البيت الأبيض يتراجع عن تصريحات لبايدن حول انتخابات فنزويلا: خسارة مادورو واضحة

16 اغسطس 2024
احتج الناس لصالح حرية فنزويلا عند النصب التذكاري للثورة/ 10 أغسطس 2024(Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- **خسارة مادورو ودعوات لإعادة الانتخابات**: أعلن البيت الأبيض أن خسارة مادورو في الانتخابات الفنزويلية كانت واضحة، ودعا الرئيس بايدن لإجراء انتخابات جديدة، مدعوماً من الرئيسين البرازيلي والكولومبي.

- **ردود الفعل الدولية والمحلية**: دعوات لإعادة الانتخابات من البرازيل وكولومبيا وواشنطن، بينما زعيمة المعارضة ماتشادو اعتبرت الدعوة "قلة احترام" للإرادة الشعبية.

- **الوضع السياسي والاقتصادي**: مادورو رفض إعادة الانتخابات رغم رفض المعارضة والعديد من الدول للنتائج، وفنزويلا تعاني من انهيار اقتصادي منذ توليه السلطة.

اعتبر البيت الأبيض، الخميس، أن خسارة نيكولاس مادورو في الانتخابات الرئاسية الفنزويلية كانت "واضحة تماماً"، في تراجع ملحوظ عن تصريح سابق للرئيس جو بايدن أيّد فيه إجراء انتخابات جديدة.

وأوضح متحدث باسم البيت الأبيض أن "الرئيس كان يشير إلى العبثية التي أظهرها مادورو وممثلوه بشأن انتخابات 28 يوليو/تموز". جاء ذلك بعد أن أعرب بايدن عن دعمه لإجراء انتخابات جديدة في فنزويلا، في استجابة لدعوات مماثلة من الرئيسين البرازيلي، لويس ايناسيو لولا دا سيلفا والكولومبي غوستافو بيترو.

لكن متحدثاً باسم مجلس الأمن القومي الأميركي أكد أن تصريحات بايدن كانت تعكس الموقف العام للولايات المتحدة بشأن فنزويلا. وأضاف: "من الواضح تماماً لغالبية الشعب الفنزويلي، والولايات المتحدة، وعدد متزايد من الدول، أن مرشح المعارضة إدموندو غونزاليس أوروتيا حصد العدد الأكبر من الأصوات في 28 يوليو".

وأكد البيت الأبيض دعوته لاحترام إرادة الشعب الفنزويلي وبدء نقاشات من أجل العودة إلى القيم الديمقراطية.

وكان الرئيسان البرازيلي والكولومبي، قد دعوَا، الخميس، إلى إجراء انتخابات رئاسية جديدة في فنزويلا، وهي خطوة حظيت بدعم واشنطن بعد التنديدات الدولية بنتائج الانتخابات التي رفضتها المعارضة. وحض الرئيسان بشكل منفصل بعد محادثة هاتفية أجرياها الأربعاء وناقشا خلالها إيجاد "مخرج سياسي" محتمل للأزمة في فنزويلا، مادورو على النظر في إجراء انتخابات جديدة.

ومن واشنطن، أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن أنه سيدعم هذه الخطوة، بينما اعتبر البيت الأبيض أن خسارة مادورو لانتخابات فنزويلا "واضحة تماماً". ورداً على سؤال لأحد المراسلين في البيت الأبيض في وقت سابق إن كان يدعم إجراء انتخابات جديدة في فنزويلا، أجاب الرئيس بايدن "أنا أؤيد ذلك".

لكن زعيمة المعارضة الفنزويلية ماريا كورينا ماتشادو لم تعتبر هذا الموقف صائباً. ورأت ماتشادو التي منعتها السلطات القضائية الموالية لمادورو من الترشح وناب عنها ادموندو غونزاليس أوروتيا، أن تنظيم انتخابات جديدة يعكس "قلة احترام" حيال الإرادة الشعبية التي عبر عنها الناخبون في 28 تموز/يوليو. وأضافت: "جرت الانتخابات وعبّر المجتمع الفنزويلي عن نفسه في ظروف بالغة السوء حيث كان هناك تزوير، ورغم ذلك تمكنّا من الفوز".

وكان المجلس الانتخابي الوطني في فنزويلا قد أعلن أن مادورو حصد 52% من الأصوات وفاز بولاية رئاسية ثالثة من ست سنوات، دون أن يقدم نتائج مفصلة. فيما تقول المعارضة إن مرشحها غونزاليس أوروتيا وهو دبلوماسي متقاعد يبلغ 74 عاماً، فاز في الانتخابات على مادورو بفارق كبير، وفقاً لاحصاءاتها الخاصة.

ويختبئ غونزاليس أوروتيا وزعيمة المعارضة منذ أن اتهمهما مادورو بالسعي إلى إثارة "انقلاب" والتحريض على "حرب أهلية". وأدت تظاهرات مناهضة لمادورو في فنزويلا إلى مقتل 25 شخصاً حتى الآن، وجرح العشرات وتوقيف أكثر من 2400 شخص. ورفضت المعارضة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والكثير من دول أميركا اللاتينية نتائج الانتخابات.

 

وكان مادورو، وهو حليف سياسي للرئيس اليساري لولا، قد رفض في وقت سابق إمكانية إجراء انتخابات جديدة وطلب من محكمة العدل العليا، وهي أعلى سلطة قضائية في البلاد وينظر إليها أيضاً على أنها موالية له، التصديق على فوزه المعلن في الانتخابات. وقال لولا، الخميس، إنه لم يعترف حتى الآن بنتائج المجلس الانتخابي الوطني الفنزويلي.

وتؤيد غالبية عظمى في الجمعية الوطنية المكونة من 277 نائباً وغرفة واحدة مادورو الذي حذّر سابقاً من "حمام دم" إذا خسر الانتخابات.

والأسبوع الماضي، حظر مادورو منصة اكس لمدة 10 أيام بعد تصريح لرئيسها التنفيذي إيلون ماسك اعتبر فيه أن مادورو شارك في "عملية احتيال انتخابية كبرى". كما دعا مادورو إلى مقاطعة تطبيق واتساب.

وحض المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة فولكر تورك ولجنة البلدان الأميركية لحقوق الإنسان النواب الفنزويليين على عدم تمرير قوانين من شأنها الحد من الحريات الديمقراطية.

منذ تولي مادورو السلطة في 2013 شهدت فنزويلا انهياراً اقتصادياً تسبب بمغادرة أكثر من سبعة ملايين نسمة البلاد، حيث انخفض الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 80 بالمائة خلال عقد. وكانت عشرات الدول قد رفضت فوز مادورو في انتخابات 2018 معتبرة أنها مزورة.

(فرانس برس)