عبرت البعثة الأممية في ليبيا عن قلقها إزاء "التطورات الأمنية الجارية في طرابلس"، ودعت جميع الجهات إلى "ممارسة ضبط النفس"، بعد أن شهدت أحياء جنوب شرق العاصمة طرابلس توتراً أمنياً على خلفية انتشار كبير لأرتال المسلحة فيها، كما أقفلت جامعة طرابلس وعدد من المدارس أبوابها، وسرّحت طلابها حفاظاً على سلامتهم.
وقالت البعثة، في بيان لها، مساء اليوم الثلاثاء، إنّ "التحركات للقوات التابعة لمجموعات مختلفة تخلق حالة من التوتر وتعزز خطر الصدامات التي قد تتحول إلى صراع"، وحثّت على "حل أي خلافات بشأن المسائل السياسية أو العسكرية عبر الحوار"، مشيرة إلى حساسية "عملية انتخابية صعبة ومعقدة" تمر بها البلاد وينتظر أن تفضي إلى انتقال سلمي.
ودعت البعثة جميع الجهات الفاعلة الليبية إلى "ممارسة ضبط النفس في هذه المرحلة الدقيقة"، والعمل الجماعي من أجل "تهيئة مناخ أمني وسياسي يحافظ على تقدم ليبيا، ويمكِّن البلاد من إجراء انتخابات سلمية وعملية انتقال ناجحة".
وفيما أشارت البعثة إلى مواصلة المستشارة الأممية، ستيفاني وليامز، عملها مع الأطراف المعنية في البلاد في سبيل تحقيق الاستقرار، لفتت البعثة إلى أنّ التطورات الأمنية الراهنة في العاصمة طرابلس "لا تتماشى مع الجهود الجارية للحفاظ على الاستقرار وتهيئة الظروف الأمنية والسياسية لإجراء انتخابات سلمية وشاملة وحرة ونزيهة وذات مصداقية" مرتقبة في 24 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، وبات مصيرها مجهولاً.
وأضاف البيان أنّ هذه التطورات "من شأنها أن تقوض المكاسب الأمنية التي حققتها ليبيا وأكسبت الثقة لكبار المسؤولين من جميع أنحاء العالم، ومكّنت من حضورهم إلى طرابلس للمشاركة في مؤتمر دعم الاستقرار في ليبيا في أكتوبر الماضي والذي تكلل بالنجاح".
وخلال انتشارها في أحياء جنوب شرق طرابلس، أقامت المجموعات المسلحة سواتر ترابية في أحياء عين زاره وخلة الفرجان وقصر بن غشير، فيما أفاد مصدر عسكري رفيع من طرابلس بأنّ هذه الأرتال لقوات تابعة لوزارة الدفاع بالحكومة.
وأكد المصدر الذي تحدث لــ"العربي الجديد"، في وقت سابق من اليوم الثلاثاء، ورود معلومات مؤكدة للحكومة بوجود استعدادات لمجموعات مسلحة في مناطق مجاورة لطرابلس لإثارة فوضى داخل العاصمة، مشيراً إلى أنّ التحركات الحالية من جانب قوات الحكومة هي إجراء فقط استعداداً لأي احتمال، موضحاً في الوقت نفسه أنّ الهدوء الكامل بات يسود مختلف أرجاء العاصمة.
في هذه الأثناء، أعلنت جامعة طرابلس عن وقف الدراسة فيها، فيما بدأت بعض مدارس هذه الأحياء في نشر إعلانات على صفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي تطلب فيها من الطلاب عدم الحضور إلى مدارسهم، وتعليق الدراسة إلى حين إشعار آخر.
وأكد عضو مكتب مراقبة التعليم بمنطقة عين زاره عصام القبائلي لـ"العربي الجديد"، إيقاف الدراسة في مدارس الأحياء التي تشهد توتراً، مشيراً إلى أنّ مكتب المراقبة طالب المدارس القريبة من أحياء التوتر بتسريح الطلاب حرصا على سلامتهم.
ويأتي هذا التوتر قبل ثلاثة أيام من الموعد المفترض لإجراء الانتخابات الليبية، وسط صمت المفوضية العليا للانتخابات، ومجلس النواب حيال مصير العملية الانتخابية، وإمكانية تأجيلها وتحديد مواعيد أخرى.