إلى أن الهجوم تزامن مع تكثيف الطيران الحربي الروسي غاراته الجوية على مناطق متفرقة من البادية السورية في أرياف حماة، وحمص، وحلب، والرقة.

وتزايد نشاط خلايا التنظيم في مناطق شمال شرقي سورية ضد قوات النظام وقوات "قسد"، منذ الإعلان عن تعيين قائد جديد للتنظيم خلفاً لزعيمه السابق عبد الله قرداش، الذي قُتل بعملية أميركية شمال غربي سورية.

وفي سياق متصل، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن أجهزة النظام الأمنية أرسلت دوريات من فرع الشرطة العسكرية بتدمر إلى مدينة السخنة بريف حمص لاعتقال عدة أشخاص، بينهم أحد قادة مليشيا الدفاع الوطني بالسخنة، والذي تربطه قرابة مع شخص آخر جرى اعتقاله أيضاً بتهمة التعاون مع تنظيم "داعش".

من جانب آخر، قُتل عنصران من مليشيا كتائب "الإمام الرضا" الموالية لإيران، وأصيب خمسة قرب مبنى المواصلات على طريق مطار حلب الدولي. وذكر موقع "عنب بلدي" المحلي أن عناصر "الفرقة الرابعة" أطلقوا الرصاص على سيارتين عسكريتين لكتائب "الإمام الرضا" المتمركزة ضمن ريف حلب الشرقي والشمالي، إثر مرور السيارتين من الطريق المخصص لمرور السيارات العسكرية. وطلب عناصر الحاجز من السيارتين الوقوف، ولكنهما تابعتا طريقهما، ما دفع عناصر الفرقة المتمركزين على الحاجز لإطلاق النار على السيارة الخلفية، ما أسفر عن مقتل عنصرين وإصابة خمسة آخرين، واعتقال بقية الأشخاص الموجودين داخل السيارتين.

اغتيالات جديدة في درعا

وفي جنوبي البلاد، بدأت مجموعة محلية تتبع لجهاز المخابرات الجوية، يقودها محمد علي اللحام، حملة اعتقالات اليوم في بلدة أم ولد شرقي درعا، طاولت أشخاصاً عدة، وذلك بعد انفجار استهداف اللحام بعبوة ناسفة، ما أسفر عن إصابته بجروح ومقتل مرافقه، وفق ما أفاد لـ"العربي الجديد" الناطق باسم شبكة "تجمع أحرار حوران" المحلية أبو محمود الحوراني.

ويتزعم اللحام مجموعة محلية في المنطقة الشرقية لدرعا منذ تسوية يوليو/ تموز 2018، وهي تتبع لجهاز المخابرات الجوية. وكان اللحام قبل ذلك قيادياً ضمن إحدى الفصائل المحلية شرقي درعا، ضمن ما كان يُسمّى "جيش اليرموك"، ثمّ غادر باتجاه الشمال السوري عند تطبيق اتفاقية التسوية والمصالحة في منتصف 2018، قبل أن يعود إلى محافظة درعا في العام 2020، ويعمل ضمن مجموعة تعمل لصالح جهاز الأمن العسكري.

وكان قد قُتل أمس أيضاً بشار الحمد، الملقب بـ"بشار الملكة"، برصاص مجهولين في قرية عين ذكر غربي درعا، والذي كان يعمل قبيل تسوية 2018 في صفوف جيش خالد التابع لتنظيم "داعش" في منطقة حوض اليرموك غربي المحافظة. كما أصيب شاب آخر بجروح جراء استهدافه بإطلاق نار مباشر من قبل مجهولين في بلدة تل شهاب غربي درعا، وكان هذا الشخص يعمل سابقاً أيضاً مع تنظيم "داعش" في منطقة حوض اليرموك.

وطاولت محاولات الاغتيال كذلك، محمد المسالمة، أبرز المطلوبين للنظام في محافظة درعا، والذي طالب النظام بتهجيره برفقة عدد من الأشخاص الذين يعملون بإمرته خلال حصار أحياء درعا البلد العام الفائت. وذكر موقع "درعا 24" المحلي أن المسالمة الملقب بـ"الهفو" أصيب بجروح، جراء استهدافه بعبوة ناسفة كانت مزروعة على جانب الطريق في حي البحار بدرعا البلد، وجرى نقله إلى المستشفى.

مطالب دولية بالكشف عن مصير المعتقلين لدى النظام

في سياق منفصل، طالبت كلّ من الولايات المتحدة والأمم المتحدة بالكشف عن مصير آلاف السوريين المدنيين المخفيين في سجون النظام السوري، وحلّ قضية المفقودين بشكل عاجل.
 
وذكرت السفارة الأميركية في سورية في تغريدة لها عبر "تويتر"، أن "تأكيد مكان وجود الآلاف السوريين المفقودين، وتأمين الإفراج عن المحتجزين تعسفياً، بمن فيهم الأطفال والنساء وكبار السن، هو من أولويات الولايات المتحدة".