استأنفت البعثة الأممية لمراقبة إطلاق النار في مدينة الحديدة اليمنية، السبت، تحركاتها لاحتواء التصعيد العسكري الواسع بين القوات المشتركة المدعومة إماراتياً والحوثيين، وذلك بعد أشهر من تجميد نشاطها وانتقالها للعاصمة الأردنية عمّان.
وعقد رئيس لجنة إعادة الانتشار وكبير المراقبين الأمميين، أبهيجيت جوها، لقاء مع مسؤولين حوثيين في لجنة وقف إطلاق النار بالحديدة، كُرّس لمناقشة "خطة جديدة" لوقف الخروقات الحاصلة التي يتعرض لها اتفاق استوكهولم المتعثر، الذي تم توقيعه قبل نحو عامين، وفقاً لوسائل إعلام حوثية.
وجاء اللقاء، بعد يومين من هجوم دامٍ منسوب لجماعة الحوثيين استهدف مجمعاً صناعياً في مدينة الحديدة، و أسفر عن مقتل 9 عمال وإصابة 7 آخرين، وفقاً لمصادر حقوقية وحكومية.
وأبلغت جماعة الحوثيين المسؤول الأممي برصد أكثر من 55 خرقاً من قبل القوات المدعومة إماراتياً لاتفاق الحديدة، شملت قصفاً بالطيران والقصف المدفعي والصاروخي، طاولت مركز المحافظة وعدداً من المديريات الجنوبية للمحافظة الساحلية.
وكشف كبير المفاوضين الحوثيين في اللجنة العسكرية لمراقبة اتفاق الحديدة، محمد القادري، عن "خطة جديدة تمّت مناقشتها لعمليات إعادة انتشار لجان المراقبة ستعلن تفاصيلها بعد موافقة الطرف الممثل للرياض وأبوظبي"، في إشارة إلى الجانب الحكومي.
ووفقاً لوكالة "سبأ" الخاضعة للحوثيين، فقد أكد المسؤول العسكري الحوثي أن صبرهم "لن يطول إلى ما لا نهاية" في ما يتعلق بـ"الخروقات" التي اتهم القوات المشتركة الموالية للشرعية بارتكابها.
وبحسب الوكالة، فقد دعا رئيس البعثة الأممية إلى ضرورة إيقاف الحرب، التي تمسّ الشعب اليمني وتتسبب في معاناة المدنيين بصورة كبيرة، لافتاً إلى أنه "يتعين وقف إطلاق النار وإعطاء الوقت الكافي للمبعوث الأممي والبعثة الأممية للتوصل إلى وقف إطلاق النار وصناعة السلام لليمنيين".
وشدد جوها على ضرورة إعادة النظر في ما يجب القيام به لوقف إطلاق النار، لكي يتسنى للجنة إعادة الانتشار القيام بعملها بحسب الخطة التي تم التوصل إليها.
وشهدت محافظة الحديدة، خلال الأسبوعين الماضيين، سلسلة من الهجمات الدامية، أسفرت عن مقتل وإصابة 40 مدنياً جراء قصف مدفعي وألغام أرضية، وفقاً لمصادر حقوقية.
وكانت البعثة الأممية قد أدانت، أول من أمس الخميس، الهجوم المنسوب للحوثيين والذي أوقع 9 عمال في مجمع "إخوان ثابت" الصناعي، ودعت إلى التوقف عن قتل المدنيين، وفقاً لبيان صحافي.
وأشار البيان إلى أن الهجوم استهدف أحد المواقع المحتملة لمكتب البعثة في الحديدة، بعد اعتراض الحكومة الشرعية خلال الأشهر الماضية على استمرار عملها من مناطق الحوثيين والمطالبة بضرورة نقلها إلى موقع محايد.
وفي السياق، كشف مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية باليمن، مساء السبت، عن مقتل وإصابة 139 مدنياً خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة في محافظة الحديدة المشمولة باتفاق استوكهولم، غربي البلاد.
وقال المكتب، في بيان صحافي، وصلت إلى "العربي الجديد" نسخة منه، إنه تم تسجيل مقتل وإصابة 74 مدنياً، خلال أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، ومقتل وإصابة 49 مدنياً في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.
وكشف البيان أنّ الهجوم الدامي الذي استهدف مجمعاً صناعياً، أول من أمس الخميس، أسفر عن مقتل 6 عمال مدنيين وإصابة 10 آخرين، بعد إعلان القوات الحكومية أنّ عدد القتلى هم 9.
ولم يتطرق البيان الأممي إلى هوية الجهة التي تسببت بالهجمات الدامية، في وقت حمّلت القوات المشتركة المدعومة إماراتياً جماعة الحوثيين بالوقوف وراء أغلب الهجمات.
في هجوم هو الثالث ضد المدنيين في #اليمن خلال أسبوع، تشير تقارير أولية أن قصفا مدفعيا على مجمع إخوان ثابت في #الحديدة أدى إلى مقتل وجرح 16 من العمّال المدنيين.
— OCHA Yemen (@OCHAYemen) December 5, 2020
بيان عن منسق الشؤون الإنسانية في اليمن: https://t.co/pSPcQNuMfC pic.twitter.com/8R2o4ikPGt
ومنذ مارس/ آذار الماضي، علّقت الحكومة اليمنية مشاركتها في لجنة مراقبة وقف إطلاق النار بالحديدة، بعد مقتل أحد ضباط المراقبة برصاص قناص حوثي، وفقاً لاتهامات أطلقها وزير الخارجية محمد الحضرمي.
وأعلنت الخارجية في الحكومة المعترف بها دولياً مراراً أنها لن تستأنف مشاركتها في اللجنة ما لم يتم نقل اللجنة إلى مقر محايد، وهو ما جعل رئيس البعثة يغادر الحديدة صوب العاصمة الأردنية عمّان، منتصف إبريل/ نيسان الماضي، قبل أن يظهر اليوم بشكل مفاجئ في مدينة الحديدة.