البرهان من الجزائر: شركاء إقليميون ودوليون يتآمرون على السودان

28 يناير 2024
من لقاء تبون والبرهان في القمة العربية التي عقدت بالجزائر في 2022 (الأناضول)
+ الخط -

قال رئيس مجلس السيادة السوداني، عبد الفتاح البرهان، إن "السودان يتعرّض لمؤامرة بتواطؤ مع شركاء إقليميين ودوليين".

وأشار البرهان، في مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، في الجزائر، اليوم الأحد، إلى أن "الجزائر حاضرة في أي طاولة نقاش أو مفاوضات عربية أو إقليمية حول السودان".

من جهته، قال تبون إن "الجزائر تقف إلى جانب السودان لتجاوز الظروف الصعبة ومواجهة قوى الشر التي تستهدفه"، مشدداً على أن "الجزائر ستكون حاضرة في أي طاولة نقاش عربية أو إقليمية حتى يتجاوز السودان هذه المحنة".

وكان البرهان قد وصل صباح اليوم إلى الجزائر، في زيارة رسمية ليومين، ويرافقه فيها وزير الخارجية المكلف علي الصادق، ومدير جهاز المخابرات العامة الفريق أول أحمد إبراهيم مفضل، لبحث العلاقات الثنائية بين البلدين وتطورات الوضع في السودان.

ومن المتوقع أن يناقش البرهان إمكانية مساعدة الجزائر للسودان على مستوى مجلس الأمن بصفتها عضواً غير دائم، وكذلك في الهيئات الإقليمية لوقف التدخلات الأجنبية في السودان، خاصة من قبل دول تدعم قوات الدعم السريع، ومسائل توريد السلاح والمرتزقة من دول أخرى. وكان البرهان زار الجزائر، في نوفمبر/ تشرين الثاني 2022، للمشاركة في القمة العربية التي عُقدت فيها.

وكان تبون وجه في إبريل/ نيسان الماضي رسائل إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس ورئاسة الاتحاد الأفريقي، بشأن الوضع في السودان، حث فيها على ضرورة التحرك الدولي لحقن الدماء والعودة إلى المسار السلمي لحل الأزمة السودانية العميقة.

وشدد تبون على ضرورة التوجه في مسعى مشترك وموحد بين المنظمات الأربع (الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية والهيئة الحكومية للتنمية) لدعم السودان ومساعدته على تجاوز الأزمة الراهنة، مبرزاً أهمية توحيد جهود الفاعلين الدوليين والإقليميين بشكل عاجل بهدف العمل على وقف إطلاق النار وتهدئة الأوضاع.

وبرز حضور الجزائر في حل الأزمة السودانية عبر وزير الخارجية الجزائري السابق، رمطان لعمامرة، الذي يؤدي دوراً في مساعي حل الأزمة بعد تعيينه في 17 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي مبعوثاً خاصاً للأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريس إلى السودان.

بين البرهان ودقلو

ويعيش السودان على وقع الاشتباكات بين قوات الدعم السريع بزعامة محمد حمدان دقلو والجيش السوداني بقيادة البرهان، التي تفجرت في إبريل/ نيسان من العام الماضي، وسط أزمات النزوح ونقص السلع وتوقف معظم الأنشطة الاقتصادية.

وفاقم الصراع من التدهور الاقتصادي للبلاد التي شهدت، خلال السنوات الأخيرة، تسارعاً غير مسبوق في معدلات التضخم والفقر والبطالة وتفاقم أزمات الكهرباء والطاقة، وباتت الكثير من الأسر عاجزة عن تلبية أدنى احتياجاتها.

وبلغ عدد النازحين واللاجئين في السودان أكثر من 7.5 ملايين شخص، بحسب منظمة الهجرة الدولية، التي قالت، في بيان صدر في 5 يناير/ كانون الثاني الجاري، إن "القتال المستمر يتسبب بمزيد من النزوح الداخلي الكبير، وإلى البلدان المجاورة"، وذكر البيان أن حوالي "5 ملايين و942 ألفاً و580 شخصاً نزحوا داخلياً".

المساهمون